أكثر من 150 اعتداء على المسجد الاقصى و5 آلاف مستوطن يقتحمونه ومخططات تهدد وتُعرّض المسجد الأقصى للهدم

الثلاثاء، فبراير 21، 2012

أظهر تقرير لمؤسسة الأقصى أن المسجد الأقصى ومحيطه تعرّض الى نحو 150 إعتداءاً وانتهاكاً مركزياً خلال العام الجاري، تنوعت ما بين إعتداء وانتهاك عيني ميداني وقع بشكل ملموس، وبين مخططات تهدد وتُعرّض المسجد الأقصى لخطر آني او مستقبلي قريب او بعيد.وبحسب قراءة "مؤسسة الأقصى" فإن العام الجاري 2012 مرشح لتصعيد احتلالي على قاعدة القفز على المراحل والبرامج واختصار الوقت في منحى لتحقيق أكبر قدر من الانجازات التهويدية بأقل وقت ممكن، خاصة في ظل شكوك الاحتلال بأن الوقت بات ينفذ في ظل التغيرات في العالم العربي والاسلامي بسبب أجواء الربيع العربي – الاسلامي.ويبيّن التقرير في المحور الأول: أن نحو 5000 شخصٍ من المستوطنين والجماعات اليهودية اقتحموا المسجد الاقصى خلال العام 2011 ، ترافقت اقتحاماتهم مع تأدية شعائر وصلوات دينية يهودية واخرى تلمودية داخل الاقصى بشكل علني واخرى بشكل مخفي، منها ادخال وحمل سفر " التوراة" او اجزاء منه الى الاقصى ، وبرز تصاعد في وتيرة ودالة اقتحامات مجموعات من المخابرات الاسرائيلية والشخصيات السياسية والرسمية الاحتلالية الاسرائيلية، في حين اقتحم الاقصى نحو 200 الف سائح اجنبي لم يخلو وجودهم من مظاهر انتهاك حرمة الاقصى من بينها دخولهم الى الاقصى بلباس فاضح.بالمقابل شهد المسجد الاقصى حملة من التشديد والتواجد العسكري والتضييق غير المسبوق على المسلمين الوافدين اليه ، وتنفيذ ممارسات يراد منها تقليل الوجود الاسلامي المتواصل في الاقصى كأوامر المنع وتحديد الاجيال، وعبر عزله عن امتداده الفلسطيني ، حيث حرم الاحتلال نحو 3,7 مليون فلسطيني من اهل الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول الى مدينة القدس المحتلة والمسجد الاقصى المبارك ، يُضاف اليه التدخل الاحتلالي بصلاحيات الاوقاف الاسلامية بالقدس ومنعها من تنفيذ مشاريع الصيانة والإعمار اللازمة والضرورية ، وبالتوازي مع ذلك كثرت ونشطت فعاليات المنظمات اليهودية الداعية الى تسريع بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الاقصى ، معتبرين ان الوجود اليهودي شبه اليومي في الاقصى واداء الصلوات اليهودية فيه ، هو الخطوة الاولى في تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود ، وواضعين ذلك انه المقدمة الميدانية لإقامة الهيكل المزعوم ، يُضاف اليه ما حوّله الاحتلال من مواقع في محيط المسجد الاقصى الى مرافق " للهيكل " ، كما حصل في قصور الخلافة الاموية – جنوب المسجد الاقصى-.اما في المحور الثاني: فقد أظهر التقرير التوثيقي السنوي ان العام 2011 شهد حملة حفريات وتفريغات ترابية وإنشاء أنفاق طويلة ومتشابكة أسفل وفي محيط المسجد الاقصى من جميع الجهات ، حيث يسعى الاحتلال الى تحقيق وجود شبكة من الانفاق والفراغات الارضية تصل أطوالها بشكل تراكمي الى نحو 3000م ، يتخللها كنس يهودية ومراكز تهويدية.