مسؤول دولي : الجفاف يهدد ملايين الصوماليين بالنزوح

السبت، مايو 08، 2010

السوسنة :قال رئيس مكتب الصومال التابع لدائرة المساعدات الإنسانية التابة للمفوضية الأوروبية (الإيكو) فيليب رويان أن " غياب الأمن المستمر في الصومال يدفع بالكثير من الناس إلى الفرار من منازلهم والبحث عن ملاجئ في أماكن أخرى من البلد أو إلى النزوح عبر الحدود إلى الدول المجاورة. ولكن لم يعد النزاع هو العامل الوحيد الذي يتسبب بنزوح الناس في الصومال. فقد حل بالبلد جفاف شديد سنة 2009، حرم الكثير من المعتاشين من الرعي من مصدر بقائهم في الأرض. واضطروا للتخلي عن سبيل رزقهم المعتاد ويتوجهون الآن إلى البلدات سعيا وراء دعم إنساني ".وكان معه الحوار التالي :
السؤال: ما هو الوضع الحالي بخصوص أعداد الأفراد المنزحين داخليا في الصومال؟
فيليب رويان: تشير الإحصائيات الأخيرة التي أصدرتها الأمم المتحدة أن عدد المنزحين داخليا في الصومال يصل إلى 1.4 مليون نسمة. معظمهم يتركزون حول مقاديشو حيث تقع أشرس النزاعات. يأوى ممر الأفغوي إلى الغرب من العاصمة نحو 360 ألف نسمة، وهو أكبر تركيز للمنزحين داخليا في البلد. وهناك أعداد كبيرة من الفارين في أقاصي الشمال. لقد توجهت مؤخرا إلى غاروي في بونتلاند، وهي تبعد قرابة 1500 كيلومترا إلى الشمال من مقاديشو حيث يعيش ستة آلاف نسمة في ظروف مجحفة منذ ثماني سنوات، ومنهم ألفان يعيشون في 11 مأوى متنقل للنازحين. فر بعض هؤلاء لوجود بعض أقاربهم، ولكن آخرين أخبروني بأنهم هربوا لأنهم أرادوا الابتعاد عن القتال قدر الإمكان.
السؤال: ما حجم مشكلة النزوح الداخلي بين الرعاة؟
ف. ر. الغالبية العظمى من المنزحين داخليا في الصومال فروا من منازلهم بسبب تواصل النزاع الداخلي وانعدام الأمن الشديد. ولكننا بدأنا نلحظ أعدادا متزايدة ممن الرعاة الذين أجبروا على التخلي عن سبل عيشهم التقليدية بسبب القحط الذي ألم بالصومال سنة 2009. ويصعب أن نعرف عدد الرعاة المنزحين في الصومال حاليا نظرا لقلة المؤسسات الإنسانية نتيجة للصراع. ما نعرفه هو أن هؤلاء الناس ينتقلون الآن إلى المدن لتأمين الطاعم والماء والمأوى وغير ذلك من الخدمات.
السؤال: لماذا تسبب الجفاف بخروج الكثير من الرعاة؟
ف. ر. عندما يعصف قحط شديد فإنه يؤدي إلى وفاة الحيوانات، وهي رأس مال الرعاة ومصدر رزقهم. وبدون المطر، لا يعود هناك مراعي أو مياه لسقي الحيوانات فتموت حتما. لقد التقيت بعائلة من الرعيان الفارين في بوتينلي في بونتلاند. وقد كانوا يمتلوكون 400 رأس غنم وماغز بالإضافة ل 50 رأس جمل، ولكن بعد الجفاف العام الماضي لم يتبقى لهم سوى 50 رأس غنم وجمل واحد. متوسط عدد رؤوس الحيوانات التي تلزم العائلة الرعوية للعيش هو نحو 80 رأسا. لم يعد بإمكان تلك العائلة البقاء والصمود ولهذا انتقلت إلى بوتينل حيث يعيشون في مأوى تغطيه الملابس الرثة وبعض أغطية النايلون.
السؤال: كيف تتم مساعدة هؤلاء الرعاة؟
ف. ر. لدى دائرة المساعدات الإنسانية للمفوضية الأوروبية برنامجا بقيمة 35 مليون يورو (50 مليون دولار) في الصومال لسنة 2010. في بوتينل، نقدم من خلال شركائنا، أطباء بيطريون بلا حدود، خدمات بيطرية للمحافاظة على صحة وإنتاجية الحيوانات وتقديم المساعدة النقدية لإنفاقها على الخدمات البيطرية الأخرى. في المجموع، سوف يستفيد نحو 300 أسرة من الرعاة من هذا الدعم الأوروبي.
سؤال: هل تشعرون بالتفاؤل بين المنزحين داخليا الذين التقيتموهم في الصومال؟
ف. ر. الرعاة الفارون يقولون بأنهم لن يعودوا إلا إذا استعادوا رؤوس ماشيتهم. وهذا يعتبر تحديا نظرا لكثرة انتشار حالات الجفاف بحيث لم تعد وسائل التأقلم التقليدية صالحة. ينتظر هؤلاء النازحون انتهاء الصراع في الصومال حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم ولكن لا أحد يعرف متى سيتم ذلك. في الوقت ذاته، تعمل المؤسسات الإنسانية بجد ودأب لتصل إلى المناطق التي لم يصلها الصراع. في غارو، سوف يبدأ النازحون بتلقي مواد للمأوى وأغذية وخدمات صحية. ولكن مع الأسف هناك الكثير من المناطق التي يستعصي علينا الوصول إليها وحيث يسكن بعض هؤلاء النازحين.
======================================