'بركان' المغربية ترفع شعار 'الماء من أجل الأرض'

الأحد، أبريل 04، 2010

بركان (المغرب) – من محمد التفراوتي
تشكل المياه القلب النابض للإنسانية جمعاء وعاملا مهما في ظهور الحضارات ونموها للدور الذي يلعبه الماء في استقطاب الأفراد والجماعات وممهد لإقامة المجتمع وإرساء أسسه وإيجاد اللبنة الأولى لقيامه من خلال إقامة التجمعات السكانية بالقرب من الموارد المائية.
ولم تتوقف حاجة الإنسان للمياه عند حدود الاستعمال الشخصي بما يمثله من حجر الزاوية مع الهواء في بقاء الحياة ولا عند أهمية الاستقطاب والتجمع، بل تعدته لتشمل كل مجالات الحياة في النقل والزراعة والصناعة وتربية الحيوانات وغيرها.
وتمتد المياه على أكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية لكن الصالح منها للاستخدام يبقى ضئيلا مع تزايد الطلب. مما يجعل الوضع المائي مبعث قلق دولي انعكس وبشكل واضح في عدة مناسبات وفي عدة مؤتمرات قاربت إشكالية الماء، من قبيل مؤتمر قمة الأرض "ريوديجانيرو" في البرازيل ومؤتمر برلين ومؤتمر السكان في القاهرة ثم مؤتمر اسطنبول وكوبنهاكن وغيرها من المؤتمرات التي تكررت فيها تحذيرات الأمم المتحدة للعالم من نقص المياه والتلوث البيئي.
ويحتفل العالم منذ 1993، مباشرة بعد قمة الأرض بريو ديجانيرو، كل 22 مارس باليوم العالمي للماء وقد كرست لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية اليوم العالمي للماء لعام 2010 لموضوع نوعية المياه وذلك تحت شعار "المياه النظيفة من أجل عالم صحي".
وبمناسبة الاحتفال بهذه الذكرى في مدينة بركان (شمال شرق المغرب)، يؤكد الدكتور عبد اللطيف الخطابي منسق مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية "ا سي سي ام ا" على إذكاء الوعي بشأن استدامة نظم إيكولوجية صحية ورفاهية الإنسان من خلال التصدي للتحديات المتزايدة في مجال إدارة المياه وتسليط الضوء على نوعية المياه وذلك بتشجيع الحكومات والمنظمات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم على الاضطلاع بأدوار استباقية بشأن هذه المسألة والقيام بأنشطة من قبيل منع التلوث وأنشطة التنظيف والإصلاح.وذلك من خلال تشخيص المشهد المائي بإقليم بركان، والوقوف على وضعية المياه الجوفية والسطحية والاستعمال الرشيد للمبيدات والمواد الكيماوية والنفايات الصلبة.
وقال الخطابي عن المدرسة الغابوية للمهندسين "إننا جميعا مدعوون للعمل بشعار 'فكر كونيا وأنشط محليا' لتحميل مسؤولية حماية البيئة للإنسان فردا ومجتمعا. ففضلا عن المسؤوليات التي تتحملها الدول، يلعب الأفراد والجماعات المحلية والمجتمع المدني دورا أساسيا في العمل على منع التلوث والحفاظ على جمال البيئة ونقائها".
وأفاد عبد الرزاق المنصوري الكاتب العام لعمالة "بركان" على وجوب توعية المواطنون بأهمية تثمين الماء وندرته وضرورة مواجهة الوضع الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، من خلال تعبئة حقيقية بتوفير المعطيات حول أزمة المياه والمساءلة العامة. داعيا إلى اعتبار شعار الاحتفال بالمدينة "الماء من الأرض؟"، مضيفا "هنا بركان فلنتحرك جميعا إلى أن يكون فضاء للتفكير في حلول عملية لتحسين الوضع الحالي".
وذكّر بالعمل على تكريس الاحتفال بهذا اليوم العالمي وفق سياق وطني عبر أنشطة ملموسة تبث الوعي العام من خلال أفلام وثائقية والمنشورات والمؤتمرات والموائد المستديرة، وحلقات دراسية تقارب مجال حفظ وتنمية الموارد المائية وتنفيذ توصيات جدول أعمال مذكرة 21.
وسرد الكاتب العام لعمالة بركان مختلف البرامج التي أجريت على المستوى الإقليمي من أجل التصدي للمشاكل ذات الصلة بالمياه بما في ذلك استخدام المياه في الزراعة والإدارة المستدامة، وقضايا المياه السطحية وذلك للنفايات السائلة ومياه الصرف الصحي.