وما ميّز هذا العام عن غيره هو المبادرة الى الاعلان والاشهار لهذه الحفريات والأنفاق ، التي كانت تأخذ طابع السرية بشكل عام ، ولعل أخطر وأبرز ما في هذا المحور هو اعتراف الاحتلال بشكل شبه رسمي عبر أذرعه التنفيذية والإعلامية عن وصول هذه الحفريات الى أساسات المسجد الاقصى المبارك ، خاصة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الاقصى ، في حين تعمّد الاحتلال أكثر من ذي قبل الحديث عن كشوفات اثرية خلال عمليات الحفريات ادعى – زوراً وباطلاً - انها من الموجودات الأثرية خلال فترة الهيكل الاول والثاني المزعومين. اما المحور الثالث: الذي ركزّ الاحتلال العمل على تنفيذه خلال العام 2011 ، بسرعة قياسية غير معهودة، هي محور تهويد محيط المسجد الاقصى المبارك، ولعل ابرزه هو مخطط التهويد الشامل لمنطقة ساحة البراق ، وكان ملف " استكمال هدم طريق باب المغاربة وبناء جسر عسكري يوصل الى الاقصى" هو الملف الأسخن هذا العام ، خاصة في نهايته ، حيث وصل الامر الى نقطة الحسم النهائية نحو التنفيذ الفعلي، لكن لطف الله أولا وآخراً ، ثم أجواء ومناخات الربيع العربي- الاسلامي حالت دون ذلك ودفعت في اللحظات الاخيرة " نتنياهو" الى التدخل لمنع او تأجيل التنفيذ الى وقت "أكثر مناسباً ومريحاً".كما عمل الاحتلال على تحويل المحيط الأقرب للمسجد الاقصى ثم الأبعد الى حدائق توراتية ومسارات ومرافق تلمودية تطوق الاقصى من جهاته الاربع ، يُضاف اليها البدء بأعمال تمهيدية والمصادقة النهائية او شبه النهائية على مشروعات لزرع محيط الاقصى بأبنية ومراكز تهويدية واستيطانية تحت مسمى "مراكز تجارية وسياحية " ، خاصة في منطقة سلوان جنوب المسجد الاقصى ، وكذلك تكثيف النشاط الاستيطاني حول المسجد الاقصى ، وفي المناطق المطلة عليه ، كان أبرزها افتتاح وحدات جديدة في "مستوطنة هار هزيتيم " المقامة على حي راس العامود الفلسطيني، كما عمل الاحتلال على تهويد المعالم والآثار الإسلامية والعربية تحت مسمى "مشاريع الترميم" ، خاصة في سور القدس الإسلامي العربي التاريخي. ومن أجل تنفيذ ناجع لممارسات الاحتلال واعتداءاته وانتهاكاته ومخططاته ، ظهر جلياً الدعم المالي الاحتلالي والإعلامي غير المحدود بل والمتعاظم وعلى أعلى المستويات السياسية والرسمية من اجل تحقيق وتسجيل النقاط التراكمية في تحقيق أحلام "المشروع الصهيوني".في المقابل فإن اهل القدس الشريف واهل الداخل الفلسطيني شكلوا بتفرد رأس حربة للدفاع والحفاظ على المسجد الاقصى المبارك، عبر تنفيذ استراتيجية واقعية مفادها ان المدّ البشري ورفد المسجد الاقصى المبارك بأكبر عدد من المصلين هو صمام الامان لحفظ المسجد الاقصى، وكان "مشروع مسيرة البيارق" التي ترعاه "مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الاقصى المبارك" و"مشروع إحياء مساطب العلم في المسجد الاقصى" الذي ترعاه "مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات" والمشاريع الإعلامية و"مشروع إفطار الصائم في الاقصى المبارك" ، التي ترعاها "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" ، أهم هذه المشاريع المناصرة للمسجد الاقصى.وشكل شهر رمضان وايام الجمعة رافعة قوية لرفد الأقصى بعشرات ومئات الآلاف ، وكان اهل القدس والداخل هم الداعم الاساسي والمناصر الدائم لدائرة الاوقاف الاسلامية بالقدس – صاحبة السيادة والصلاحية في المسجد الاقصى المبارك-.