حماده عوضين يفتح خزانة اسرار الروائي الصيني مو يان بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب

السبت، أكتوبر 13، 2012



فاز الروائي الصيني مو يان الخميس بجائزة نوبل للآداب للعام 2012 مكافأة على اعمال يصف فيها بواقعية تاريخ بلاده المضطرب وتمسكه بمسقط رأسه في شرق الصين حيث ترعرع. وقالت لجنة نوبل أن مو يان "يدمج قصصا شعبية بالتاريخ والحاضر، بواقعية مهلوسة".
أسماء'الفائزون'في'السنوات الخمس عشرة الاخيرة:
- 2012: مو يان (الصين)
- 2011: توماس ترانسترومر (السويد)
- 2010: ماريو فارغاس يوسا (البيرو)
- 2009: هيرتا مولر (المانيا)
- 2008: جان ماري غوستاف لو كليزيو (فرنسا)
- 2007: دوريس ليسينغ (بريطانيا)
-'2006:'اورهان'باموك'(تركيا)
-'2005:'هارولد'بنتر'(بريطانيا)
-'2004:'الفريدي'يلينيك'(النمسا)
-'2003:'جون'ماكسويل'كوتزي'(جنوب'افريقيا)
-'2002:'ايمري'كرتيس'(المجر)
-'2001:'في.اس.'نايبول'(بريطانيا)
-'2000:'غاو'سينجيان'(فرنسا)
- 1999 غوتنر غراس (المانيا)
- 1998: جوزيه ساراماغو (البرتغال)

