تظاهرة عمالية في غزة تطالب برفع الحصار واسرائيل تمكنت من استيعاب اليهود المهاجرين من الاتحاد السوفياتي

السبت، مايو 01، 2010

(ا ف ب) - شارك اكثر من الفي فلسطيني في تظاهرة قرب معبر بيت حانون (ايريز) شمال شرق قطاع غزة لمناسبة يوم العمال مطالبين برفع الحصار وانهاء البطالة.
وتمركز المتظاهرون على بعد مئات الامتار من معبر ايريز الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل شمال بيت حانون. وردد المشاركون في التظاهر التي شاركت فيها مئات النساء هتافات تدعو الى انهاء الحصار ومنها "لا لا للحصار" والى الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام في الاراضي الفلسطينية منذ منتصف 2007 عندما سيطرت حركة حماس بالقوة على القطاع بعد مواجهات دامية مع قوات السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح.
وقالت سامية (25 عاما) وهي حاصلة على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد والادارة وعاطلة عن العمل "جئنا لنسمع صوتنا للعالم بانه يكفي حصار وجوع وبطالة لسكان قطاع غزة المحاصر". اضافت الشابة "نحن نريد من السلطة الوطنية والحكومة (المقالة) هنا في غزة ومن الامم المتحدة توفير فرص عمل لنا وليس برامج بطالة .. لا نريد برامج للتسول".
وتشرف وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (الانروا) على برامج عدة لتشغيل عاطلين عن العمل في قطاع غزة للمساعدة على تخفيف نسبة البطالة المتفشية في غزة. وقال رمزي رباح القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين انه يتوجب على السلطة الفلسطينية والحكومة المقالة "العمل الفوري على انهاء الحصار والعمل من اجل استرداد الوحدة الوطنية". وفي بيان دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "للاهتمام بالعمال الفلسطينيين الذين يئنون تحت الحصار الشامل في غزة".
وفي رفح، جنوب القطاع، شارك مئات الفلسطينين في اعتصام قرب بوابة "صلاح الدين" الحدودية مع مصر مطالبين برفح الحصار وفتح المعابر خصوصا معبر رفح. واكد الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الذي نظم الاعتصام في بيان ضرورة "فتح كافة المعابر وانهاء الحصار ودعم العمال". واشار الى الاوضاع "البائسة والقاسية" للعمال الفلسطينيين في ظل الحصار المحكم الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ 2007.
***وبعد عشرين سنة على بداية هجرة اليهود من دول الاتحاد السوفياتي السابق، تمكنت اسرائيل من استيعاب اكثر من مليون شخص ساهموا في تغيير المجتمع بعمق منذ 1990.
واعرب زئيف حنين استاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان ومعد تقرير حول الهجرة عن ارتياحه لان "دراساتنا تفيد ان 90% من المهاجرين من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق يقولون انهم اندمجوا في المجتمع الاسرائيلي".
وبعد ان اشار الى ان هذه النسبة اكبر بعشرة في المئة مما كانت في العام 2000، رأى ان "هذا يدل على ان هذه المجموعة تشعر على مر الزمن اكثر فاكثر انها اسرائيلية". واستقر في اسرائيل منذ سقوط الستار الحديدي اكثر من مليون مهاجر من الجمهوريات السوفياتية سابقا. وشكل ذلك تحديا كبيرا للمجتمع الاسرائيلي الذي تعين عليه استيعاب ما يعادل خمس سكانه في مطلع التسعينيات. كما انه تحد للمهاجرين اليهود انفسهم القادمين من الاتحاد السوفياتي السابق.
وقالت وزيرة الاستيعاب صوفا لاندفر التي قدمت من ليننغراد (سان بطرسبورغ) سنة 1979 ان "المهاجرين الروس عانوا من صعوبات جمة. فقد كانوا لا يجدون عملا يناسب مؤهلاتهم وبعد عشرين سنة ساهموا في تغيير عميق في المجتمع الاسرائيلي". وتفيد وزارة استيعاب المهاجرين ان 25 الف طبيب وستة الاف عالم استقروا في اسرائيل منذ 1990.
وفي حفل اقيم الثلاثاء في منزل الرئيس الاسرائيلي في ذكرى بمرور عشرين سنة على بداية هذه الهجرة شدد شيمون بيريز على "المساهمة الهائلة" للمهاجرين من الشرق. وقال امام مئتي مدعو مدعي من نخبة المهاجرين اليهود الى اسرائيل "انكم ساهمتم في تطوير مستوى التربية والابحاث والفنون والرياضة والطب والاداب".
وروى بوريس غلفاند الذي قدم من بيلاروسيا سنة 1998 وهو وصيف بطل العالم في الشطرنج لوكالة فرانس برس ان في شبابه في الاتحاد السوفياتي "كان حلم العيش في اسرائيل ممنوعا (...) وتمثيل بلدي اليوم في بلدان العالم حلم يتحقق". وبمبادرة من ارييل شارون الذي كان وزير البناء حينها، شيدت الاف المنازل لاستقبالهم.
وخلال 2010 تجاوز عدد المهاجرين من الاتحاد السوفياتي سابقا، نصف سكان مستوطنة ارييل (الضفة الغربية) بينما في اشدود (جنوب تل ابيب) خامس مدينة في اسرائيل، فواحد من كل ثلاثة من سكانها ناطق بالروسية. واقتحم "الروس" الساحة الساسية الاسرائيلية سنة 1996 عندما اسس المنشق ناتان تشارانسكي حزب "اسرائيل بعليا" (الصعود الى اسرائيل).
وبعد اندماجه بالليكود فقد حزب تشارانسكي نفوذه سنة 1999 عندما اسس افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الحالي من اصل مولدافي "اسرائيل بيتنا" اكثر تطرفا في اليمين واصبح اليوم ثالث حزب سياسي يمثله 15 نائبا واربعة وزراء. وقال حنين ان "خلافا للهجرات السابقة احتفظ المهاجرون الروس بنمط حياتهم سيما لان المجتمع الاسرائيلي اصبح اكثر انفتاحا على الثقافات الاخرى".
وقال ان "هذه الهجرة انصهرت في مجتمع اسرائيلي ومنحت دولة اسرائيل خصوصياتها". وفي تاكيد هذا الواقع قالت الراقصة حنان ارونوف التي وصلت في الثامنة عشر من عمرها، مشددة على هويتها الاسرائيلية "لست مهاجرة بل اسرائيلية من اصل روسي".
=======================================