مصر: أزمة "الحمار" تضع البرلمان بمواجهة العسكري وهناك فرق كبير بين الاسلاميين في تونس والاسلاميين في الدول العربية الاخرى

الاثنين، فبراير 20، 2012


أثارت انتقادات حادة وجهها أحد أعضاء مجلس الشعب المصري إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تضمنت "شتائم" للمشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس، أزمة حادة داخل البرلمان، الذي وجد نفسه وجهاً لوجه أمام السلطة العسكرية التي تدير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية.ففي مؤتمر جماهيري حمل عنوان "يوم التضامن مع بورسعيد" الجمعة، اتهم النائب زياد العليمي، وكيل مؤسسي "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي"، وعضو المكتب التنفيذي لـ"ائتلاف شباب الثورة"، المجلس العسكري بالوقوف وراء أحداث العنف التي وقعت في العديد من محافظات مصر مؤخراً।وذكر العليمي أن أحداث إستاد بورسعيد، التي راح ضحيتها العشرات من جماهير النادي الأهلي مطلع فبراير/ شباط الجاري، وكذلك أحداث "الفتنة الطائفية" بين المسلمين والمسيحيين في العامرية بالإسكندرية، وقرية "ميت بشار" بالإسكندرية، يقف وراءها "نفس المجرم"، وهو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بحسب قوله.وعندما تساءل النائب، في كلمته أمام الحشد الجماهيري: "إلى متى سنظل نترك الحمار ونمسك بالبردعة؟"، في إشارة إلى المثل الشعبي المعروف، بادره أحد الحضور بالسؤال: "من الحمار؟"، فأجاب: "الحمار المشير طنطاوي."وأثارت عبارات العليمي أزمة داخل البرلمان، حيث سعى عدد من النواب إلى إقناع زميلهم بتقديم اعتذار رسمي عما بدر منه بحق طنطاوي، فيما عبر آخرون عن رفضهم لـ"إهانة" المشير، في الوقت الذي هدد فيه المجلس العسكري باتخاذ إجراءات قانونية ضد العليمي دون الرجوع إلى مجلس الشعب.وبلغت الأزمة ذروتها مساء الأحد، عندما رفض النائب الاعتذار، فما كان من رئيس البرلمان، الدكتور سعد الكتاتني، إلا أن أصدر قراراً بإحالة العليمي للتحقيق، أمام هيئة مكتب مجلس الشعب.إلا أن وكيل مجلس الشعب، أشرف ثابت، أكد الاثنين أن الأزمة في طريقها للانفراج، في أعقاب موافقة النائب على تقديم اعتذار رسمي، خلال الجلسة التي من المقرر أن يعقدها المجلس في وقت لاحق الاثنين، عما بدر منه من "إهانة" للمجلس العسكري، والمشير طنطاوي، وللداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان.وقال ثابت في تصريحات لإحدى محطات التلفزيون المصرية الخاصة، أوردها موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، إن عدداً من النواب لم يأخذوا وقتاً طويلاً في إقناع العليمي بالاعتذار.وأشار إلى أن الأخير لم يعتذر خلال جلسة الأحد، "لأننا عندما بدأنا الكلام معه، كانت جلسة البرلمان قد بدأت، ولم يدركنا الوقت لمناقشة الأمر معه."وأكد وكيل مجلس الشعب، أن المجلس "لن يتخذ أي إجراء" ضد النائب العليمي "طالما سيعتذر."وبالنسبة لقرار محتمل للقضاء العسكري إحالة النائب للتحقيق، قال ثابت، إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد بهذا الشأن، وفي حالة صدوره فإنه سيكون "قيد الدراسة."من جانبه، قال رئيس هيئة القضاء العسكري، اللواء عادل المرسي، في تصريحات لتلفزيون "الحياة" المصري الخاص الأحد، إن القضاء العسكري يمكن أن يتخذ الإجراءات القانونية المتبعة ضد النائب زياد العليمي، دون الرجوع إلى مجلس الشعب، حسبما نصت عليه المادة التاسعة من قانون الإجراءات.وأضاف المرسي، في التصريحات التي أوردتها صحيفة "المصري اليوم"، قائلاً: "تلقينا عدداً كبيراً من البلاغات، من ضباط متقاعدين وعاملين، ومدنيين، ضد النائب"، مشيراً إلى أن البلاغات تتضمن اتهامات للعليمي بـ"إهانة للقوات المسلحة وقائدها، وإثارة شائعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام."وتساءل مسؤول القضاء العسكري: "كيف لنائب محترم من نواب مجلس الشعب، أن يلقي بمثل هذه الألفاظ؟"وأضاف: "لا أستطيع التعليق على الموضوع الآن، لأن الأمر قيد التحقيق، وجريمة السب لا تحتاج إلى إذن مجلس الشعب."واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الأمر ما زال قيد الدراسة.من ناحية اخرى قال احمد نجيب الشابي مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي في مقابلة اجرتها معه قناة "روسيا اليوم" على هامشمنتدى "فالداي" الدولي للحوار ان هناك فرقا كبيرا بين الاسلاميين في تونس والاسلاميين في الدول العربية الاخرى.واضاف الشابي انه يعرف قيادة الاسلاميين في المغرب، مشيرا الى انهم "بدأوا تجربة من خلال المؤسسات في بلادهم منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني. وجرى ذلك عبر مؤسسات البلدية والبرلمان، واليوم انتقلوا بعد عشرين عاما الى ادارة شأن الحكومة". واعرب عن اعتقاده بانهم "اخذوا فرصة كافية للتدرب على تسيير شؤون البلاد" ولذلك فانه متفائل بشأن مستقبل المغرب لان الحركة الاسلامية المغربية لها "خبرة في ادارة الشؤون"، وهي ستسعى الى الاستقرار في البلاد، لا الى تغيير النمط الاجتماعي، حسب رأيه.واشار الشابي الى ان الوضع في تونس يختلف، وقال ان الاسلاميين الذين يحكمون الان في تونس " لم يفسح لهم المجال بسبب القمع الذي تعرضوا له سابقا ، والقمع الذي تعرض له كامل الشعب، وليست لهم التجربة في الحكم. وهذا احد العناصر التي تختلف بالنسبة للوضع في المغرب".وقال السياسي التونسي ان "التقاليد الديمقراطية في تونس أضعف بكثير، والتوازنات مختلة بشكل أكبر، وبالتالي التجربة لن تكون شبيهة بما هو الامر عليه في المغرب".وتابع الشابي قائلا "ان الوضع في مصر يختلف ايضا، والبرلمان نتخب قبل قليل، وفيه تمثيل كبير للاسلاميين.ان خبرتهم أضعف، والمشاكل في مصر أقوى والموقع الجيوسياسي لمصر يختلف عن موقع تونس او المغرب مثلا، وكل هذه الاشياء تدخل في تشكل الوضع في كل هذه البلدان".