ولا يمكن بحال من الاحوال تجاهل تأثر وضع قضية المسجد الاقصى والقدس الشريف ، بحالة وأحداث الربيع العربي الاسلامي خلال العام 2011م ، وما رافقه من مسيرات نصرة للقدس والاقصى وفلسطين، حيث شكل وما زال الربيع العربي بارقة امل لتغيير الوضع الى ما هو احسن وأفضل ، حيث أجمع مراقبون ومطلعون ان الربيع العربي الاسلامي وتأثيراته هي التي منعت الاحتلال – ولو بشكل مؤقت – من تنفيذ استكمال هدم طريق باب المغاربة وبناء جسر عسكري بديل.لكن في الوقت نفسه فإن حالة الربيع العربي في تقدير بعض المراقبين تشي الى انها دفعت الاحتلال الاسرائيلي الى تسريع خطواته في تنفيذ مشاريع استهداف المسجد الاقصى – من منطلق ان الوقت بدأ ينفذ وان فرص العمل للتهويد بدأت تتقلص - ، بل ان هناك من يقول بأن تطورات واحداث الربيع العربي الاسلامي قد تدفع الاحتلال الاسرائيلي الى ايقاع ما هو اكبر وأخطر على المسجد الاقصى ومحيطه ، خلال العام الجاري 2012 ، في محاولة لإثارة الفوضى العارمة وخلط الاوراق من جديد ، ولعلّ ما نشر بداية العام عبر دراسات لاجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ان العام الجاري 2012 يحمل في طياته توقعات بحدوث اعتداءات خطيرة على المقدسات وعلى رأسها المسجد الاقصى من قبل جهات يهودية متطرفة ، او ما نشر على لسان رئيس الكنيست الاسرائيلي السابق "أبراهم بورغ " بأن المسجد الاقصى سيُحرق في عهد رئيس الحكومة الاسرائيلي الحالي " نتنياهو" ، يتلوه بعد سنين إقامة الهيكل الثالث المزعوم ، لعل في ذلك إشارة الى ما يمكن ان يحمله المستقبل للمسجد الاقصى في قادمات الأيام – والأحداث منذ مطلع العام الجاري 2012 قد تشير الى ذلك- ، الامر الذي يدعو بإلحاح الى تحرك اسلامي عربي فلسطيني عاجل ، يجعل قضية القدس والمسجد الاقصى في رأس أولوياته ، والامل يحدونا ان بشائر ذلك اليوم بيّنة أكثر من أي وقت مضى. ومن خلال قراءة لتفاصيل التقرير لأحداث عام 2011م فإن "مؤسسة الاقصى" تشير الى انه لا بد من الإلتفات الى هذه الملاحظات المهمة:- نُشير هنا الى ان اقتحامات المسجد الاقصى المبارك من قبل المستوطنين او افراد/مجموعات الجماعات والمنظمات اليهودية باتت تتم اليوم بشكل شبه يومي ، على شكل مسار محدد داخل المسجد الاقصى ومرافقه ، تأخذ بالاعتبار " التعليمات والمحظورات" التي يدعيها اصحاب " الفتوى الدينية اليهودية " والتي تتعلق بتعاليم " دخول جبل المعبد " ، وبالطبع هذا الاقتحام شبه اليومي وان كان بأغلبه على أشكال افراد لا مجموعات – ونلحظ بحسب الرصد اليومي ان دائرة الاشخاص الذين يكررون اقتحامهم للاقصى تعود على نفسها - ، فإن دوائر قوات الاحتلال ودوائر القرار تشجعه ، لأسباب منها ، محاولة فرض الوجود اليهودي اليومي في المسجد الاقصى ، وتعويد عامة الناس ، ومن ثم الرأي العام على مظهر هذا التواجد ، وان هذه زيارات عادية لا أكثر ولا أقل ، وان المسجد الاقصى مفتوح للزيارات لكل الاديان والطوائف– وليس حكرا على المسلمين وحدهم - ومنها ان هذا التواجد شبة اليومي المحدود لا يلفت الأنظار