حماده عوضين يكتب : دموع على الاطلال
وقفت " فايزة" تتأمل المباني الخرسانية التي ابتلعت جميع الأراضي الصالحة للزراعة بالقرية...انهمرت دموعها على وجنتيها فهى تعشق الأراضي الزراعية التي أعانتها على تخطي الصدمة بعد وفاة زوجها وتربية بناتها الثلاثة...فقد زرعت الحقل بجميع انواع المحاصيل الزراعية منذ أن توفي زوجها مسعود متأثرا بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي حتى أنها تفوقت على الرجال فى هذا الأمر ...فلم يقهرها المرض الذي قضى على كثير من البيوت قبل حياة الزوج الذى خلف لها وهى في الثلاثين من عمرها ثلاثة بنات وفقر مدقع ولم ينتزعها من تلك الازمة التي كادت تعصف بها وبأسرتها الصغيرة سوى ورثها من والدها وهو فدان من أجود الأراضي الزراعية...ظلت تكافح حتى أدت رسالتها نحو تربية وتعليم بناتها ...فها هي "رشا" طبيبة اطفال مشهود لها بالخبرة في علاج حساسية الصدر والربو للاطفال...فحين تخرجت شقيقتها "عبير" من كلية العلوم..والصغيرة"هدى" طالبة في المرحلة الثالثة في كلية الحقوق جامعة المنصورة...غادرت "فايزة" بعد أن مسحت دموعها فالحقل لم يعد يتضح منه سوى الرمل والزلط والطوب والاسمنت...!!!....
