السعودية تضع شروطا للتوسط مع "طالبان" وكريمة العاهل السعودي الراحل تشكك في تلقائية الربيع العربي وتنتقد الصراعات القائمة داخل الأسرة الحاكمة بالسعودية

الأحد، فبراير 19، 2012


شاهد الفيديو
أعلن سفير أفغانستان لدى الرياض سيد أحمد عمر خليل أن السعودية وضعت شرطا رئيسيا للتوسط فى المصالحة الأفغانية ، يتمثل بإعلان حركة "طالبان" براءتها من القاعدة فى أول رد فعل رسمى بعد أسابيع من أنباء حول مفاوضات مرتقبة بين ممثلين عن الحركة وعن الحكومة الأفغانية فى الرياض. وألمح السفير الأفغانى فى تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية اليوم إلى استعداد السعودية للتوسط لإنهاء الأزمة فى بلاده ، وقال "لقد أبلغتنى جهات مسئولة بالسعودية عن استعدادها للقيام بالوساطة بيننا وطالبان لكن ليس قبل أن تتبرأ الأخيرة من القاعدة وأعمالها". وشدد على أن بلاده تعول على العلاقة القوية التى تربط بين الرياض وإسلام آباد من أجل إنهاء الأزمة الأفغانية التى لاتزال قائمة بسبب استمرار حركة طالبان بحمل السلاح ومقاومة الدولة. وقال "إن مشكلتنا فى أفغانستان لن تنتهى إلا بمساعدة الحكومة الباكستانية وبما أن علاقات السعودية قوية جدا بحكومة باكستان ، فنأمل أن تلعب المملكة دور الوسيط لإقناع حكومة إسلام آباد فى حل هذه المعضلة"، مؤكدا ثقة الرئيس الأفغانى حامد كرازى بالقيادة السعودية لتعمل على إقناع حكومة باكستان فى حل المشكلة مع حركة طالبان.من جانبها اتهمت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود، الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي ببث الرعب والتطرف عبر خطاب بعيد عن وسطية الإسلام.وشككت الأميرة في تلقائية الثورات التي اجتاحت المنطقة، واستغربت ان يسيطر الاخوان على الحكم في كل مكان.واعتبرت الأميرة في تصريحات لمحطة "ايه ان بي" الفضائية أن تسلسل الأحداث مشبوه وغريب من حيث أنه أتى بالإسلاميين في كل مكان.وغمزت الأميرة في برنامج "سجالات" الذي يقدمه الإعلامي محمد قواص من قناة انقلاب خطاب الاخوان لجهة التعامل اليوم مع الغرب والولايات المتحدة لما فيه مصلحة الاخوان في السيطرة على الحكم، ومصلحة الغرب في تسويق بضائعه وتنشيط الصناعة العسكرية لديه.وانتقدت الأميرة التصريحات الاخيرة الصادرة عن الأمير الوليد بن طلال الذي طالب بالإصلاح السياسي والأمير تركي الفصيل الذي حث على الإصلاح الاقتصادي والتنموي، واعتبرت انها تصريحات تصدر لحسابات خاصة لها علاقة بالنفوذ والموقع.واستنكرت الأميرة لجوء الأميرين اللذين ذكّرت انهما لا يتقلدان مناصب رسمية إلى اطلاق وعود لا قدرة لهما على تنفيذها.واعتبرت الأميرة بسمة أن هذا السياق يعبر عن صراع داخلي داخل الأسرة الحاكمة في السعودية خرج للعلن عبر وسائل الاعلام الدولية.وانتقدت لجوء هؤلاء الامراء إلى استخدام نفوذهم في عالم الاعلام لتمرير رسائل تعبر عن فوضى في اتخاذ القرار في السعودية، ودعت في هذا الإطار إلى التكاتف حول الحكومة السعودية من اجل اصلاح حقيقي.وقالت الأميرة بسمة إن السعودية تمتلك الامكانات والموارد لحلّ مشاكل الإسكان والتعليم والصحة والبطالة.واتهمت النظام الإداري والوزاري بعدم تنفيذ الأوامر الملكية التي يصدرها العاهل السعودي، والتي تسعى إلى اصلاح مشاكل المواطن السعودي.ودعت إلى "تقليب الاتربة" لتحقيق الاصلاح في السعودية، لكنها رفضت اعتبار ذلك دعوة للثورة، بل سعي لإصلاح السعودية من خلال النظام السياسي السعودي.وحول قضية الصحافي حمزة الكاشغري المتهم بالردة بعد تغريدات خاطب فيها النبي على موقع التويتر، قالت الأميرة إن حمزة أخطأ وأعتذر، لكنها استغربت ان يأخذ الأمر منحى "خطيراً عجيباً غريباً" لصرف الأنظار عن قضايا السعودية الأساسية من أجل خلق جدل حول أمور صغيرة.وحول قيام منال الشريف الناشطة السعودية الشهيرة المطالبة للمرأة بقيادة السيارة بتقديم التماس حول مطالبها لديوان المظالم، استبعدت الأميرة ان تحصل منال شريف على شيء من هذا الديوان، لكنها قالت أنه قبل المطالبة للمرأة بقيادة السيارة، فيجب تأمين الظروف الإجتماعية التي توفر الأمان في الشارع السعودي للمرأة التي تقود السيارة.واعتبرت الأميرة أن الحراك الشيعي في المنطقة الشرقية لا مستقبل له لأنه يأخذ طابعاً طائفية، ويُراد له من قبل الإعلام أن يأخذ هذا المنحى حتى لا يتحول إلى ظاهرة عامة.وكشفت الأميرة بسمة أنها رفضت استلام وسام سفيرة النوايا الحسنة من قبل منظمة السلام العالمي، لأن المنظمة طلبت مبلغ مالي مقابل الوسام.وقالت إنها ليست من الباحثين عن الشهرة عبر دفع المال. أما في أمر رعايتها حديثاً لأكاديمية السينما والاخراج في لندن، انتقدت الأميرة بسمة عدم قيام المملكة بفسح المجال لرعاية وفتح معاهد للسينما داخل السعودية، وانتقدت عدم الاعتراف بهذا الحقل الفني الذي بامكانه ان يكون رسالة ثقافة وسلم بدل ثقافة العنف والثورات.