واستعرض الدكتور عبد اللطيف الخطابي نتائج الدراسات على التكيف مع تغير المناخ في منطقة الشاطئ المتوسطي الشرقي التي أظهرت أن أكثر من 75 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع أكدوا على أن تغير المناخ يحدث بالفعل.
وقال الخكابي إن 63 بالمئة عبّرواعن قلقهم بشأن تغير المناخ "ذلك أن هذه التحقيقات قد تنطوي على مجموعة متنوعة من الناس بما في ذلك المديرين والطلاب والصيادين والمعلمين، وأظهرت الدراسات أن معظم الناس الذين شملهم الاستطلاع أكدوا وجود آثار تغير المناخ على المنطقة والجفاف وتدهور الزراعة والأمراض التي تصيب الإنسان. رغم أن مفهوم تغير المناخ غير مستوعب جيدا من قبل السكان المحليين".
وعالج محمد داندان خلال مداخلته "الإدارة الرشيدة للمياه في إقليم بركان" إمدادات المياه والصرف الصحي الإقليمي ومحاور البرنامج الاستثماري للمكتب الوطني لمياه الشرب في المنطقة الشرقية المتمثلة في استدامة وتعزيز البنية التحتية وتوسيع نطاق الحصول على المياه الصالحة للشرب في المناطق الريفية والمساهمة في حماية البيئة .
وتناول كينافو أمونو من المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين تأثير النشاط البشري على الكثبان الرملية الساحلية عند مصب ملوية وتدابير إعادة التأهيل المقترحة. مبرزا نتائج دراسته التي ركزت على تقييم نقاط الضعف على الكثبان الرملية بمصب ملوية، مع تقييم مستويات مختلفة من الضعف في الكثبان الساحلية بفعل الأنشطة البشرية واقتراح تدابير إعادة التأهيل للتخفيف من آثار تغير المناخ على مصب ملوية.
وذكّر بكون الساحل يتعرض للتهديد بفعل التآكل الساحلي على الضفة اليسرى إلى حد تدمير تثبيت الكثبان المثبتة مما يستوجب التدخل لتنفيذ إجراءات التكيف من خلال حماية الكثبان السواحلية من التآكل والتدهور.
وقدم عبد الهادي بنيس رئيس نادي البيئة بجمعية رباط فتح في سياق محور تأثر الموارد المائية والتنمية المستدامة ومجال الاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي والاستهلاك، مشيرا الى الأزمة المالية العالمية والعولمة وأزمة الطاقة والأزمة الناجمة عن تغير المناخ في البيئة والتنمية المستدامة خصوصا أزمة الغذاء العالمية.
واستعرض مجالات الإنتاج الزراعي والصناعات الزراعية وتطور مفاهيمها تبعا للزراعة التقليدية والايكولوجيا الزراعية، داعيا إلى إيلاء أهمية كبيرة لمجال الايكولوجيا الزراعية وتطوير وظائفها المتخصصة مع الإدارة السليمة للمبيدات.
وتناول عبد الرحيم بوطالب المنسق الوطني لمشروع مكافحة التصحر في مرتفعات المنطقة الشرقية عملية جمع مياه الأمطار في المرتفعات الشرقية والعمل لمكافحة التصحر والحد من الفقر، مستعرضا إشكالات المنطقة ومجالات تدخل المشروع لمكافحة التصحر الذي يغطي السهول الشرقية.
وقال إن المنطقة تعتمد على الزراعة كنشاط رئيسي مع قلة سقوط الأمطار فضلا عن تربية الماشية من الأغنام والماعز بحوالي 1.5 مليون رأس، ما يستوجب جمع مياه الأمطار من خلال جمع وتخزين وحفظ مياه السطحية لتلبية الاحتياجات الزراعية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.
وأوصى المشاركون في الندوة الحفاظ على الموارد المائية وضرورة تنفيذ مشروع محطة الأرصاد الجوية وتغيير حجم محطة معالجة المياه وتسريع أشغال الصيانة بمدينة السعيدية من قبل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وتنفيذ فعال لقانون المناطق الساحلية وإنشاء دار البيئة وأخد بعين الاعتبار الإدارة المعقلة للنفايات الصلبة وللمياه.
ودعى إلى وجود تنمية للسياحة مع مراعاة البيئة وتطوير مفهوم الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية وترشيد استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية ومراقبة المنتجات الزراعية المستهلكة محليا ، مع أخذ في الاعتبار الدراسات الاجتماعية من قبل مكاتب استشارية وتنفيذ مشاريع الصرف الصحي والاندماج في مشاكل مطرح النفايات بالمدن. --ميدل ايست اونلاين
=====================================