نظام دمشق والمعارضة يتبادلان الاتهامات حول عمليات الاغتيال المتواصلة للعناصر الفلسطينة في سوريا

الأربعاء، يوليو 04، 2012


تفاقمت ازمة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بعد العثور على العقيد كمال غناجة المسؤول في حماس مقتولا بالقرب من منزله في سوريا وعلى جسده آثار للتعذيب.وقتل ثلاثة فلسطينيين في أزقة مخيم للاجئين مساء الاحد على يد مجموعة من المسلحين المجهولين.وتكشف عمليات الاغتيال والقتل المتصاعدة للفلسطينيين في سوريا المأزق الذي وضعت فيه حركة حماس نفسها أثر استمرار دعمها لنظام الرئيس بشار الاسد.وألقى البعض في حركة حماس اللائمة على عملاء إسرائيليين في مقتل غناجة، إلا أن الأكثرية في الحركة تميل إلى أن القاتل هذه المرة من الداخل السوري.وبينما لزمت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الصمت بشأن مقتل المسؤول في حماس، إلا أنها سارعت بإلقاء اللوم على متهمها المعهود "الإرهابيين المسلحين" في حادثة مقتل المقدم في جيش التحرير الفلسطيني أحمد صالح، الذي أصبح سادس ضابط في هذا الجيش يتم اغتياله في سوريا منذ يناير/كانون الثاني.واتهمت المعارضة السورية النظام بقتل غناجة بسبب غضبها آثر مغادرة العديد من قيادات حماس لمقراتهم في سوريا.وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية إن مخيمات الفلسطينيين في سوريا شهدت في الآونة الأخيرة أحداث اغتيال غامضة لوجوه فلسطينية سياسية وعسكرية.وقالت في تقرير كتبه "رود نوردلاند ودلال معوض" أن هناك حوالي نصف مليون لاجئ فلسطيني في سوريا، حيث طالما قدم النظام السوري نفسه على أنه بطل المقاومة ضد إسرائيل ومنح اللاجئين الفلسطنيين حقوقا مدنية كاملة.ووجد الفلسطينيون أنفسهم فجأة بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن يدعموا النظام الذي وفّر لهم الحماية ويتغاضوا عن دماء أبناء عمومتهم من السوريين الذين يقتلون على أيدي قوات النظام، وإما أن يقفوا إلى جانب الشعب السوري فيخسروا النظام الذي دعمهم.واضافت ان قيادات منظمة حماس الذين كانوا يتخذون من سوريا ملاذا لهم، تركوا مقراتهم بينما بقيت قيادات منظمات أخرى في سوريا لتعد العدة لمعركة محتملة سيخوضها الفلسطينيون هناك.وقال ممثل حركة حماس في العاصمة اللبنانية بيروت، علي بركة "إن الفسطينيين في وضع حساس في سوريا. أي شيء نقوله قد يعرض مستقبل الفلسطينيين في سوريا للخطر، لذلك لا نريد التدخل".وقال أبو ماهر المسؤول في حركة فتح في لبنان "لا نريد أن نراهن ونتكهن من الذي سيربح في النهاية".ويتبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات في مقتل الضباط الفلسطينيين، حيث يتهم النظام المعارضة باغتيالهم لأن جيش التحرير يعمل مع الجيش السوري، بينما تقول المعارضة إن أولئك الضباط قد اغتيلوا على يد عملاء النظام لأنهم رفضوا الاشتراك في عمليات القتل التي يقوم بها الجيش بحق المواطنين السوريين.وترى الصحيفة أن موقف الفلسطينيين على الحياد نابع من درس تاريخي، حيث لاقوا الأمرين جراء دعمهم للرئيس العراقي الراحل صدام حسين في غزوه للكويت، فما كان من الكويتيين إلا أن طردوا مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد ذلك، الأمر الذي جعلهم يترددون في اتخاذ مواقف معارضة للأنظمة التي تستضيفهم.وذكر تقرير الصحيفة إن هناك من يقول إن الفلسطينيين ليسوا على الحياد، فأعمال القتل والدماء التي سالت غيرت موقفهم شيئا فشيئا.وتلفت الصحيفة النظر إلى أن هناك بعض المنظمات الفلسطينية ومن يدور بفلكها من الفلسطينيين مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم تنتظر طويلا لتحمل السلاح دفاعا عن نظام الأسد الذي آواها لعقود.وعبّر الناشطون الفلسطينيون في سوريا عن امتعاضهم من عمل أعضاء الجبهة الشعبية مع النظام السوري وجيشه ومخابراته، ويخشون أن تعم أفعالهم الفلسطينيين وأن تؤثر سلبا على مستقبل العلاقة بين الفلسطينيين في سوريا والشعب السوري.في وقت اعلن الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة احمد جبريل في مقابلة تلفزيونية ان الجبهة وحزب الله وايران سيكونون جزءا من المعركة الى جانب النظام السوري في حال حصول "عدوان خارجي" على سوريا.وقال جبريل في مقابلة اجرتها معه في دمشق قناة "الميادين" الفضائية التي تتخذ من بيروت مقرا ان "النظام في سوريا قوي داخليا (...) اما اذا كان ثمة عناصر خارجية وعدوان خارجي فنحن بحثنا هذا الموضوع مع الاخوان (في سوريا) ومع (امين عام حزب الله) السيد حسن (نصرالله) ومع الإخوة في ايران، نحن جزء من هذه المعركة".