ولا يتسبب عادة بردود أفعال ، ثم ان هذا التواجد اليومي فيه محاولة لتكريس سيادة احتلالية اسرائيلية باطلة في المسجد الاقصى ، كما ان هذا التواجد شبه اليومي يحقق للاحتلال – حسب تفكيره – تنفيذ عملي لقرارات المحكمة العليا الاسرائيلية التي قضت أكثر من مرة صراحة بحق اليهود في الصلاة في المسجد الاقصى – على جبل المعبد بحسب تسميتهم الباطلة - مشيرة الى ان ما يحكم ذلك الظروف المناسبة بحسب تقديرات اجهزة الامن الاسرائيلية.- ما رصد في التقرير الاحصائي هو الاقتحامات شبه الجماعية التي تزامنت في أغلبها مع ما يسمى بـ " موسم الأعياد اليهودية" ، او مناسبات " قومية" - التي تأخذ طابعا دينياً من جهة وطابعا سياسياً قومياً من جهة أخرى - ، وهذه الاقتحامات هي التي تأخذ اهتماماً وبعداً ميدانياً وإعلامياً اكثر من غيرها ، او الاقتحامات التي يتطرق لها الاعلام الفلسطيني – وعنه ينقل الاعلام العربي والاسلامي- او العبري ، حيث عادة ما تشهد مثل هذه الاقتحامات توتراً مشحوناً في المسجد الاقصى وتضييقاً على المصلين المتواجدين في الاقصى ، وقد تؤدي الى ردود افعال متفاوتة من المسلمين الوافدين للصلاة في المسجد الاقصى ، وفي هذا المحور فإن الجماعات والمنظمات اليهودية تركز اقتحاماتها بهذه المناسبات بتنسيق تام مع أجهزة قوات الاحتلال.وفي هذا الصعيد فإنّ أبرز هذه الاقتحامات في العام 2011 ، اقتحام ما لا يقل عن 200 مستوطن بتاريخ 1-6-2011 بمناسبة ما يُطلق عليه الاحتلال "يوم توحيد القدس" ، والذي يأتي بالتزامن مع ذكرى احتلال شرقي القدس والمسجد الاقصى ، وتزامن هذا العام مع الذكرى الـ 44 لهذا الاحتلال ، واقتحام جماعات يهودية للاقصى بتاريخ 7-6-2011م بمناسبة " عيد الشفوعوت– البواكير " العبري او ما يعرف عندهم بـ " عيد نزول التوراة" ، اقتحامات جماعية يومي 8و9-8-2011 عشية ويوم ما يطلقون عليه – ذكرى خراب "الهيكل" المزعوم . اقتحامات بمناسبة " راس السنة العبرية" بتاريخ 26-9-2011م ، اما في تاريخ 3-10-2011 فقد اقتحم الاقصى نحو 200 مستوطن كذلك بمناسبة ما يطلقون عليه "عيد راس السنة العبرية" . وتكرر المشهد بتاريخ 16-10-2011م ، وبتاريخ 22-12-2011م اقتحم المسجد الاقصى نحو 140 مستوطناً بمناسبة " عيد الحانوكا– الانوار " العبري والذي يسميه البعض " عيد تطهير الهيكل " . وفي " عيد الفصح العبري" اقتحمت مجموعات المسجد الاقصى خاصة بتاريخ 28-4-2011م .- في هذا العام لوحظ أن الجماعات اليهودية والمستوطنين أظهروا بشكل علني أنهم يقومون بتأدية الصلوات والشعائر الدينية اليهودية والتلمودية داخل المسجد الاقصى ، بل أنهم نشروا مقاطع فيديو مصورة لصلاتهم هذه ومشاهد لإدخال "سفر توراة" او اجزاء منه للاقصى ، واستعملوه خلال صلاتهم ، ولعله من اللافت ان الاعلام الاسرائيلي أعد أكثر من تقرير عن هذه " الصلوات والزيارات" اليهودية العلنية والمتكررة في الاقصى – ونميل الى ان مثل هذا النشر مقصود - ، كما لوحظ أن الاحتلال سمح لمجموعات من المستوطنين باقتحام المسجد الاقصى خلال شهر رمضان ، وهذا ما لم يفعله من قبل على هذه الشاكلة .