التصعيد الـ (خليجي- إسرائيلي)..حرب في الخليج...والحسابات الأمريكية

الأحد، فبراير 19، 2012

يرى العديد المحللين الاستراتيجيين في الشؤون العسكرية والسياسية أن الدفع الذي تقوم به دول الخليج العربية بالتوازي مع إسرائيل لشن حرب غربية في على إيران لن يفضي الى نتائج ملموسة.فاختلاط وتداخل الأوراق السياسية في المنطقة الى جانب التداعيات المرتقبة في حال نشوب صراع عسكري الكارثية يردع الدول الغربية عن فكرة الحرب في المنطقة، أو الصراع في الوقت الراهن.فإسرائيل وحلفائها العرب في الخليج المعادين لإيران يرغبون في قص أظفار الأخيرة بأي وسيلة ممكنة، حتى وان كان على حساب أمن المنطقة الاستراتيجي عبر إتباع سياسة الأرض المحروقة، تدفعهم الى ذلك العداء الإيديولوجي المركب مع إيران.فيما وضعت كل من تلك الدولة بيضها في سلة الرهان على سقوط حكومة الأسد في سوريا حليف إيران، أملا بعد ذلك في عزل حزب الله اللبناني، أبرز مصادر التهديد لإسرائيل في المنطقة، وإخراج تل أبيب من مكامن الخطر الذي يتهددها، والتوجه لضرب ومحاصرة لبنان على درجة كبيرة من الارتياح، وهو ما يتعارض مع الرؤية الأمريكية التي ترى في ذلك ضربا من الخيال ومحال تنفيذه على المدى القريب أو المتوسط.فالرغبة الأمريكية تصب في بقاء الصراع القائم دون مستوى المواجهة، وإبقاء الباب مفتوحا أمام الخيارات التي تتجنب المواجهة، والتمسك بأوراق ضغط اقتصادية وسياسية تؤمن المناورة على أكثر من صعيد تتقبله إيران مكرهة وعلى مضض.تزايد التوترفقد عبرت حاملة الطائرات الامريكية ابراهام لينكولن مضيق هرمز مؤخرا بعد أكثر من شهر من تحذير ايران لحاملة أخرى من العودة مجددا الى الخليج في الوقت الذي ابحرت فيه زوارق تابعة للبحرية الايرانية على مقربة من الحاملة.وهددت ايران باغلاق مضيق هرمز الذي يمر من خلاله ثلث تجارة النفط المحمولة بحرا اذا أدت تحركات الغرب لمنع تصدير النفط الايراني الى اصابة قطاع الطاقة لديها بالشلل.وقال الاميرال تروي شوميكر قائد المجموعة الهجومية التاسعة "اذا استمعتم الى كلام الايرانيين...قد تعتقدون ان هناك بعض التوتر." وأضاف "من البديهي ان ننتبه لذلك عند مرورنا لكنني اعتقد اننا نعبر المضيق. نحن نعبر المضيق في اطار عملنا العادي... هدفنا هو أن نبقي الامور في اطار الحرفية واطار الاوضاع العادية."في حين قال الاميرال مارك فوكس قائد القوات البحرية الامريكية في منطقة الخليج ان ايران عززت قواتها البحرية في الخليج واعدت زوارق يمكن استخدامها في هجمات انتحارية ولكنه اضاف ان بامكان القوات البحرية الامريكية منعها من اغلاق مضيق هرمز.ووجهت ايران سلسلة من التهديدات في الاسابيع الاخيرة لتعطيل حركة الملاحة في الخليج او ضرب القوات الامريكية كرد اذا ادت العقوبات الى وقف تجارة النفط الايرانية او اذا تعرض برنامجها النووي المتنازع عليه لهجوم.وقال فوكس الذي يقود الاسطول الخامس الامريكي للصحفيين في قاعدة الاسطول في البحرين "لقد زادوا عدد الغواصات.. وزادوا عدد سفن الهجوم السريعة. وتم تزويد بعض من تلك القوارب الصغيرة برأس حربية ضخمة يمكن ان تستخدم كشحنة ناسفة انتحارية. الايرانيون يملكون مخزونا ضخما من الالغام. واضاف ان ايران تملك الان عشر غواصات صغيرة.