أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن أفضل من دول الجوار ومبعوث اممي يدعو اسرائيل الى احترام التزاماتها تجاه المعتقلين الفلسطينيين

الثلاثاء، فبراير 21، 2012


أكد المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ريتشارد فولك ان 'أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، أفضل حالا عما هي عليه في دول الجوار'، داعيا المجتمع الدولي الى منح قضية اللاجئين الأولوية في اهتماماته.جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فولك في فندق الماريوت بعمان، للإعلان عن نتائج جولته التي استغرقت 10 أيام، اختتمها في الاردن، بعد زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة ومصر، لرصد ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة.وركزت جولته المقرر رفع تقريرها الى الأمم المتحدة في حزيران (يونيو) المقبل، على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وسياسة الاعتداءات والانتهاكات التي يمارسها المستوطنون ضد الفلسطينيين، وظروف المعتقلين في السجون الإسرائيلية.وأشار فولك إلى أنه في لقاءاته مع ثلاث مجموعات للاجئين فلسطينيين في الأردن من مخيمي جرش والوحدات، تبين أن قضية عدم حيازة أبناء الأردنيات من أبناء غزة للرقم الوطني، قضية كبرى تشكل هما للنساء اللاجئات.فيما طغى على مقابلات فولك الجانب السياسي للاجئين من الرجال، خصوصا فيما يتعلق بحق تقرير المصير والتمسك بحق العودة.ونوه إلى أن زيارة هذا العام كشفت عن تغير لدى لاجئين 'فيما يتعلق بوجود إجماع نحو تحقيق مستقبل آمن يعيش في كنفه الفلسطينيون والإسرائيليون بسلام، بعد أن كان الإجماع سابقا على المقاومة ولا شيء غيرها، لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني'.في المقابل لفت فولك إلى أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين صعبة، بخاصة فيما يتعلق بحقهم في تقرير مصيرهم، وظروفهم الحياتية التي تنتهك فيها الكرامة الإنسانية، ما يخالف القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لحقوق اللاجئين.كما أشار إلى أن المدة الزمنية لزيارته الى عمان، حالت دون تمكنه من مقابلة مسؤولين حكوميين لمناقشة ما يتعلق بلاجئي الأردن، مع الإشارة إلى ترحيب الحكومة به، فور طلبه المسبق للزيارة، لافتا الى ان أوضاع سورية الحالية حالت دون زيارتها لدراسة أوضاع اللاجئين فيها.واستنكر موقف الحكومة اللبنانية التي رفضت استقباله وزيارة اللاجئين فيها، مبينا أن 'الحكومة اللبنانية حريصة على ألا يتم كشف أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذين يعيشون أوضاعا مزرية'.وفيما يتعلق بما كشفته زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، استهل فولك حديثه، عن أوضاع المعتقلين الفلسطينيين الذين بلغ عددهم 4200 معتقل، مركزا على ما يتعرضون له من اعتداءات وانتهاكات، تخترق القانون الدولي والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان.ونوه إلى سياسة التوقيف الإداري التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية بإيقاف فلسطينيين دون وقوع تهم مسبقة عليهم، مشيرا إلى أن عدد الموقوفين إداريا وصل الى 300، ألقي القبض عليهم دون اتهامات، مؤكدا انه سيستمر في متابعة قضاياهم.وفي السياق تحدث فولك، عن المعتقل الفلسطيني خضر عدنان الذي اعتقل بدون إسناد تهم محددة له، ودخل إضرابه عن الطعام يومه 66، بعد أن كان قد أخذ عنوة وقسرا من منزله وتعرض لسلسلة انتهاكات في جلسات التحقيق وتنقل بين عدة معتقلات، من بينها السجن الانفرادي.وحذر من أن عدنان، والذي أشارت السلطات الإسرائيلية بأنه 'غير مشتبه بقيامه بعمليات إرهابية، أو انه يمثل تهديدا لأمن إسرائيل، يعاني من أوضاع صحية خطيرة تهدد حياته'.وتحدث فولك الممنوع من دخول قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية وفق قرار اسرائيلي، عن سياسات الانتهاكات الجسدية والنفسية والإساءات اللفظية التي يتعرض لها المعتقلون، فضلا عن تردي العناية الصحية ومنع الزيارات. وشدد على أن تلك السياسات، تشكل خرقا لكل المواثيق الدولية، داعيا في الوقت ذاته المجتمع الدولي الى أخذ التدابير التي من شأنها ايقاف تلك الممارسات الممنهجة من قبل الجانب الإسرائيلي.كما أكد أن التدابير يجب ألا تقتصر فقط على التحقق من تلك الممارسات بل يجب أن تتخذ شكل الملاحقة والمساءلة، لتطال مسؤولين أمنيين وحكوميين إسرائيليين.وعن الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون بحق الفلسطينيين، قال فولك إن 'المعلومات التي حصلت عليها تتحدث عن جهود إسرائيلية لإنكار حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وعن إصرار في توسيع المستوطنات وتوسيع الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل فيها، فضلا عن وجود سياسات تهجير بحق الفلسطينيين'.وقال فولك 'آن الأوان لأن نبحث عن حلول كي يبقى الأمل، باتجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الى الحل بطريقة عادلة'، مشيدا بالإصرار الذي لمسه من الجامعة العربية خلال لقائه بمسؤوليها في المساعدة لتحقيق الحقوق الفلسطينية ومنحها الأهمية القصوى.