"صفقة الشريط".. نصر لحماس -الكشف عن منشأة "قم" يريح إسرائيل

الأربعاء، أكتوبر 07، 2009

"صفقة الشريط".. نصر لحماس

أكّد عدد كبير من المُعلِّقين الإسرائيليين أنّ حركة حماس أحرزت انتصارًا واضحًا فيما بات يُعْرَف بـ"صفقة الشريط"، التي بموجبها أفرجت إسرائيل عن عشرين معتقلة فلسطينية مقابل تسليم إسرائيل شريطًا يظهر فيه الجندي الإسرائيلي الأسير شاليط. وأكّد المعلّقون الصهاينة أن الشريط أوجد حقائق على الأرض يصعب على دوائر صنع القرار في تل أبيب تجاهلها، وإن كان هناك قلّة من المعلقين الصهاينة يرون أن الشريط قد يؤدي إلى إبطاء التوصُّل إلى الصفقة الشاملة.
كرة ثلج متدَحْرِجة
من ناحيته يرى آفي سيخاروف (المعلِّق في صحيفة "هارتس") أن عرض الشريط سيعمل على مضاعفة الضغط الجماهيري على الحكومة الإسرائيلية لتُسارع بالاستجابة لمطالب حركة حماس وتقوم بالإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين الذين تطالب الحركة بتحريرهم مُقابِل شاليط، حتى أولئك الذين أُدِينوا بقتل وجرح مئات الجنود والمستوطنين.
وأضاف سيخاروف: "بات في حكم المؤكد أنّ الحديث يدور عن كرة ثلج متدحرجة؛ فصُنّاع القرار في إسرائيل لم يَعُد بإمكانهم تجاهل دلالات الشريط، حيث إنّ الجمهور الإسرائيلي بات يعرف أن هناك جنديًّا حيًّا يقع في قبضة رجالات حماس وأنّه يتوجب فعل كل شيء من أجل تأمين إطلاق سراحه". وشدّد سيخاروف على أنه بات في حكم المؤكّد أن يؤدي الضغط الجماهيري إلى وجود أغلبية داخل الحكومة الإسرائيلية لصالح تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
مخاطرة غير محسوبة
من جانبها حذّرت ياعيل باز ملميد (المعلقة في صحيفة "معاريف") من مَغبّة العودة إلى الخطأ الذي وقعت فيه إسرائيل عندما لم تُبْدِ الجِدّية في الإفراج عن الطيّار الإسرائيلي رون أراد الذي أسَرَتْه حركة "أمل" خلال حرب لبنان الأولى عام 1982 واختفت آثاره، حيث تؤكّد إسرائيل أنه توفي أو قتل خلال الأَسْر. وتطالب ملميد بالاستجابة لمطالب حماس بدون تردُّد. وأضافت: "الجمهور في إسرائيل لن يحتمل مخاطرة أخرى بحياة جندي، يتوجّب دفع أي ثمن من أجل تأمين إطلاق شاليط فورًا وحالاً ولو تطلب الأمر إطلاق سراح جميع مَن تطالب حماس بإطلاق سراحهم، هذا هو التزام الدولة تجاه جنودها".
مماطلة
