اشتباك عسكري وشيك بين إيران والولايات المتحدة طهران تدرب جماعاتها المسلحة في العراق لضرب الجيش الأميركي

السبت، يوليو 24، 2010

قال موقع "تيك ديبكا" الإسرائيلي الأمني نقلاً عن مصادره الخاصة في واشنطن وبغداد إن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعاً في حدة التوتر العسكري بين الولايات المتحدة وإيران، وإن هناك دلائل كثيرة تُشير الى أن المليشيات الشيعية الموالية لإيران تخطط لضرب القوات الأميركية بالعراق.
ويرجع هذا التوتر الى معارضة طهران الشديدة لبقاء جزء كبير من القوات الأميركية بالعراق رغم وعد الرئيس اوباما بسحبها ابتداءً من الأول من شهر سبتمبر المقبل، وستبقى هذه القوات تحت اسم القوة الدولية لحفظ السلام.
وقالت مصادر الموقع في واشنطن إن إدارة اوباما تجري منذ أيام اتصالات سرية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لكي تعلن المنظمة الدولية بأن القوات الأميركية التي ستبقى تابعة لها. وإن نجحت الإدارة الأميركية في مسعاها فإن هذا يعني أن قسماً من ال 95000 جندي أميركي بالعراق سيبقى حتى بعد اليوم الأول من سبتمبر.
وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال الجمعة الماضية أمام جمع من نشطاء الديمقراطيين في ناشفيل عقب عودته من زيارة للعراق "قريباً سنُعيد 95000 جندي الى الوطن". وأضاف "ليس لدي أدنى شك بأننا سنفي بالتزاماتنا بإبقاء 50000 جندي، وهذا لن يؤثر على الاستقرار في العراق".
غير أن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو قال مساء الأربعاء الماضي إن قواته منشغلة حالياً بتحصين المعسكرات والاستعداد لصد هجمات ثلاث مليشيات شيعية تم تدريبها في إيران لمهاجمة أهداف أميركية في العراق.
وهذه هي المرة الثانية التي يكرر فيها الجنرال اوديرنو تحذيره هذا خلال أسبوع فقط. وتقول مصادر "تيك ديبكا" العسكرية إنه بسبب حالة التأهب القتالي التي اُعلنت داخل الوحدات الأميركية في العراق أوقفت الكثير من الوحدات استعداداتها للرحيل وأعادت انتشارها من جديد للدفاع عن القواعد الأميركية. ويبلغ عدد الجنود الأميركيين في العراق اليوم 74000 جندي. وأضافت ذات المصادر تقول إنه من غير الممكن سحب 24000 جندي بسبب التوتر مع إيران والمرشح للازدياد خلال الأسابيع الخمسة المتبقية حتى تاريخ الأول من سبتمبر المقبل.
وأشار اوديرنو بالاسم الى ثلاث مليشيات شيعية بالاسم وهي "كتائب حزب الله" و "عصائب أهل الحق" وكتيبة "اليوم الموعود". وفي تحذيره الأول تحدث اوديرنو عن مليشيات "كتائب حزب الله" ، والأربعاء الماضي ذكر اسم "كتائب القدس" والتي تُعتبر الذراع التنفيذي المخابراتي الإرهابية لحرس الثورة الإيرانية خارج الحدود.
مصادر الموقع في إيران قالت إن طهران تعارض بشدة انضواء القوات الأميركية في العراق تحت لواء الأمم المتحدة لثلاثة أسباب رئيسية وهي :
1- إذا وافق مجلس الأمن على اعتبار القوات الأميركية في العراق قوة دولية تابعة للأمم المتحدة فسيكون بإمكانهم العمل عسكرياً على تطبيق العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على إيران في منطقة الخليج العربي.
2- القيادة الإيرانية تخشى أن يكون كل ذلك مجرد خدعة أميركية تسمح لواشنطن بإبقاء قوات كافية في العراق لضرب المنشآت النووية الإيرانية. فالإيرانيون لم ينسوا ما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية مؤخراً بأن إدارة اوباما قررت إعادة وضع الخيار العسكري على طاولة البحث فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني ، ومنه التقرير الذي نشرته مجلة التايم في الخامس عشر من الشهر الجاري تحت عنوان "ضرب إيران يعود للطاولة".
3- تعلم القيادة الإيرانية جيداً – من المعلومات الاستخباراتية التي تصلها من العراق – أن إدارة اوباما قررت تقوية خطها ضد أي تدخل إيراني في العراق وبضمن ذلك التدخل السياسي. كذلك تدرك القيادة الإيرانية أن واشنطن مصممة على إقامة حكومة وحدة وطنية مدنية في بغداد يقف على رأسها كل من رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ورئيس الحزب المنتصر في الانتخابات (القائمة العراقية) إياد علاوي.
وإقامة حكومة كهذه في بغداد يعني إقصاء الإيرانيين ومؤيديهم الشيعة العراقيين المتدينين عن دوائر السلطة الجديدة في العراق. وهذه النوايا الأميركية هي التي دعت الزعيم الشيعي العراقي - الناشط من طهران – مقتدى الصدر في السابع عشر من الشهر الحالي الى الحضور لدمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد والاتفاق على خطة عمل مشتركة إيرانية – سورية – عراقية شيعية لإفشال المسعى الأميركي في بغداد. كما دعا الرئيس الأسد يوم السبت الماضي غريم الصدر إياد علاوي في محاولة للتوفيق بينهما وإحباط السياسة الأميركية.
وذكرت المصادر العسكرية للموقع أن واشنطن ودول الخليج العربية تؤمن بأن إيران ستفعل أذرعها الإرهابية في العراق ودول الخليج إذا ما تعرضت منشآتها النووية لضربة أميركية أو إسرائيلية.
أما الآن وعقب التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة في العراق تغيرت هذه التقديرات وأصبح احتمال القيام بأعمال إرهابية من قبل المليشيات الموالية لإيران أكثر من أي وقت مضى وبشكل منفصل عن ما سيحدث للبرنامج النووي الإيراني...جريدة الرياض

==========================