قال السيناتور الأمريكي جون مكين إنه ليس لديه أى نية للمطالبة خلال زيارته إلى مصر بالإفراج الفوري عن العاملين بمنظمات العمل المدني الأمريكية المطلوبين للمحاكمة، ولن يتفاوض بشأن ذلك مباشرة مع الحكومة المصرية. وأضاف مكين، الذى يرأس وفدا من الكونجرس الأمريكي في زيارة إلى مصر خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع أنه سيوضح للقادة العسكريين في مصر مدى خطورة هذه المسألة وأن هذه المنظمات لا تزرع بذور الاضطرابات حسبما تم اتهامها، بل تساعد مصر على تطوير مؤسسات المجتمع المدني، وأنه سيسعى أيضا لشرح سياسة الكونجرس في الوقت الحالي وحقيقة إمكانية قيام الكونجرس بقطع المعونة الأمريكية عن مصر بسبب هذه الأزمة. وقال مكين "إنه يدرك أن حل أزمة المنظمات قد لا يكون في أيدي القادة العسكريين حتى إن أرادوا ذلك وهو ما عبر عنه نائب وزير الخارجية بيل بيرنز الأسبوع الماضي"، وأضاف أنه لذلك يسعى لعقد اجتماعات أيضا مع برلمانيين مصريين وقادة المجتمع المدني وممثلي المجموعات الليبرالية والعلمانية وحتى الإسلامية. وألقى مكين باللائمة على السيدة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي في هذا الصدد، مشيرا إلى أنها تقود الجهود الرامية إلى محاكمة العاملين بهذه المنظمات التي قال إنها تقدم المساعدة. يذكر أن مكين هو رئيس مجلس إدارة المعهد الجمهوري الدولي، وهو إحدى المنظمات الأمريكية الثلاث المتضررة من المحاكمات، أما المنظمتان الأخريان فهما المعهد الديمقراطي الوطني ودار الحرية "فريدوم هاوس". يذكر أن السيناتور الجمهوري بول راند يحاول إضافة تعديل قانوني في مجلس الشيوح يستهدف قطع المعونات عن مصر فورا وقبل صدور أى شهادة من وزارة الخارجية. إلا أن مكين أوضح أمام جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن التعديل ليس مفيدا في هذا الوقت وأنه سيسعى بكل جهده لمعارضته، وقال: "أريد أن أؤكد لكم أننا نناقش هذا وطرق لتجنب هذا الإجراء في هذا الوقت"، وحث الإدارة على "الشرح للحكام العسكريين وبقايا نظام مبارك أن هذا الوضع غير مقبول للشعب الأمريكي حقا".وسيقوم مكين، الذي يرافقه خلال زيارته لمصر عدد آخر من أعضاء مجلس الشيوخ من بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، بزيارة عدد من دول المنطقة.من ناحية اخرى أعلنت حركة شباب 6 أبريل تأييدها مبادرة "وقف المعونه الامريكيه"، والتى أطلقها الداعية الاسلامى محمد حسان، والتى تدعو لبدء الاستغناء عن المعونة بحملات تبرعات داخلية.وقالت الحركة- فى بيان لها الجمعة- إن لجان التحقيق اكتشفت أن الولايات المتحده الامريكية هى "عدو" الوطن، وانها ترغب فى "تقسيم" مصر و"تدميرها"، على حد تعبيرهم، مؤكدة أنه يجب تشديد الحذر فى التعامل مع الولايات المتحده وجميع "أعداء" الوطن وكافة الدول التى تطمع فى مصر.وطالبت الحركة بوقف كافة أشكال التعاون مع "أعداء" الوطن الامريكيين او الاوربيين، على حد وصف البيان، واستطرد البيان "كيف نعلم ان الولايات المتحدة هى عدو الوطن، ونسمح لها ان تمول جيشنا المصرى العظيم وتمنحنا الاسلحه وتقوم بتدريب قادة جيشنا المصرى فى الولايات المتحده والعياذ بالله".كما طالبت الحركة بوقف أية مقابلات رسميه بين المسئولين السياسيين بمصر- في الحكومة والمجلس العسكرى وقادة الأحزاب المصرية- مع المسئولين الامريكيين.واللافت فى البيان أن الحركة دعت ايضا بإلغاء المجتمع المدنى المصرى وجميع المنظمات الحقوقيه والخدميه والخيرية، وتسألت "كيف نكتشف ان الولايات المتحده تستغل المجتمع المدنى لتقسيم مصر واثارة الفتن والقلاقل، ونسمح لهذا المجتمع المدنى بالعمل فى مصر؟".وفى هذا السياق، شددت على ضرورة التحقيق الجاد والسريع فيما اسمته "خطيئة" أن تقوم منظمات المجتمع المدنى- التى وصفتها أنها "تخرب مصر" وتتلقى تمويل اجنبى- بتدريب جميع الاحزاب السياسيه المصريه بما فيها احزاب الأغلبيه.
