تندوف تعيش أزمة محروقات خانقة نتيجة جشع بعض القيادات البوليساريو في استغلال سافر للرخص الحصرية لتوزيع الوقود التي يمتلكونها

السبت، فبراير 18، 2012


تعيش مخيمات تندوف على وقع أزمة خانقة في المحروقات ، وقد أكد عضو منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المهدي إبراهيم أن المئات من الصحراويين قد تجمعوا بأماكن توزيع المحروقات طلبا للتزود بهذه المادة الحيوية التي تعتبر سلاحا للعيش وضمان التنقل بين الصحاري القاحلة والمخيمات المترامية الأطراف.وتؤدي ندرة المحروقات بالمخيمات إلى شل الحركة نهائيا وتوقف وسائل النقل بين الولايات وعدم تمكن العديد من الصحراويين من الالتحاق بعائلاتهم ، فضلا عن تخوف اللاجئين من انعكاس أزمة الوقود على المواد الغذائية وارتفاع الأسعار الناتج عن قلة السلع وعدم إمكانية دخولها إلى المخيمات مما ينذر بأزمة حقيقية في الأيام القليلة القادمة ، تحاول جبهة البوليساريو تطويقها بالتعاون مع حرس الحدود الجزائري تحسبا لتظاهرات شعبية أو احتجاجات تخرج عن السيطرة.وحسب عضو منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف فإن مجموعة من الوجهاء وأعيان القبائل الصحراوية يحاولون التوسط في هذه الأثناء بين الأهالي والمسؤولين الصحراويين.وفي أول ردود الفعل، أكد المسؤولون أن أزمة المحروقات التي تشهدها المخيمات ليست ناتجة عن قلتها أو عدم دخولها من الأراضي الجزائرية بل على العكس تماما أكد الجميع أن المحروقات دخلت بكميات كافية قادرة على سد حاجيات المخيمات وأكثر.إلا أن نفس الجهات عزت هذا العجز الحاصل إلى بحث بعض القيادات في البوليساريو عن الربح المضاعف في استغلال سافر للرخص الحصرية لتوزيع الوقود التي يمتلكونها ، حيث يعمد الكثير منهم إلى توجيه الصهاريج التي يملك حق توزيعها إلى الجارة موريتانيا عبر طرق ومسالك معدة لتهريب المحروقات والسلع بالتواطء مع بعض قادة النواحي العسكرية الفاسدين الذين يستغلون تسييرهم للشأن الصحراوي في سبيل الاغتناء الغير مشروع ولو حساب أبناء جلدتهم.ولا زالت مراكز توزيع المحروقات التي تحتفظ بكميات قليلة تعرف اكتظاظا وطوابير من المركبات والبشر الذين من بينهم حالات مرضية مستعجلة تتطلب الانتقال إلى الأراضي الجزائرية ولا تحتمل الانتظار.وحالة أغلانة بنت حمية وهي سيدة تجاوزت الستين سنة وتعاني مرضا مزمنا يقتضي زيارة أسبوعية للمستشفى مثال على ذلك.وقد أكدت أنها تنتظر في الطابور اكثرمن سبع ساعات في حين أكد ابنها أن الحصول على الوقود أصبح من باب المستحيلات وكابوسا فظيعا يعيشه سكان المخيمات ، وهو الأمر الذي خلق استياء بين صفوف الصحراويينويستنكر الصحراويون التصرفات اللامسؤولة من طرف بعض القيادات ، ونددوا بصمت أعضاء الأمانة العامة الذين طالما قدموا الوعود الزائفة بحل المشكل دون أي نتيجة تذكر.من جهته قام منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف بمراسلة المفوضية السامية لغوث اللاجئين للتدخل العاجل من أجل إنقاذ اللاجئين الصحراويين وإنصافهم من متاجرة قيادة البوليساريو بهم وفي سبيل وقف سلوكاتهم اللامسؤولة التي أثرت على الصحراويين اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا.وناشد المنتدى الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية بمحاسبة قيادة البوليساريو ووقف وصايتها على الصحراويين ، وتمكينهم من التعبير عن اختياراتهم المستقبلية بعيدا عن تحكم وقمع البوليساريو طلبا لعيش كريم وحياة رغيدة ينشدها اللاجئون الصحراويون."ميدل ايست اونلاين"