ويقوم الاسطول الخامس الامريكي بدوريات في الخليج ويملك دائما حاملة طائرات عملاقة واحدة على الاقل ترافقها عشرات من الطائرات واسطول من الفرقاطات والمدمرات. ويقول خبراء عسكريون ان الاسطول الخامس اقوى بشكل كبير من البحرية الايرانية.ولكن منذ ان قتل مفجرون انتحاريون تابعون للقاعدة في زورق صغير 17 بحارا كانوا على ظهر المدمرة الامريكية كول في احد موانيء اليمن في عام 2000 تشعر واشنطن بقلق من امكان تعرض سفنها الحربية الضخمة لهجمات من جانب زوارق صغيرة معادية.وسئل فوكس عما اذا كانت البحرية الامريكية مستعدة لهجوم او مشكلات اخرى في الخليج فقال "اننا يقظون جدا ووضعنا مجموعة كبيرة من الخيارات لاعطائها للرئيس ونحن مستعدون.. وماذا اذا حدث الليلة.. اننا مستعدون اليوم."وسئل فوكس عما اذا كان يأخذ تهديدات ايران على محمل الجد فقال "هل بامكانهم ان يجعلوا الحياة صعبة بالنسبة لنا.. نعم يستطيعون. اذا لم نفعل شيئا وتمكنوا من العمل دون رادع نعم يستطيعون اغلاقه ولكن لا اتوقع ان نكون في هذا الموقف على الاطلاق." واضاف انه يجب اعطاء الدبلوماسية اولوية في حل هذا التوتر.وقال "ولذلك عندما تسمعون نقاشا عن كل هذه اللهجة المحمومة من جانب ايران فاننا نعتقد حقيقة ان افضل وسيلة للتعامل مع ذلك هي الدبلوماسية.. انني مقتنع تماما بان هذا هو الطريق الذي نسير فيه. فمهمتنا ان نكون مستعدين. اننا يقظون."واضاف فوكس ان الاتصالات بين البحرية الامريكية والسفن الايرانية في الخليج روتينية مشيرا الى حالات ساعد فيها البحارة الامريكيون سفنا ايرانية كانت في محنة او كان قراصنة يهددونها.وبالاضافة الى قيادة الاسطول الخامس فان فوكس هو قائد قوة العمل البحرية المتعددة الجنسيات المكلفة بضمان بقاء طرق الملاحة في الخليج مفتوحة. وعلى الرغم من ان معظم قوة نيران هذه القوة امريكية فانها تضم ايضا دولا غربية ودول الخليج العربية.الى ذلك نقل التلفزيون الايراني الرسمي عن وزير الدفاع احمد وحيدي قوله ان ايران صنعت قذائف مدفعية موجهة بأشعة الليزر قادرة على رصد الاهداف المتحركة واصابتها بدرجة عالية من الدقة.وتكشف ايران بشكل متواتر عن انجازات في مجال التقدم العسكري لكن هذا التقرير الاخير يأتي في وقت يشتد فيه التوتر بينها وبين الغرب فيما يتصل ببرنامجها النووي.وأشاد وحيدي بما وصفه "بذخائر ذكية" قال انها تفتح صفحة جديدة في تاريخ اسلحة ايران وعتادها العسكري. ونقل التلفزيون عن وحيدي قوله في حفل الكشف عن القذائف الجديدة "لا يملك هذه التقنية الا ثلاث دول اخرى الى جانب أمريكا وروسيا." وعرض التلفزيون كذلك لقطات للقذيفة المدفعية التي اطلق عليها اسم "بصير". ولم يتضمن التقرير مزيدا من التفاصيل.وقال السفير الايراني في موسكو ان ايران قادرة على شن هجمات عسكرية على المصالح الامريكية في جميع أنحاء العالم اذا هاجمتها الولايات المتحدة. وذكر السفير سيد محمود رضا سجادي أن الولايات المتحدة سترتكب خطأ فادحا يصل الى حد الانتحار اذا شنت هجوما عسكريا على ايران ثاني أكبر مصدر للنفط في أوبك.ولم تعلن واشنطن عن مثل تلك الخطط لكنها كررت انها لن تستبعد الخيار العسكري من على الطاولة اذا لم يتسن منع ايران بطرق أخرى من تطوير أسلحة ذرية.وقال سجادي في مؤتمر صحفي بموسكو "لذلك فان ايران لديها قدرة عالية على الوصول الى مختلف أنحاء العالم لتوجيه ضربات انتقامية لامريكا." وأضاف "حتى اذا هاجمت فلدينا قائمة بالضربات المضادة. ستصاب (الولايات المتحدة) بخيبة أمل لخطأها الكبير."