حماده عوضين يقدم قراءة متأنية في كتاب "الأب الروحى" وحقيقة التنظيم الدولي للإخوان ؟

الخميس، أكتوبر 11، 2012

 9780266-large
دعوني أحاول تقديم قراءة اجتهادية لهذا الكتاب حيث صدر عن دار نهضه مصر للطباعه والنشر كتاب "اسرار حياه يوسف ندا.. الاب الروحي المفوض السياسي للإخوان المسلمين" للكاتب الصحفي شارل فؤاد المصري والكتاب ياتي صدوره عقب كتابه "الدب الاسمر"، حيث يواصل الكاتب الصحفي شارل فؤاد المصري سلسله حواراته التي يحاول من خلالها كشف ابعاد الحقائق من خلال التحاور مع شخصيات اشتهرت بالغموض واحاطت نفسها بسياج من السريه والعزله عن وسائل الاعلام.
ويقدم لنا في كتابه هذا "الاب الروحي" رؤيه واسعه للسيره الذاتيه للمهندس يوسف ندا، مفوض العلاقات السياسيه لجماعة الأخوان المسلمين واحد اهم ركائز اقتصادها ان لم يكن اهمها علي الاطلاق، لنتعرف من خلال الكتاب علي تلك الشخصية التي ينظر لها الاخوان بكثير من التقدير والاجلال، وينظر لها الغرب بكثير من التوجس والشك.
هل للإخوان تنظيم دولي حول العالم يأتمرون بأمره؟ ..كان هذا السؤال مثار جدل في حفل توقيع الكتاب .
وقد نفى عمرو الشوبكي الكاتب والمفكر السياسي عن جماعة الإخوان وجود تنظيم دولي لها، قائلاً أنه أقرب إلى المنتدى الدولي الذي يتقابل أعضاؤه في مناسبات مختلفة مثل الحج أو حفلات الزفاف أو غيرها، مستشهداً بما أكده يوسف ندا في الكتاب. قائلاً: نثق في قدرة كل بلد ليس في خلخلة التنظيم العابر للوطنيات بل وتفكيكه تماماً.
كذلك اتفق صاحب الكتاب مع هذه الرؤية قائلاً أنه لا تنظيم بالمعنى المعروف، مؤكداً أن وجود بنية عالمية لتنظيم مثل هذا لا يمكن أن يخفى عن الأجهزة الأمنية العالمية، التي لن تتركه ولسعت لتفكيكه، لافتاً إلى أن يوسف ندا كانت تراقبه سبعة أجهزة مخابراتية على مستوى العالم ولم تستطع إثبات شئ عليه.
بينما قالت نشوى الحوفي الكاتبة الصحفية ومديرة النشر بالدار أن القيادي الإخواني بالخارج إبراهيم صلاح قال أن هناك تنظيم دولي للإخوان برعاية الغرب. وهو ما اتفق معه الفريق حسام خيرالله الذي حضر المناقشة قائلاً أن التنظيم قد يكون عنقودياً يصعب اكتشافه، وأن نفي جميع قيادات الجماعة وجوده هو توصية لهم بذلك وليس دليلاً قاطعاً على عدم وجوده.
يوسف ندا هو الرجل الغامض الذى حارت فيه أجهزة الاستخبارات الغربية وعلى رأسها الـ CIA فلم تستطع إثبات تهمة تمويل الإرهاب عليه طيلة أحد عشر عاما رغم كل محاولات التضييق وفرض الإقامة الجبرية عليه فى جيب "كامبيونى" الإيطالى الممتد داخل الأراضى السويسرية.
يوسف ندا الملياردير الإخوانى – 81 عاما – الذى لم يحصل فقط فى العام 2012 على عفو من الرئيس المصرى محمد مرسى فى قضية ميليشيات الأزهر، بل حصل أيضا على حكم براءته من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فى ستراسبورج، حين اعتبرت أن سويسرا انتهكت حق ندا فى ضمان احترام حياته الشخصية من خلال فرض الإقامة الجبرية عليه عقب وضع اسمه على القائمة السوداء للأمم المتحدة الخاصة بالمشتبه فيهم بتمويل الإرهاب عام 2001.
الكتاب هو سلسلة حوارات يحاول من خلالها شارل كشف أبعاد الحقائق من خلال التحاور مع شخصيات اشتهرت بالغموض وأحاطت نفسها بسياج من السرية والعزلة عن وسائل الإعلام.
