الناصريون يتحاورون مع الاخوان.. وانتقاد البرادعي للحقبة الناصرية 'تلطيش سياسي'

الخميس، مايو 06، 2010

ـ'القدس العربي' ـ من حسنين كروم:الأحزاب السياسية والحوار الذي دار بين الإخوان المسلمين وحزب العربي الديمقراطي الناصري الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية، وهو الحوار الذي قال عنه زميلنا وصديقنا ونائب رئيس الحزب أحمد الجمال في 'العربي': استطعنا مجموعة الإخوان في الحوار ومجموعة الناصري أن نتجاوز كل ما ينكأ الجروح أو يفتح جدلا عقيماً، وركزنا على ما من شأنه أن يخدم مصلحة الوطن حيث قلت اننا مع القاعدة الذهبية التي تؤكد أنه حيثما تكون مصلحة الأمة فثم شرع الله، والقاعدة الأخرى التي تؤصل لأن 'درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة' وقلت اننا لا نقبل من أحد القوامة على ديننا لأننا لا نقبل لأنفسنا القوامة على دين أو وطنية أحد، وقلت كذلك إن مرجعيتنا هي الدستور والقانون والمواطنة الحقة التي لا تميز بين الناس بسبب من دين أو مذهب أو طائفة أو جهة أو عرق أو أيا كان السبب، وتعطي الحق لكل من هو مواطن مصري ذكرا كان أم أنثى في تولي كافة المواقع والمناصب بما فيها الولاية العظمى أي الرئاسة، وقلت اننا مع الشرعية الدستورية لأن الأحزاب جزء منها واننا ضد أي استقواء بالخارج بين أطراف المعادلة السياسية المصرية، وقلت اننا لا نفصل مطلقا بين الإصلاح السياسي وبين العدل الاجتماعي الذي يحققه نظام اقتصادي لا مجال فيه للاحتكار والنهب والفساد.وللحقيقة فان السادة الأفاضل الذين مثلوا الإخوان المسلمين في الحوار لم يختلفوا على أي نقطة، ولكنهم أكدوا أن مرجعيتهم إسلامية وليست مرجعية دينية، وأنهم مع الدولة المدنية والمواطنة وضد الصهاينة والاستعمار.أنني أؤكد أن العبرة ليست بالحوارات والنوايا الطيبة والمصافحة وعناقات الأخوة والمحبة، وإنما بالتطبيق الفعلي على أرض الواقع ومن هنا يمكن أن يتواصل الحوار للوصول إلى نقاط اتفاق برنامجية تحدد مجالات التوافق والتعاون ومجالات الاختلاف والصراع'.كما نشرت مجلة 'روزاليوسف' حديثا لصديقنا المحامي والنائب الأول لرئيس الحزب سامح عاشور أجرته معه زميلتنا الجميلة نعمات مجدي، قال فيه: 'ليست هناك أي علاقة بيننا وبينهم ولكن أي تنظيم أو حزب سياسي دائماً يبحث من وقت لآخر عن حوارات مع الأطراف الأخرى في المعركة السياسية، فلا أحد يستطيع أن يتحرك بمفرده في هذا المناخ، وبالتالي فمن الطبيعي أن يحدث تواصل بين الأحزاب والقوى الأخرى ويتحاوروا معهم حتى يصلوا إلى نقاط اتفاق خصوصاً أن معظم القضايا المطروحة ليست خلافية وإنما معظمها قضايا إصلاحية تتعلق بإصلاح الدستور والقوانين.في البداية نحن رحبنا بوجود البرادعي وغيره على الساحة وقلنا إن هذه الساحة تتحمل مئات البرادعية، بمعنى مئات الشخصيات التي تساهم في تحريك المناخ وتحسينه من أجل الإصلاح، ولا نزال نرحب به وبغيره ولا نعتبر وجوده مخالفاً للعمل السياسي خاصة أن المحيطين به نخبة من الحزبيين السابقين أصحاب المواقف السياسية المعلنة.أما ما قاله عن الحقبة الناصرية فهو 'تلطيش سياسي' لأنه لا يعرف أساساً أي شيء عن الحقبة الناصرية، هو تخرج في العهد الناصري وحصل على ليسانس الحقوق، وعين في وزارة الخارجية وهي وزارة سيادية لا يعين فيها أي شخص، ولو كان النظام يحاسب المواطنين على مواقف أدائهم السياسية لم يكن محمد البرادعي دخل وزارة الخارجية لأن والده المرحوم النقيب 'مصطفى البرادعي' كان من غير المؤيدين لثورة يوليو، ومع ذلك دخل ابنه وزارة الخارجية، لكننا لسنا في المقابل ضد تقييم أي مرحلة بما فيها مرحلة عبدالناصر فليس 'عبدالناصر' إلهاً أو نبياً، وبالتالي قضية نقده يجب أن تكون في الإطار الموضوعي، ونحن لدينا القدرة للرد عليه وعلى غيره.وليأتي لنا ويحدثنا عن تجربة 23 يوليو التي حولت نظام الحكم من ملكية لنظام جمهوري، ومن نظام شبيه بالإقطاعي الى نظام اشتراكي فكل هذه التحولات بلا شك أسفرت عن الآلاف من المصانع، وبنت السد العالي، وساهمت في تحرير الكثير من الدول العربية. إذا كان البرادعي يعتبر كل هذه الأشياء جرائم فنقول له لقد أخطأت لأن الواقع في النهاية واضح'
======================================