اقتراح باستبدال 'اتحاد المغرب العربي' بـ'الاتحاد المغاربي' والرئيس التونسي يطرح خطة سلام جديده للصحراء الغربية

الخميس، فبراير 23، 2012


ذكرت مصادر مقربة من ديوان الرئاسة التونسية بأن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي سيقوم في القريب العاجل بزيارة للمغرب والجزائر وذلك لطرح خطة سلام جديده تتعلق بالصحراء الغربية وإنهاء الخلاف الذي دام لسنوات بين المغرب والجزائر بسبب قضية الصحراء الغربية ودعم الجزائر لجبهة الوليساريوا التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب .وبحسب المصادر في الرئاسة التونسية فإن تونس صاغت خطة السلام هذه لتنهي الازمة المندلعة في الصحراء الغربية وارجاع العلاقات الى سابق عهدها مابين المغرب والجزائر والبدأ بمرحلة جديده لدول المغرب العربي ، وكان المرزوقي قد لمح عن وجود بوادر لاعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي (ا م ع) (UMA)، والذي يتألف من خمس دول تمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم العربي وهي : الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا وموريتانيا .وتنص خطة السلام الجديدة والتي تتبناها تونس بأن يكون وضع الصحراء الغربية كولاية مستقلة مركزيتها الملكة المغربية على ان تعطى بعض الصلاحيات في انتخاب سلطة تنفيذية في المنطقة تحكم بواسطة رئيس تنفيذي منتخب من السكان، وبرلمان محلي منتخب يكون مسئولا عن وضع القوانين المعمول بها في الصحراء باستثناء القوانين المتعلقة بالسلطات المخصصة للمملكة المغربية ، وتتولى المغرب مسئولية العلاقات الخارجية والأمن القومي والدفاع الخارجي ، كما يتم الحفاظ على الراية والعملة الجاري بها العمل في المغرب .وكان المنصف المرزوقي قد عاش فترة من الزمن في المغرب وتلقى تعليمه فيها كما حصل على البكالوريا من جامعات المغرب ، وهو على اطلاع بما يدور في الساحة الداخلية المغربية ، وهو ما دفعه لتبني فكرة خطة السلام التي ستعيد روح العمل من جديد لاتحاد المغرب العربي .من ناحية اخرى نوه ناشطون امازيغ مغاربة بموقف سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي بعد اقتراحه على وزراء خارجية تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا في الاجتماع الذي جمعهم أخيرا في الرباط، استبدال اتحاد 'المغرب العربي' بـ'الاتحاد المغاربي'.واعتبر المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات ان موقف العثماني جاء مطابقا لمضمون الدستور المغربي المعدّل، ومنسجما مع مطالب القوى الديمقراطية في مختلف البلدان المغاربية.وقالت تقارير نشرت بالرباط ان وزير الخارجية المغربي الدكتور سعد الدين العثماني فاجأ زملاءه وزراء خارجية ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا خلال اجتماعهم يوم السبت بالرباط باقتراح تغيير اسم الاتحاد من المغرب العربي إلى الاتحاد المغاربي، على اعتبار أن دول المغرب العربي فيها أمازيغ، وأن إضافة اسم العربي إلى اسم الاتحاد قد يفهم منه إقصاء لهذا المكون العرقي.ورفض وزير خارجية تونس توفيق عبد السلام هذا المقترح وقال إن الصفة العربية للاتحاد وصف جغرافي ولغوي وليس عرقي، وسحب العثماني اقتراحه بعد أن اتضح أن الاتجاه العام لم يسانده، بعدما ظل إلى جانبه الموريتانيون فقط.وهاجم المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات في بيان نشره موقع 'هسبريس' وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ،واعتبر أن ما ذهب إليه عبد السلام يُعدّ من الأمور الغريبة التي تدلّ على مدى رسوخ 'عقلية الميز لدى بعض المسؤولين'، ومدى 'ضعف إلمامهم بثقافة البلدان المغاربية التي يتحدثون عنها'، موضحا أن النعوت الجغرافية معروفة وهي التي تحيل حسب البيان على الإطار الجغرافي المادي وليس على الإنسان أو أي من ممتلكاته الرمزية.واعتبر المرصد أن استعمال رفيق عبد السلام للفظة لغوي يضعه في 'ورطة' لأن العربية في اعتقاد مسؤولي المرصد ليست باللغة الوحيدة في شمال إفريقيا، 'بل حلّت بهذه الربوع المغاربية حيث الأمازيغية لغة السكان الأصلية، وتفاعلت معها عبر العصور'، مشيرا إلى أن رفض وزيري تونس وليبيا لمقترح الوزير المغربي يتعارض مع روح الثورات المغاربية والانتفاضات الشعبية التي شهدها هذان البلدان، وأن تحفظ الوزير الجزائري يتعارض مع ما ينصّ عليه الدستور الجزائري الذي يقرّ باللغة الأمازيغية لغة وطنية لكل الشعب الجزائري.وسجل البيان 'استمرار العديد من المسؤولين المغاربة ونشرات الأخبار في القناتين الأولى والثانية وقناة ميدي1 سات، في استعمال عبارة 'المغرب العربي' عوض 'الإتحاد المغاربي' التي ينصّ عليها الدستور المغربي، داعيا مكونات الحركة الأمازيغية والمجتمع المدني والسياسي المغربي إلى التصدّي للنزوعات النكوصية والرجعية سواء وطنيا أو مغاربيا، والرامية إلى 'تكريس الميز السابق وترسيخ قيم الإستبداد والإقصاء من جديد'.ورد وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام، على الانتقادات التي وجهت له وقال على صفحته على الفايسبوك 'تشن صحف ومؤسسات أمازيغية في المغرب الشقيق حملة على وزير الخارجية التونسي لاعتراضه على مشروع تقدم به نظيره المغربي، السيد سعد الدين العثماني، خلال المؤتمر الوزاري لاتحاد دول المغرب العربي الذي انعقد بالرباط الأسبوع الماضي، يقضي بأسقاط لفظ 'العربي' من تسمية المنظمة. واوضح ان اعتراضه على تغيير الاسم الحالي للاتحاد، جاء لأنه يعتبر أن لفظ 'عربي' في التسمية 'لا يحيل إلى تصنيف عرقي بذاته، بل إلى انتماء حضاري وثقافي عام يتسع لمكونات وعناصر متنوعة، وتحديد جغرافي لدول المنطقة التي تمثل الجناح الغربي للعالم العربي إلى جانب جناحه الشرقي'.