يقدم فى كتابه هذا "الأب الروحى" رؤية واسعة للسيرة الذاتية للمهندس يوسف ندا مفوض العلاقات الساسية لجماعة الإخوان المسلمين واحد أهم ركائز اقتصاديتها، إن لم يكن أهمها على الإطلاق. لنتعرف من خلال الكتاب على تلك الشخصية التى ينظر لها الإخوان بكثير من التقدير والإجلال، وينظر لها الغرب بكثير من التوجس والشك.
وقال صاحب الكتاب أن جزء منه نشر في جريدة "المصري اليوم" في زمن مبارك، لكن هناك فصول بأكملها لم يستطع نشرها حينذاك، لافتاً إلى أن الوثائق التي حصل عليها وتصل إلى 70 وثيقة لم ينشر منها حرفاً في عهد مبارك، لكن الكتاب يتضمن ذلك وبينها صور تقارير المخابرات السويسرية عن يوسف ندا، وصورة لوثيقة تضم 250 شخصية موضوعة على قوائم مجلس الأمن، بالإضافة إلى وثائق المحاكمات العسكرية التي اتهم فيها بجانب ندا حسن مالك وخيرت الشاطر، ثم وثيقة العفو التي أصدرها الرئيس مرسي عن يوسف ندا.
الكتاب كما يقول مؤلفه يضم رحلة طويلة مع يوسف ندا ويبحر في أسراره منذ عام 2001 حتى الآن. ويضم أيضاً صور شخصية ليوسف ندا مع أربكان، أردوغان، صدام حسين، ورئيس اندونيسيا وغيرهم الأمر الذي يؤكد ثقله السياسي.
ولفت شارل إلى أنه لولا شهادة مهدي عاكف في حقه لما أجرى الحوار مع يوسف ندا، وبالتالي لما خرج الكتاب للنور، جاء ذلك رداً على سؤال أحد الحضور لماذا أهدى كتابه إلى المرشد السابق رغم قوله في أحد حواراته "طظ في مصر".
من جانبه أثنى المفكر والكاتب السياسي دكتور عمرو الشوبكي على الكتاب ومقابلة مؤلفه لشخص داخل دائرة الاشتباه، فقد كان متهماً في مصر وفي العالم كله. ولفت إلى أن أجوبة يوسف ندا عن علاقته بالإخوان تقليدية، مثل كيفية دخوله الجماعة وكيف اجتذبه الجانب الدعوي في الجماعة، كذلك الظرف التاريخي الذي أدى إلى ظهور الجماعة.
وأكد الشوبكي أن الكتاب ظهر به كيف أن جماعة الإخوان هي دولة داخل الدولة، لها مؤسسات موازية للدولة ومن ثم لا يجب التعامل بخفة مع مشروع الإخوان، لافتاً إلى ان جماعة الإخوان أكبر من عبارات تنادي بسقوط حكم مرشدها أو حلها، فنحن بالفعل أمام تنظيم موجود منذ أكثر من 80 سنة.
وانتقد الشوبكي الرقم الذي أورده ندا في الكتاب حين سأله شارل عن عدد اعضاء الإخوان المسلمين حول العالم، فأجاب بأنهم 100 مليون عضو في 70 دولة، لافتاً إلى ان هذا الرقم – 100 مليون – غير دقيق مؤكداً أن الحديث عن أية أرقام مليونية بشأن أعضاء الجماعة في مصر أمر غير دقيق وغير حقيقي.
شئ آخر لفت نظره في الكتاب هو النظرة التصالحية عند الإخوان، فقد تحدث ندا قبل الثورة عن عبدالمنعم أبو الفتوح الذي اعترض على منح المرشد يوسف ندا لقب "المفوض السياسي لجماعة الإخوان المسلمين"، قائلاً ان الجماعة لم يكن بها هذا الوصف من قبل، ومع ذلك تحدث عنه ندا في الحوار بإيجابية، وهكذا فعل مع جمال مبارك، وتابع الشوبكي أن هذه الأجوبة تحتاج إلى اختبار الآن بعد وصول الإخوان إلى السلطة، هل أصبح لديهم روح إقصائية في التعامل مع النقد. وأكد الشوبكي أن يوسف ندا كانت لديه أدواراً مهمة على الصعيد الدولي، إلا ان هذا لا يمنع أن الإعلام بالغ كثيراً في الحديث عنه.
حماده عوضين 
 المقال الأساسى على هذا الرابط