أصوات أبو الفتوح ستذهب لمرسى رغم عدم ثقتهم بالإخوان المسلمين وشباب الثورة الذين أسقطوا نظام مبارك لا يريدون عودة النظام السابق مع شفيق

الاثنين، مايو 28، 2012


توقعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الأصوات التي أيدت المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح في الجولة الأولى ستذهب لدعم مرسي في الجولة الثانية، رغم عدم ثقتهم بالإخوان المسلمين، غير أن الليبراليين واليساريين والعلمانيين الذين صوتوا لصباحي لم يحددوا موقفهم بعد بعدما غرقوا في الحيرة.ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن شباب الثورة الذين أسقطوا نظام مبارك وطالبوا بإصلاحات في البلاد لا يريدون عودة النظام السابق "الفلول"، وكذلك لا يريدون محمد مرسي المنتمى لتيار الإسلام السياسي، مشيرة إلى أن صعود مرسي مرشح الإخوان المسلمين وأحمد شفيق قائد سلاح الجو الأسبق لا يحمل لهم الخير.وأضافت الصحيفة أن الثوار الذين أسقطوا أكبر طاغية عربي حكم البلاد لمدة 30 عاماً لم يصلوا ويبتهلوا من أجل هذه النتيجة، زاعمة أن انتخاب أي من مرسي وشفيق هو إلغاء لكل إنجازات الثورة. وتابعت الصحيفة أن المواجهة بين مرسي الإسلامي وشفيق العسكري هي عودة للخلف إلى أيام النظام السابق، حيث تركزت الخصومة بين رجل قوي ذى جذور عسكرية يتوعد بالبطش لضمان الاستقرار وبين الإسلاميين الذين يتعهدون بتطبيق الشريعة الإسلامية.وأضافت الصحيفة أن المعركة بين مرسي وشفيق ستكون أكثر حماسة وسخونة، فلكل منهما مؤيدوه المخلصون، وفي الوقت ذاته لكل منهما أعداؤه وكارهوه.وتابعت الصحيفة أن مهمة الإخوان المسلمين ستكون صعبة جداً، لأنهم على مدار الستة أشهر الأخيرة أحبطوا الناس واكتسبوا لأنفسهم سمعة الحركة السلطوية المتعجرفة، وهو الأمر الذي قد يصعب عليها مهمة استقطاب مختلف الفئات لمواجهة الفلول.وأضافت الصحيفة أن نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية تضمنت العديد من المفاجآت، والتي كان أبرزها الكم الهائل من الأصوات الذي حصل عليه شفيق، والذي ما كان لأحد أن يتصور ذلك قبل عام بسبب الرفض الشديد للفلول، مشيرة إلى أن شفيق هو آخر رئيس وزراء لمبارك واضطر هو الآخر للتخلي عن منصبه بسبب مظاهرات الاحتجاج ضد حكومته بعد سقوط رئيسه.وتابعت الصحيفة أن شفيق، قائد سلاح الجو السابق والصديق المقرب لمبارك، أدار حملته الانتخابية كمرشح للثورة المضادة، منتقداً الثورة والثوار، مشيرة إلى أن صعود شفيق للجولة الثانية هو دليل على حالة الإحباط التي أصابت كثيرا من المصريين من الثورة بعدما شهدت البلاد خلال الـ 15 شهراً الأخيرة فوضى مستمرة، واقتصادا منهارا، وتراجعا في الخدمات، وزيادة في معدلات الجريمة ومظاهرات الاحتجاج التي تحولت في كثير من الأحيان لاضطرابات دامية، الأمر الذي جعل المصريين يبحثون عن الاستقرار. وأضافت الصحيفة أنه إلى جانب كل هذه الأسباب، جاء نجاح شفيق أيضاً بسبب أصوات الأقباط الذين يمثلون 10% من الكتلة الانتخابية، والذين صوتوا لشفيق ويعتبرونه الملاذ الأخير ورمانة الميزان ضد الإخوان المسلمين، ناهيك عن أصوات مؤيدي مبارك والفلول والصوفيين الذين يخشون صعود الإخوان المسلمين وأسر العسكر.وأشارت الصحيفة إلى أن الإخوان المسلمين رغم فوزهم واحتلال مرشحهم المركز الأول، إلا أنهم حصلوا على نصف نسبة الأصوات التي حققوها بمجلس الشعب، الأمر الذي يدل على تراجع شعبيتهم، مشيرة إلى أن البعض في مصر سيصوت ضد الإسلاميين لأنهم فشلوا في إحداث أي تغيير حقيقي بالدولة رغم نسبتهم الكبيرة في البرلمان، والبعض الآخر سيولون ظهورهم للإخوان بسبب نيتهم لاحتكار السلطة وإقصاء الآخرين، مؤكدة أن مرسي سيضطر للارتكاز على أصوات قاعدة التأييد التقليدية للإخوان المسلمين.