- شارك في اقتحامات هذا العام مجموعات رجالية وأخرى نسائية او شبابية وأطفال ، وتم التركيز على تنظيم اقتحامات لمجموعات نسائية ، معظمه من ذوي الخلفيات الدينية ، ولوحظ انضمام فئات جديدة الى دائرة المقتحمين والمؤيد لاقتحام الاقصى والصلاة فيه خاصة ما يُعرف بـ "تيار الحريديم" – وهو تيار كان يُحرّم ويمنع دخول الاقصى في هذا الوقت – ونشير هنا الى تزايد ملحوظ في هذا العام بمنسوب " الفتوى الدينية اليهودية " التي تسمح وتدعو الى اقتحام الاقصى واداء الصلوات اليهودية.- في هذا العام تصاعدت اقتحامات مجموعات من المخابرات الاسرائيلية الذين كانوا يقتحمون الاقصى عبر مجموعات وينظمون جولات لأغلب مرافق الاقصى ، ومن ابرز هذه الاقتحامات ما حدث يوم 2-3-2011م ، وتكرر بتاريخ 29-4-2011م ، وبتاريخ 21-7-2011م ، يُضاف اليه اقتحمات شخصيات سياسية ورسمية ، كاقتحام المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يهودا فينشطاين ومدير ما يسمى بـ "سلطة الآثار الإسرائيلية " شوقا دورفمن وعدد من مساعديه بتاريخ 24-7-2011م ، وأحياناً أعضاء من الكنيست الاسرائيلي كـ " اوري أريئيل".- بالاضافة الى هذه الاقتحامات من قبل المستوطنين او الجماعات اليهودية ، هناك إقتحامات قوات الاحتلال بعتاده والاعتداء على المصلين بقنابل الصوت والقنابل المسيّلة للدموع أو الحارقة ، والرصاص المطاطي لأكثر من مرة خلال العام كما حدث بتاريخ 10-6-2011م . زد على ذلك انه يلحظ تواجد أكثر كثافة لقوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح ، خاصة في الفترة الصباحية - بموازاة ذلك فإنّ الاحتلال الاسرائيلي يتعمّد إدخال مئات وأحياناً يصل عددهم الى 2000 سائح اجنبي يومياً الى المسجد الاقصى ، يرافقهم مرشدون سياحيون أغلبهم من الاسرائيليين او الذين يعملون في الشركات الاسرائيلية ، او الذين يتبنّون الرواية الاسرائيلية ، حيث يقوم الاحتلال بعمليات غسيل دماغ ، وسرد تاريخ عبري موهوم عن المسجد الاقصى ، وانه أقيم على انقاض الهيكل الاول والثاني ، في الوقت نفسه فإن الاحتلال يحاول اقناع السياح بأن المسجد الاقصى ( الجامع القبلي المسقوف) ومسجد قبة الصخرة هما المقدسان فقط ، اما ما خلال ذلك فهي مساحات عامة ، يتعامل معها كأنها متنزه عام ، وبالتالي فإن الاحتلال يتعمّد ادخال السياح بلباس فاضح ، بل وبلباس شبه عاري ، ينافي حرمة المسجد الاقصى بمساحته الكلية ، وقد يمارس السياح الاجانب بعض التصرفات المشينة التي لا تليق إطلاقاً بحرمة المسجد الاقصى . وقد اقتحم المسجد الاقصى على مدار العام نحو 200 الف سائح أجنبي عبر ما يسميه الاحتلال الاسرائيلي " برنامج السياحة الاجنبية" التي يفرضه الاحتلال بقوة سلاحه ، وترفضه دائرة الأوقاف الاسلامية.- حدث أكثر من مرة أن تقوم جماعات يهودية باقتحام المسجد الاقصى بإقتحام المسجد الاقصى ، ضمن أفواج "السياحة الأجنبية" ، او تحت ستارهم ، خاصة تلك المجموعات اليهودية التي لا تلبس "اللباس الديني" اليهودي التقليدي.