لم يكن اسم الكاتب الصيني مو يان على رأس قائمة المرشحين الذين تتكهن الاوساط الادبية العالمية بفوزهم بجائزة نوبل للآداب هذا العام ولكنه كان من بينهم، فلا يعتبر فوزه، والحال، قلباً للتوقعات أو خرقاً تاماً لها كما حصل مع أكثر من اسم من الأسماء التي فازت بها على مدار سني الجائزة التاسعة بعد المئة.
أسماء عديدة قد تكون شعرت بخيبة الأمل لعدم حصولها على جائزة صارت تعتبر اليوم مقياسا للجودة والعالمية، فضلا، بالطبع عن قيمتها المالية ومن ضمنهم رائيون وشعراء يستحقون هذا التكريم بالفعل مثل الروائي التشيكي ميلان كونديرا والاسباني خوان غويتسلو والالباني اسماعيل قدري ومن الشعراء العربي أدونيس والامريكي جون آشبري إلخ. وبذهاب الجائزة هذا العام للصيني (غير المنشق) مو يان تكون الصين، هذه القارة الهائلة بشراً وجغرافيا وثقافة، قد حصلت عليها للمرة الثانية في تاريخ الجائزة بعد منحها لـ غاو سينجيان الحاصل على الجنسية الفرنسية العام 2000. الا ان الاوساط الصينية الرسمية لم ترحب بذلك الخبر فيما تكتمت عليه وسائل الاعلام الرئيسية نظرا لكونه من المعارضين للنظام الصيني. وفي بيانها الذي اعلنت فيه فوز مو يان قالت الاكاديمية السويدية التي تشرف على منح جوائز نوبل أن اعمال يان تتصف 'بواقعية تاريخ بلاده المضطرب وتمسكه بمسقط رأسه في شرق الصين حيث ترعرع'.
وقالت لجنة نوبل إن مو يان 'يدمج قصصا شعبية بالتاريخ والحاضر، بواقعية مذهلة'.
الاسم: لا تتكلم!
ولد مو يان العام 1955 وترعرع في غاومي في مقاطعة شاندونغ في شرق الصين على ما أوضحت الاكاديمية السويدية. وقال السكرتير الدائم للاكاديمية السويدية بيتر انغلوند للتلفزيون السويدي إن الاكاديمية اتصلت بمو يان 'فكان عند والده وكان سعيدا للغاية وخائفا'. والاسم الاصلي للكاتب هو غوان مويه والاسم الذي يستخدمه للكتابة اي 'مو يان' يعني 'لا تتكلم'. وقد اختار هذا الاسم المستعار بمناسبة صدور اول رواية له بعنوان 'الفجلة البلورية' (1986) حول طفل يرفض الكلام ويروي الحياة الريفية كما عاشها الكاتب في طفولته. وهو بات الان من أشهر كتاب الصين، لكنه تعرض للانتقاد من قبل كتاب صينيين آخرين لقربه المفترض من النظام في بكين وعدم دعمه للكتاب المنشقين.
لكن الاكاديمية السويدية تفيد في بيانها أن 'أنشودة الثوم الفردوسي' (1988) والكتاب الساخر 'بلد الكحول' (1992) 'اعتبرا هدامين (في الصين) بسبب انتقادهما اللاذع للمجتمع الصيني المعاصر'.
وقد اشتهر في الغرب بفضل الفيلم 'الذرة البيضاء الحمراء' (1987) المقتبس عن روايته التي تحمل عنوان 'عشيرة الذرة البيضاء'. وقد فاز الفيلم بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين العام 1988. وتطبع اعماله واقعية قد تصل الى حد العنف وتتناول كل التغيرات المفاجئة التي مرت بها الصين قبل الحقبة الشيوعية وخلال الاجتياح الياباني والثورة الثقافية وفترات اخرى مضطربة في ظل النظام الشيوعي. ويشكل كتاب 'فينغرو فيتون' (1996) ملحمة تاريخية تصف الصين في القرن العشرين انطلاقا من قصة عائلة وتراوح بين مأساة التاريخ ورؤى اباحية من خلال مراقبة شخصيات بلدة لا يتمتعون جميعا بالاتزان الكافي ومن بينهم طفل ولد من مزارعة صينية وقس سويدي. وقالت الاكاديمية 'اقام مو يان من خلال الجمع بين الخيال والواقع وبين البعد التاريخي والاجتماعي، عالما يذكر من خلال تعقيداته بعوالم كتاب مثل وليام فولكنر وغابريال غارسيا ماركيز، مع جذور ضاربة في الادب الصيني القديم وتقليد القصة الشعبية'.
وقال غوران ملمكفيست الخبير في الادب الصيني في الاكاديمية لمحطة التلفزيون السويدي 'إنه من أفضل خيارات الاكاديمية السويدية، لانه رائع'.
والى جانب الروايات اصدر عددا كبيرا من الكتب في فن الاقصوصة ومحاولات ادبية في مواضيع مختلفة.
وقد فاز بالجائزة العام الماضي الشاعر السويدي توماس ترانسترومر.
وبسبب الازمة الاقتصادية، خفضت مؤسسة نوبل قيمة الجائزة من عشرة الى ثمانية ملايين كورونة سويدية لكل جائزة. ويتسلم الفائزون جائزتهم خلال مراسم رسمية تقام في ستوكهولم في العاشر من كانون الاول/ديسمبر في ذكرى وفاة مؤسس هذه الجوائز الفرد نوبل في العام 1896.
الإعلام الرسمي يشيد بـ'أول مواطن صيني' يفوز بجائزة نوبل للأدب
أشادت وسائل الإعلام الصينية الرسمية أمس الخميس بالكاتب مو يان الفائز بجائزة نوبل في الأدب لعام 2012، واعتبرته 'أول مواطن صيني' يفوز بالجائزة . ولم تشر التقارير إلى الكاتب المعارض المعتقل ليو شياوبو الذي فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2010 أو الكاتب الصيني المعارض المنفي جاو شينجيان الذي فاز بجائزة نوبل للأدب عام 2000 كمواطن فرنسي. واحتلت أنباء فوز مو يان بالجائزة أمس صدارة التقارير في 'تليفزيون الصين المركزي'، فيما نقلت وسائل إعلام أخرى عن مو يان القول إنه 'شعر بسعادة غامرة وخوف' عندما أبلغته الأكاديمية السويدية بفوزه بالجائزة عبر الهاتف من استوكهولم. وقال هان هان، وهو كاتب وناقد بجامعة ووهان في وسط الصين، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الإنجاز الذي حققه مو يان بعد 'شرفا للكتاب الصينيين'.
الأكاديمية السويدية تشيد بالكاتب الصيني الفائز بجائزة نوبل في الأدب
