عم العاهل الأردني يخاطب دولا خليجية: من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة والربيع العربي يدقّ باب الجزائر. فهل تفتح؟

السبت، فبراير 18، 2012


حين قام المنصف المرزوقي - المعارض السابق الذي حوله "الربيع العربي" الى رئيس لتونس- بزيارة للجزائر الاحد علقت الأعلام التونسية على عواميد الإنارة تكريما له.قبل ذلك بيومين منعت المعارضة السابقة والشخصية البارزة في الثورة التونسية سهام بن سدرين من الدخول.ولم يسمح لها بدخول البلاد الا بعد احتجاج نشطاء مدافعين عن حقوق الانسان.يدق "الربيع العربي" باب الجزائر لكن السلطات لا تستطيع أن تحدد ما اذا كانت تفتح له الباب ام تغلقه.وترى بن سدرين أن الاختيار حسم بالفعل.وقالت في الجزائر العاصمة إنها تعتقد أن الثورة التونسية غير مرحب بها.وكانت الجزائر الوحيدة بين جيرانها في شمال افريقيا التي لم تمسها الانتفاضات التي أطاحت العام الماضي بزعماء تونس ومصر وليبيا وأيضا اليمن وكانت مصدر إلهام للانتفاضة التي تشهدها سوريا حاليا.وتتمتع الجزائر بعائدات من صادرات النفط جعلتها في المركز الرابع عشر على مستوى العالم بين الدول صاحبة اكبر احتياطيات أجنبية وهو ما ساعدها على زيادة الرواتب وصرف المنح ودعم السلع مما وأد احتجاجات قصيرة طالبت بالإصلاح.ومازال حكام البلاد يديرونها بنفس الطريقة التي تدار بها منذ الاستقلال عن فرنسا قبل 50 عاما حيث يوجد جهاز حكومي ضخم تدعمه قوات أمن قوية اما الانتخابات فيهيمن عليها حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم وحلفاؤه.ويبدو هذا متناقضا مع أجواء المرحلة غير أن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العاشر من مايو/ايار يمكن أن تمثل نقطة تحول.وتتزايد الضغوط داخل الجزائر وخارجها لضمان إجراء انتخابات نزيهة.من جانبه انتقد عم العاهل الأردني الأمير الحسن بن طلال دولا خليجية لم يسمها حول شكاوى اتهامات بالفساد في الأردن، قائلا ان من بيته من زجاج يجب ألا يرمي الناس بالحجارة.ونسب التلفزيون الرسمي الأردني للأمير الحسن اليوم الجمعة قوله "الشماتة فينا مع الأسف في دول خليجية ويقولون لنا ما بكم أيها الأردنيون".وأضاف الأمير الحسن بن طلال موجها كلامه باللهجة العامية لدول خليجية لم يسمها "يلي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة".وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أكد الأسبوع الماضي "كثير من الإخوان في الخليج من شيوخ وأمراء ممن قدموا إلى الأردن ليساعدونا، يشتكون كثيرا من أسلوب العمل والاتهامات بالفساد من قبل بعض وسائل الإعلام".وأضاف الملك "عندما أطلب من أصدقائنا في الخليج القدوم إلى الأردن، يأتون لأنهم يريدون دعم الأردن ومساعدة الشعب الأردني، لكن اليوم يتساءل بعضهم: لماذا أستثمر في الأردن وأصبح متهما بالفساد".وقال الأمير الحسن "أعتقد أن الأردن على الرغم من كل ما قيل ويقال له خلق مميز" .والأمير الحسن هو عم الملك عبد الله الثاني وتولى ولاية العهد في الأردن من عام 1965 إلى 1999.في غضون ذلك اعلن مسؤول اوروبي رفيع الجمعة ان الاتحاد الاوروبي سيرسل "مجموعة عمل" الى الاردن لمساعدة هذا البلد في تطبيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية وتنسيق المساعدة.واوضح الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي في منطقة جنوب المتوسط برناردينو ليون ان الاجتماع الذي ستتراسه وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون ورئيس الوزراء الاردني عون الخصاونة سيكون الاول في اطار مجموعة العمل المذكورة.واضاف ليون في مؤتمر صحافي ان المجموعة تصل "في مرحلة اساسية" يستعد فيها البرلمان الاردني لتطبيق اصلاحات عدة.وسيكون اصلاح القضاء والادارة العامة والمحكمة الدستورية فضلا عن الاصلاحات الاقتصادية في صلب عمل المجموعة.وتوقع دبلوماسي اوروبي كبير رافضا كشف هويته ان يعلن الاتحاد الاوروبي في هذه المناسبة زيادات "حيوية" في المساعدة الاوروبية.ويتوقع قريبا اعلان قروض يقدمها البنك الاوروبي للاستثمار والبنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية الذي وسع اخيرا نطاق عمله في الاردن.وفي ما يتجاوز ذلك، ينوي الاتحاد الاوروبي ايضا البدء بمفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق تبادل حر "معمق وكامل"، وفق الدبلوماسي الاوروبي.واعتبر الدبلوماسي انه في غمرة الربيع العربي وعدم الاستقرار الاقليمي، فان "الاردنيين يعلمون ان عدم التحرك ليس خيارا".واضاف "نحتاج جميعا الى دعم هذه الجزيرة المستقرة (الاردن) في المنطقة، ولكن لن يكون استقرار اذا لم يتصد الاردنيون لهذه الاصلاحات".واوضح الدبلوماسي ان مساعدة الاتحاد الاوروبي ستكون تدريجية ورهنا بالتقدم الذي يحرزه الاردن لجهة الاصلاحات. لكنه اقر بان المهمة لن تكون سهلة وخصوصا ان "المشكلة في الاردن انه يفتقر الى ثقافة الاحزاب السياسية".