إلا أن مُعَلقين صهاينة آخرين رأوا أن صفقة الشريط قد تؤدي إلى إعاقة التوصل إلى صفقة شاملة بين حماس وإسرائيل. وفي تحليل نشره في صحيفة "هارتس"، قال المعلِّق أمير أورن: إن نتنياهو أراد من عرض الشريط تقديمَ دليل على أن شاليط بصحة جيدة والتأكُّدَ من خلال ذلك على مدى حرص حركة حماس على حياة الجندي بوصفه ذخرًا استراتيجيًا، وبالتالي فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيسمح لنفسه بالتسويف والمماطلة على أمل إمّا أن تضطر حركة حماس للتنازل عن بعض مطالبها، أو أن تحين الظروف لتحرير شاليط بعملية عسكرية.
وأضاف: "هناك سبب آخر يدعو نتنياهو إلى عدم الإسراع في التوصل لصفقة مع حماس يتمثل في معارضة الكثير من الأوساط الأمنية للموافقة على مطالب حماس، لاسيما يوفال ديسكين (رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك")، الذي يرى أن الموافقة على مطالب حماس والإفراج على هذا العدد الكبير من المعتقلين الذين شاركوا في تنفيذ عمليات أسفرت عن قتل عدد كبير من جنود الاحتلال في الوقت القريب سيمثل تعزيزًا كبيرًا لحركة حماس عشيةَ الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي من المقرر أن تُنَظّم في النصف الأول من العام القادم، وهذا سيُعَزّز من فُرَص حركة حماس بالفوز مجددًا". وأضاف: "إتمام الصفقة مع حماس يعني توجيه ضربة قاصمة للرئيس أبو مازن الذي أنقذ إسرائيل من وَرْطة كبيرة بعدما ضحّى بمصداقيته إثر طلبه عدم التصديق على تقرير جولدستون الذي يُدِين إسرائيل بجرائم حرب ضد الإنسانية"، على حدّ تعبيره.
إخفاق استخباراتي
الصحفي الإسرائيلي ناحوم برنياع كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" قال: إن قضية شاليط تُعَدّ من أهم الإخفاقات الاستخبارية في تاريخ "إسرائيل". وأضاف برنياع في مقالة له نشرتها الصحيفة: "لقد فشلنا بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات، ولذلك علينا أن ندفع ثمن هذا الفشل؛ لأنّ دولة غير قادرة على العثور على جنديها المخطوف أو إنقاذه، ستكون فاقدةً لجزء كبير من قدرتها على المساومة وستُصبح قابلة للابتزاز". وفي السياق ذاته، كذب برنياع ادعاء إحدى الصحف العربية بأن "إسرائيل" تعرف مكان شاليط وأنه محاط بالمتفجرات. وقال برنيع مستهزئًا بهذا الادعاء: "إسرائيل تعرف كل الثقوب في قطاع غزة من أقصاه إلى أقصاه لكنها لا تعرف مكان وجود شاليط بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اختطافه".-الاسلام اليوم -