- بالتوازي مع ممارسات الاقتحامات المتنوعة وأشكاله المختلفة ، فإن هناك حراكاً يهودياً متشعباً ، يسعى الى تسريع بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى ، يجعل من اقتحامات الجماعات اليهودية للاقصىى وعلى شكل مجموعات وأفراد ، من فئات وقطاعات شتى بعضها قديم وآخر جديد ، حيث ان الاقتحامات تتكثّف خلال ما يسمى بموسم الأعياد اليهودية التي تأخذ طابعا دينياً من جهة وطابعا سياسياً قومياً من جهة أخرى ، وفي تطور لافت في هذا السياق فقد ازدادت في هذا العام حالات تأدية الجماعات اليهودية للشعائر الدينية اليهودية وأخرى التلمودية في المسجد الاقصى ، بل باتت تأخذ أشكال الصلوات العلنية في انحاء متفرقة من المسجد الاقصى.- يُضاف الى أن اقتحامات الجماعات اليهودية للاقصى ، ما تقوم من مسيرات استفزازية قبالة ابواب الاقصى الخارجية، وفي أزقة البلدة القديمة وعند مداخلها وتترافق مع ترديد شعارات عنصرية وأخرى تدعو الى تسريع بناء الهيكل "المزعوم".- هذه الاقتحامات والاعتداءات على تنوعها قابلها هذا العام تشديد وتضييق غير مسبوق على المسلمين الوافدين الى المسجد الاقصى ، بدءاً من تشديد الخناق والحصار على المسجد الاقصى ، وتكثيف التواجد العسكري داخل الاقصى ومرافقه وعلى ابوابه ومداخله ، والطرق المؤدية اليه ، وتحويل محيط الاقصى والبلدة القديمة بالقدس الى شبه ثكنة عسكرية ، بل وتطويق المصلين داخل المسجد الاقصى ، ومنعهم من تأدية بعض الشعائر الدينية كالتكبير والتهليل ، وإصدار أوامر منع لدخول الاقصى لأشخاص بعينهم ، وتحديد أجيال المسموح لهم بدخول الاقصى في فترات وايام معينة.- هناك تدخل سافر من قبل الاحتلال وأذرعه في صلاحيات وأعمال دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس ، ومنها التدخل بعمل حرّاس المسجد الاقصى او موظفيه ، او الاعتداء عليهم ، وقد يصل الامر الى منع الاحتلال دائرة الاوقاف من تنفيذ أعمال ترميم وصيانة ضرورية للمسجد الاقصى ومرافقه. - سعى الاحتلال الاسرائيلي وأذرعه التفيذية الى استثمار التقنيات الحديثة ، والشبكات العنكبوتية وتفرعاتها لتنفيذ حملات تهويدية عابرة للقارات ، وتقريب المسافات والتفنن بالإداء الجاذب لمساعي التهويد.- نفذ الاحتلال عدة مشاريع لتهويد المعالم الاسلامية العربية في المحيط الملاصق للمسجد الاقصى وفي اسوار البلدة القديمة بالقدس ، واستنبات معالم يدّعي انها يهودية عبرية قديمة ، كما سعى الى الاستيلاء على عدد إضافي من العقارات والأوقاف المهمة خاصة تلك المرافقة للمسجد الاقصى ، وسعى الى تحويلها الى مرافق دينية يهودية ، ولعل المثل الأبرز هو محاولة تحويل رباط الكرد الى " المبكى الصغير " او تحويل قصور الخلافة الاموية الى " مطاهر الهيكل".- كثف الاحتلال من تنفيذ مشاريع تطويق المسجد الاقصى بالمنشآت والمراكز والمتاحف التهويدية ، وعلى وجه الخصوص الشروع بإقامة تسع حدائق توراتية تلمودية حول الاقصى تمتد من سلوان جنوباً وتصل الى العيسوية شمالاً.- افتتح الاحتلال وبشكل علني واستفزازي غير مسبوق عددا من الانفاق التي كان قد حفرها وما زال أسفل وفي محيط المسجد الاقصى ، ولوحظ ازدياد نقاط الحفريات وتوزعها وتشابكها ، وسرعة تنفيذها ، وبل واعترف الاحتلال بشكل ملفت للنظر ان الحفريات وصلت الى مواقع اسفل أساسات المسجد الاقصى ، خاصة في الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الاقصى.