هذا وأشادت الأكاديمية السويدية في ستوكهولم بالكاتب الصيني مو يان وقالت إن له أسلوبا مميزا وإنه استلهم أفكاره من الخلفية الخاصة به. وقد فاز مو يان بالجائزة لمزجه 'القصص الشعبي والتاريخ والمعاصرة بشكل واقعي'. وقال المتحدث باسم لجنة التحكيم، بيتر إنجلوند، في تصريحات لقناة 'إس.في.تي' التليفزيونية السويدية بعد دقائق من إعلان فوز مو يان بالجائزة 'إنه يكتب بلغة مدهشة للغاية'. وأضاف بالقول 'بإمكانك الاطلاع على نصف صفحة من كتاباته لكي تعلم، إنه هو .. يكتب بوحي من خلفيته الخاصة'. كان إنجلوند قال في تصريحات لمحطة 'إس.أر' السويدية الإذاعية عن مو يان :'إننا أمام تأليف فريد من نوعه يمنحنا نظرة فريدة إلى محيط فريد'. وتابع إنجلوند أن مو يان 'مزيج من فوكنر وتشارلز ديكنز ورابيليه'. وذكر إنجلوند أن الكاتب الصيني يصف عالما قرويا في جزء من الصين، غريب عن معظم الأجزاء الأخرى، وأضاف 'مو يان ليس مجرد مثقف منحدر من هناك لكنه شخصيا جزء من (هذا العالم)'.
ومن المقرر تسليم جوائز نوبل في العاشر من كانون ثان/ديسمبر المقبل، بالتزامن مع ذكرى وفاة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل.
وفاز بجائزة نوبل في الأدب العام الماضي الشاعر السويدي توماس ترانسترومر.
جائزة نوبل وقائع وارقام
من هو الاكبر سنا بين الفائزين بجائزة نوبل؟ او اصغرهم؟ وكم هو عدد النساء الفائزات؟ في ما يلي بعض الردود على هذه الاسئلة بحسب مؤسسة نوبل:- رقم قياسي لجائزة نوبل: سجل العام 2011 رقما قياسيا في عدد المرشحين لجائزة نوبل للسلام مع 241 مرشحا. ومن بين الأسماء هناك 53 منظمة. وباستثناء الفائزين، لن يتم الكشف عن هذه الأسماء إلا بعد خمسين عاما.- رفض تسلم جائزة نوبل: رفض فائزان تسلم جائزتيهما وهما الفرنسي جان بول سارتر الذي رفض تسلم جائزة نوبل للآداب سنة 1964 ورئيس الحكومة الفيتنامي لو دوك تو الذي رفض تقاسم جائزة نوبل للسلام في العام 1973 مع وزير الخارجية الأميركية هنري كيسينجر. من جهة أخرى منع أدولف هتلر ثلاثة فائزين ألمان من تسلم جوائزهم وهم ريتشارد كوهن (كيمياء 1938) وأدولف بوتينانت (كيمياء 1939) وغيرهارد دوماك (طب 1939). كما ان الحكومة السوفياتية اجبرت بوريس باسترناك على رفض جائزة نوبل للآدب سنة 1958. - جائزة نوبل لمسجونين: ثلاثة فائزين بجوائز نوبل كانوا في السجن لحظة إعلان فوزهم وهم المناضل من أجل السلام والصحافي الألماني كارل فون اوسييتزكي (1935) والمعارضة البورمية آونع سان سو تشي (1991) والمنشق الصيني ليو شياوبو (2010).وقد توجهت اونغ سان سو تشي في حزيران/يونيو 2012 الى اوسلو حيث تمكنت اخيرا من القاء خطاب قبولها الجائزة بعد اكثر من عشرين عاما على منحها اياها.
- جائزة نوبل للاكبر سنا: في سن التسعين كان الأميركي من أصل روسي ليونيد هورويكس الحائز جائزة نوبل للاقتصاد سنة 2007 الفائز الأكبر سنا عند تسليم جوائز نوبل. وقد توفي في حزيران/يونيو 2008 أي بعد أشهر قليلة من تسلمه جائزته. وفي السنة نفسها، نالت الأديبة البريطانية دوريس ليسينغ جائزة نوبل للآدب في سن ال87.- أصغر فائز بجائزة نوبل: البريطاني لورنس براغ هو الفائز الاصغر بجائزة نوبل. فقد تشارك في سن ال25 جائزة نوبل للفيزياء سنة 1915 مع والده وليام.- الفائزين بجائزة نوبل فوق سن المئة: تعتبر الايطالية ريتا ليفي مونتالتشيني الحائزة جائزة نوبل للطب سنة 1986 الفائزة الأكبر سنا (103 عاما) والمعمرة الوحيدة التي لا تزال على قيد الحياة. وقد كرمت لاكتشافاتها المتعلقة بعوامل النمو. - جائزة نوبل في العائلة الواحدة: تتمتع عائلة كوري الفرنسية بتاريخ حافل بجوائز نوبل. فسنة 1903، حاز الثنائي بيار وماري كوري جائزة نوبل للفيزياء. وسنة 1911 حازت ماري كوري وهي المرأة الأولى التي تفوز بجائزة نوبل، جائزة جديدة في مجال آخر هو الكيمياء فأصبحت المرأة الوحيدة التي تتسلم جائزتين. وسنة 1935، فازت ابنتها ايرين جوليو كوري وزوجها فريديريك جوليو بجائزة نوبل للكيمياء. وتزوجت شقيقة ايرين الصغرى إيف كوري من هنري ريتشاردسون لابويس الذي استلم سنة 1965 وبصفته مدير اليونيسف جائزة نوبل للسلام باسم هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة.- جائزة نوبل والمرأة: 44 امرأة بينهم ماري كوري الفائزة مرتين، من اصل 786 رجلا، فزن بجوائز نوبل منذ إطلاقها سنة 1901. ولم تفز امرأة بجائزة نوبل للاقتصاد قبل العام 2009 عندما نالت الأميركية ايلينور أوستروم هذه الجائزة. أما جائزة نوبل للفيزياء فمنحت إلى امرأتين فقط مقابل 188 رجلا فيما لم تفز أية امرأة بهذه الجائزة منذ 1963.- لغات جائزة نوبل: احتلت اللغة الانكليزية المرتبة الاولى على لائحة اللغات المعتمدة في الأعمال الأدبية الحائزة جائزة نوبل للآداب مع 26 جائزة، تبعتها الفرنسية والالمانية (13) والاسبانية (11) والسويدية (7) والايطالية (6) والروسية (5) والبولندية (4) والنروجية والدنماركية (3) واليونانية واليابانية (2). اما العربية والصينية، بين لغات اخرى، فهي ممثلة بفائز واحد لكل منها.
الفائزون بجائزة نوبل للاداب في السنوات الخمس عشرة الاخيرة

حماده عوضين

 الخبر الأساسى على هذا الرابط
http://elbldbaladk.blogspot.com/2012/10/blog-post_9300.html