الكشف عن منشأة "قم" يريح إسرائيل


أَبدت النُّخَب السياسية والثقافية والإعلامية الإسرائيلية اهتمامًا كبيرًا باعتراف إيران بوجود المنشأة النووية في مدينة " قم". وقد اعتبر هذا الاعتراف من قِبَل الكثير من المعلقين الصهاينة على أنه مسوغٌ واضحٌ يضفي شرعية على ضرورة العمل بكل الوسائل من أجل وقف برنامج طهران الذري وإعادته للصفر.
المستفيد الأكبر
المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" أمير أورن أوضح أن هناك "ما يدعو للأمل" مؤخرًا، لا سيما إبداء روسيا بوادر ضجر تجاه إيران وسياساتها النووية. وأشار أورن أن الذي أسهم في بلورة إجماع عالمي ضد إيران كان قرار الرئيس باراك أوباما بالتراجع عن مخططاته بنصب منظمة الصورايخ في شرق أوروبا، منوهًا إلى أنه من المتوقع على نطاق واسع أن "ترد روسيا الجميل لأوباما عبر إبداء مزيد من المرونة نحو أي قرار يقدم لفرض عقوبات اقتصادية ضد إيران". وأضاف: "إسهام القرار الأمريكي لصالح المصالح الإسرائيلية لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتعداه إلى إفساح المجال أمام إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي في حوض البحر الأبيض المتوسط، فضلًا عن قرار واشنطن بنصب المزيد من منظومات مضادات الصواريخ داخل إسرائيل لمواجهة إمكانية قيام إيران بمهاجمة إسرائيل"، على حد تعبيره.
واعتبر أورن أنه على الرغم من أن أوباما اتَّخذ القرار لاعتبارات استراتيجية خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية إلا أن إسرائيل كانت أكثر الدول استفادةً منه.
حوار الطرشان
من ناحيته قال بن كاسبيت المعلق السياسي لصحيفة "معاريف" أن الكشف عن المنشأة السرية النووية في "قم" دليل على صدق ادعاءات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي حذَّرت من الطابع العسكري للبرنامج النووي الإيراني، وأشار بن كاسبيت إلى أن هناك إجماعًا بين الغرب وإسرائيل على ضرورة وضع حدٍّ للبرنامج النووي الإيراني، ولكن الخلاف يتمحور حول الآلية التي يتوجَّب اتباعها لبلوغ هذا الهدف، ويصف كاسبيت الحوار الذي سينطلق في الحادي والثلاثين من الأول من تشرين أول القادم بين إيران والولايات المتحدة بـ "حوار الطرشان".
وفي لهجة لا تخلو من التحريض على أن تبادر واشنطن بضرب إيران، قال كاسبيت مستهجنًا إجراء الحوار من طهران "ثلاثة اشهر سيقضيها أوباما في محاورة إيران، حتى يقرر خطواته اللاحقة، لكن منذ الآن كل بوادر حسن النية من جهته وبادرات المصالحة التي أطلقها اصطدمت بالاحتقار، ليس فقط من قِبل إيران، بل من قِبل كوريا الشمالية، وهذا لن يشجع فقط سوريا على التمرُّد، بل الصين وأفغانستان وباكستان وروسيا والسعودية، كلهم يبتسمون ويتطلعون إليه بشفقة"، على حد تعبيره.
وأردف قائلًا: "في وقت ما سيفهم أوباما أن لا أمل في إصلاح العالم بالحوار، يجب تعزيز مصالح أمريكا والحفاظ عليها عبر مواجهة المجانين الذين يحاولون تفجير العالم، ومن أجل عدم ذلك، أمل أوباما في أن يتحدث برقة وأن يحمل عصا كبيرة في اليد، لكن رسائل أوباما تُفهم بشكل معكوس، فالرقة تشوش على العصا، فلا أحد يأبه به حقًّا، النتائج في الحضيض ومستوى التغطية مناسب لها، حسب الانطباعات الأولوية أوباما بدأ يستوعب ذلك، هل الخطيب المفوَّه قادر أيضًا على أن يتخذ قرارات صعبة؟ ماذا يرِدُ حقا هناك في عقله؟"، تساءل كاسبيت.
إدانة منقوصة
أما رونين بريجمان معلق صحيفة "يديعوت أحرونوت" للشئون الاستخباراتية فتناول بالتحليل إمكانية قيام إسرائيل بمهاجمة إيران، كأحد خيارات العمل، وينوِّه أنه ليس من الواضح إن كانت إسرائيل ستضرب إيران أم لا، ويرجح بريجمان أن الكشف عن المنشأة النووية الإيرانية سيقلص إلى حد ما إمكانية قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للمشروع النووي الإيراني، على اعتبار أن هذا الكشف زاد من حماس الدول المؤثرة للعمل ضد إيران، وأضاف: "مع أن الكشف لا يدين إيران بشكل مطلق بتطوير سلاح نووي، فإنه يثبت أنها كذبت بوقاحة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأنها تخفِي معلوماتٍ حرجةً عن برنامجها النووي، واضح للجميع أنه إذا كانت إيران بالفعل معنية ببرنامج ذري فقط لأجل إنتاج الطاقة الكهربائية، كما تدَّعِي، ما كان لها ما يدعوها إلى إخفاء منشأة هائلة من أجهزة الطرد المركزي التي على أي حال لا يمكنها أن تنتج الكهرباء بكميات كافية، بل وتحت الأرض وبحماية بطاريات مضادة للطائرات، ويثبت الكشف أن إسرائيل كانت محقة في تحذيراتها في السنوات الأخيرة: الإيرانيون بالفعل يسعون إلى تطوير سلاح يوم الدين". وختم بريجمان مقاله قائلًا: "النظام الإيراني قد يكون يؤيد إرهاب الانتحاريين، غير أنه ليس انتحاريًّا، في نهاية المطاف المصلحة الرائدة بالنسبة لهذا النظام، ولعلها الوحيدة، التي تعني قادة النظام هي بقاؤه".الاسلام اليوم-
-----------------------------------------------------------------------------------------------