وقال سجادي "ان قضية شن أمريكا هجوما عسكريا على الجمهورية الاسلامية الايرانية مطروحة على جدول الاعمال منذ سنوات عدة" مضيفا أن ايران لن تبدأ أبدا بالهجوم.كما نقلت وسائل الاعلام عن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني قوله ان ايران "لن تغفر" لدول الخليج العربية اذا ما ساندت "مؤامرات" الولايات المتحدة ضد طهران. وقال لاريجاني "ننصح بعض بلدان المنطقة التي دعمت (الرئيس العراقي السابق) صدام (حسين) وتدعم الان المؤامرات الاميركية ضد ايران بتغيير سياستها". واضاف ان "الامة الايرانية لن تغفر لها من جديد، واذا تجسدت تلك المؤامرات ضد ايران فستكون عواقبها وخيمة على المنطقة" في اشارة واضحة الى دول الخليج العربية.وقد قدمت تلك الدول وخصوصا السعودية والكويت دعما ماليا وسياسيا كبيرا لعراق صدام حسين خلال حربه على ايران التي استمرت ثماني سنوات (1980-1988).وتزامن تحذير رئيس البرلمان، وهو شخصية نافذة في المعسكر المحافظ الحاكم في ايران، مع تشديد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوباتهما ضد طهران في كانون الثاني/يناير بفرض حظر على البنك المركزي وعلى شراء النفط الايراني.واعلنت الرياض انها مستعدة لتعويض النفط الايراني في الاسواق بزيادة انتاجها مثيرة غضب طهران التي نددت بهذا الموقف "غير الودي".وقد توترت العلاقات بين ايران الشيعية ودول الخليج السنية منذ الثورة الاسلامية سنة 1979 وتدهورت بعد التدخل السعودي في البحرين في اذار/مارس 2011 لمساعدة هذه المملكة التي تحكمها اسرة سنية على قمع حركة احتجاج للشيعة الذين يشكلون غالبية سكانها.وانتقدت ايران بشدة القمع هذه ما تسبب في اتهامها من قبل مجلس التعاون الخليجي بالتدخل في شؤون الدول العربية في المنطقة.وهدد نائب قائد الحرس الثوري الايراني ان ايران ستضرب أي دولة تستخدم قاعدة انطلاق للهجوم على أراضيها مما يوسع مدى تهديدات طهران في اطار الازمة المتصاعدة مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي.كما هدد الزعيم الاعلى الايراني بالانتقام بعد ان فرض الغرب حظرا جديدا على صادرات ايران النفطية ونقلت وسائل اعلام عن وزير الدفاع الامريكي قوله ان اسرائيل على الارجح ستشن هجوما على ايران خلال عدة اشهر لوقف سعيها لصنع أسلحة نووية.وقال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري لوكالة فارس شبه الرسمية للانباء "أي بقعة يستخدمها العدو لشن عمليات عدائية ضد ايران ستكون معرضة لهجوم انتقامي من قواتنا المسلحة."ومن شأن الهجوم العسكري على ايران والرد الايراني الذي قد يتضمن الهجوم على حقول النفط السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم الى ارتفاع اسعار النفط بشكل كبير وهو ما يمكن ان يلحق بدوره أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي.صاروخ حتزمن جهتها اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية في بيان ان اسرائيل والولايات المتحدة اختبرتا صباح بنجاح صاروخا مضادا للصواريخ البالستية من طراز حتز (السهم) اطلق فوق البحر المتوسط.وافاد البيان ان نظام رادار حتز رصد هدفا "يحاكي مخاطر هجمات صواريخ بالستية على اسرائيل" ثم "نقل تلك المعلومات الى نظام مراقبة +شجرة الليمون+ الذي حللها ثم حاكى اعتراضا" لهذا الهدف.