عندما كنت صغيراً كان والدي يتحدث عن إننا يجب أن نحذر ممن يقبعون وراء البحر. ونظراً لإن البحر لا يبعد عن بيتنا أكثر من ميل، كنت لا أرى وراء البحر في الخريطة سوى إيران. كبرت وأنا لا زلت أحفظ تحذيرات والدي من القابعين وراء البحر وسياسة "لف بساط أرض الجزيرة العربية" كما كان والدي يقول.. رحمه الله.
تمضي السنون ويتأكد حديث والدي بمؤشرات واقعية واضحة جداً على الأرض. فسياسة التهديد والوعيد والتأليب وزرع الخلايا النائمة ومد أنشطة التجسس ومحاولة تعكير الأمن ليس في المنطقة فقط بل في العالم سياسة ايرانية قائمة ومتواصلة. وأعتقد إن اكتشاف الخلية الاستخبارية في الكويت قبل أيام والتهديد الذي تمارسه المؤسسات التابعة لحرس الثورة والصحف الرسمية الإيرانية لدولة الإمارات الشقيقة في هذه الفترة دليل قاطع على ماهية فكر النظام الإيراني. إنه نظام لا يمكن تسميته إلا بالمراهق والطفولي، لا ينتبه لدروس التاريخ وما مر في المنطقة من كوارث، ولم يعها للآن ولم يستنتج من تلك الدروس ما يمكن الاستفادة منه لصالح شعبه وعلاقته بشعوب المنطقة التي فقدت الثقة في كل التصريحات التخديرية القادمة من وراء البحر.
صار لدينا، نحن مواطني دول الخليج أبناء مجلس التعاون بعد التدخلات الإيرانية في لبنان وغزة، توّجسا مطلقا تجاه النوايا الإيرانية نحو المنطقة.. ككل. ونعرف جيداً ونعي إن أي تهديد أو رسائل سياسية لإي دولة هو تهديد لكل دولة ومنطقة وبيت وعائلة وفرد في كل بيت خليجي (وهو أمر لا يبدو ان العقلية الإعلامية الإيرانية تنتبه اليه). إن التهديد يعيه أكثر المواطن الخليجي قبل الحكومات وبعيداً عن الخلافات التي تحدث أحياناً بين دول الخليج والتي بلا شك لو حدث أي شيء لإي دولة خليجية فإن هذه الحكومات ستقع تحت ضغط الشارع للتصرف وفقاً لما تقتضيه الحالة كما حدث سابقاً في حرب الخليج الأولى.. لمن لديه ذاكرة تحلل وتفرز المعطيات قبل إتخاذ القرار.
وبما إن التصعيد الإعلامي ضد دولة الإمارات الشقيقة في هذه الفترة يأخذ منحى تهديديا أقل ما يقال عنه إنه لئيم وتطالب به بعض المؤسسات الإيرانية (الثورجية) بتقليص السفارات والبعثات الدبلوماسية، فإنني من جهتي كمواطن خليجي أطالب وزراء الخارجية وأصحاب القرار السياسي بإن يستبقوا كل هذه "الخرابيط" ويعملوا على تقليص البعثات الدبلوماسية وأعضاء حرس الثورة في السفارات الإيرانية في دول الخليج ومنها يستطيعون تقليص عدد "الجواسيس" وزارعي الفتنة المذهبية وممولي أصحاب الفكر الشيعي المتطرف والذين يتم تحويلهم بعد فترة للفكر الصفوي والإيمان بولاية الفقية إيمانا مطلقا. وبهذا نكون نحن أبناء الخليج المستفيدين، لإننا سنعيد لهم بضاعتهم التي يحاولون الترويج لها بين ظهرانينا.
فهل من قرار موّحد لدى قادتنا، لأن الشعوب الخليجية أخذت قرارها.. منذ وقت طويل. (ميدل ايست اونلاين)
بقلم - بدر صفوق - شاعر وكاتب كويتي
تمضي السنون ويتأكد حديث والدي بمؤشرات واقعية واضحة جداً على الأرض. فسياسة التهديد والوعيد والتأليب وزرع الخلايا النائمة ومد أنشطة التجسس ومحاولة تعكير الأمن ليس في المنطقة فقط بل في العالم سياسة ايرانية قائمة ومتواصلة. وأعتقد إن اكتشاف الخلية الاستخبارية في الكويت قبل أيام والتهديد الذي تمارسه المؤسسات التابعة لحرس الثورة والصحف الرسمية الإيرانية لدولة الإمارات الشقيقة في هذه الفترة دليل قاطع على ماهية فكر النظام الإيراني. إنه نظام لا يمكن تسميته إلا بالمراهق والطفولي، لا ينتبه لدروس التاريخ وما مر في المنطقة من كوارث، ولم يعها للآن ولم يستنتج من تلك الدروس ما يمكن الاستفادة منه لصالح شعبه وعلاقته بشعوب المنطقة التي فقدت الثقة في كل التصريحات التخديرية القادمة من وراء البحر.
صار لدينا، نحن مواطني دول الخليج أبناء مجلس التعاون بعد التدخلات الإيرانية في لبنان وغزة، توّجسا مطلقا تجاه النوايا الإيرانية نحو المنطقة.. ككل. ونعرف جيداً ونعي إن أي تهديد أو رسائل سياسية لإي دولة هو تهديد لكل دولة ومنطقة وبيت وعائلة وفرد في كل بيت خليجي (وهو أمر لا يبدو ان العقلية الإعلامية الإيرانية تنتبه اليه). إن التهديد يعيه أكثر المواطن الخليجي قبل الحكومات وبعيداً عن الخلافات التي تحدث أحياناً بين دول الخليج والتي بلا شك لو حدث أي شيء لإي دولة خليجية فإن هذه الحكومات ستقع تحت ضغط الشارع للتصرف وفقاً لما تقتضيه الحالة كما حدث سابقاً في حرب الخليج الأولى.. لمن لديه ذاكرة تحلل وتفرز المعطيات قبل إتخاذ القرار.
وبما إن التصعيد الإعلامي ضد دولة الإمارات الشقيقة في هذه الفترة يأخذ منحى تهديديا أقل ما يقال عنه إنه لئيم وتطالب به بعض المؤسسات الإيرانية (الثورجية) بتقليص السفارات والبعثات الدبلوماسية، فإنني من جهتي كمواطن خليجي أطالب وزراء الخارجية وأصحاب القرار السياسي بإن يستبقوا كل هذه "الخرابيط" ويعملوا على تقليص البعثات الدبلوماسية وأعضاء حرس الثورة في السفارات الإيرانية في دول الخليج ومنها يستطيعون تقليص عدد "الجواسيس" وزارعي الفتنة المذهبية وممولي أصحاب الفكر الشيعي المتطرف والذين يتم تحويلهم بعد فترة للفكر الصفوي والإيمان بولاية الفقية إيمانا مطلقا. وبهذا نكون نحن أبناء الخليج المستفيدين، لإننا سنعيد لهم بضاعتهم التي يحاولون الترويج لها بين ظهرانينا.
فهل من قرار موّحد لدى قادتنا، لأن الشعوب الخليجية أخذت قرارها.. منذ وقت طويل. (ميدل ايست اونلاين)
بقلم - بدر صفوق - شاعر وكاتب كويتي
================================