واعرب وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان اخر عن ارتياحه مؤكدا "انه نجاح تكنولوجي هام وتقدم كبير في نظام اسرائيل الدفاعي". واعرب عن قلقه من احتمال نقل اسلحة سورية حديثة الى حزب الله اللبناني في حال سقوط نظام الرئيس بشار الاسد.وقد اعلن قائد الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال عفيف كوتشافي ان اسرائيل مهددة بنحو 200 الف قذيفة وصاروخ" مؤكدا ان ايران قد اصبحت قادرة على انتاج اربعة قنابل ذرية. وقد عمدت اسرائيل والولايات المتحدة بنجاح في شباط/فبراير 2011 الى اختبار سمح باعتراض صاروخ بالستي فوق المحيط الهادىء.وخلال تجارب ناجحة اجريت سابقا، تمكن صاروخ "حتز 2" من اعتراض، في الليل والنهار على حد سواء ومهما كانت الاحوال الجوية، صواريخ مشابهة لصاروخ ارض-ارض "شهاب 3" البالتسي الذي تمتلكه ايران والقادر على ضرب اسرائيل.خطط عربيةفيما قال مسؤول بحري كويتي ان لدى خفر السواحل والقوات البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي خطط طواريء تحسبا لاحتمال محاولة ايران اغلاق مضيق هرمز. وتعتمد خمس من دول المجلس الست هي السعودية والبحرين والامارات والكويت وقطر على المضيق وهو أهم ممر لشحن النفط والغاز في العالم لتصدير معظم انتاجها منهما.وهددت طهران باغلاق الممر الضيق الذي يفصلها عن سلطنة عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي لا تعتمد عليه اذا منعتها العقوبات الغربية الرامية لقطع التمويل عن برنامجها النووي من بيع النفط.وأعدت دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتمد أيضا على الممر الذي يبلغ اتساعه 6.4 كيلومتر في استيراد الغذاء خطة طارئة تحسبا لتنفيذ ايران تهديداتها.وقال الرائد الركن مبارك علي الصباح رئيس قسم العمليات بادارة خفر السواحل الكويتية ان تصدير النفط أو استيراد السلع والبضائع عبر مضيق هرمز محل اهتمام رئيسي لمجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن المجلس لديه خطة شاملة لكل الدول وليس لدولة واحدة بشكل منفصل. وعبر عن أمله في أن يظل الامن سائدا. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.وقال ان الوعي بالعواقب وفهمها قد زاد. وتابع قوله ان المجلس لديه خطط بشأن كيفية التعامل مع هذا لكنه لم يجر تدريبات ميدانية عليها. وقال ان الخطط تشمل التنسيق بين خفر السواحل والقوات البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي من جهة والقوات البحرية الغربية في المنطقة بما فيها البحريات الامريكية والاسترالية والفرنسية.وذكر أن خفر السواحل الكويتي والايراني يعقدون اجتماعات منتظمة بشأن كيفية ادارة حدودهما البحرية المشتركة ومن المقرر عقد الاجتماع التالي الشهر القادم.وتحمل ناقلات النفط المارة عبر مضيق هرمز ما يقدر بنحو 16 مليون برميل من الخام يوميا أو ما يقل بقليل عن خمس الامدادات العالمية.ويجري انشاء خط أنابيب جديد لنقل الخام من الحقول الاماراتية الى خليج عمان يمكن أن ينقل معظم صادرات الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) اذا أغلق مضيق هرمز.الا أن اي تعطيل قصير الاجل للشحن يمكن أن يوقف أغلب صادرات النفط السعودي والايراني والعراقي والكويتي عبر المضيق الى جانب الغاز الطبيعي المسال من قطر أكبر مصدر له في العالم."شبكة النبأ""محمد حميد الصواف"