نجيب محفوظ تنبأ بالثورة.. ولم يقبل التطبيع مع إسرائيل

الأربعاء، سبتمبر 05، 2012

أكد الكاتبان يوسف القعيد وجمال الغيطاني أن أديب نوبل نجيب محفوظ تنبأ بثورة المصريين وكان يحلم بها في رواياته بل تنبأ أيضا بحكم التيار الإسلامي بعدها ونفى الكاتبان أن يكون محفوظ قد قبل التطبيع مع الإسرائيليين رغم موقفه المسبق من قبول السلام مع الدولة العبرية.وقال القعيد خلال ندوة "كاتب العربية الأكبر نجيب محفوظ" التي عقدت الاثنين بالهيئة المصرية العامة للكتاب وأدارها الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة إن محفوظ تغنى بثورة المصريين على الظلم منذ الخمسينيات وأن رواياته والثلاثية و"السمان والخريف" جسدت موقفه من الثورات وانحيازه للديمقراطية مشيرا إلى أن أديب نوبل أقرب الكتاب إلى الثورة رغم أنه كان محافظا في حياته.وأضاف أن حياة محفوظ كانت مثلا للدقة واحترام الزمن واستثماره موضحا أنه في يوم حصوله على جائزة نوبل للآداب في العام 1988 كان يمارس يومه بشكل طبيعي من الخروج في وقت معين والقراءة والكتابة كأنه لم يحدث أي شيء وأنه حتى مرضه بحساسية العين الذي كان يمنعه من القراءة والكتابة من شهر أكتوبر وحتى مارس تغلب عليه بتكثيف القراءة والكتابة بقية شهور العام .وكشف القعيد عن أن محفوظ انصرف عن كتابة الروايات التاريخية بسبب قيام جورجي زيدان بتأريخ التاريخ المصري روائيا وبالتالي انتهج محفوظ كتابة الرواية الواقعية التي برع فيها ولم يتوقف أبدا عن إنتاجها إلا بين عام 52 وحتى 1959 وكتب سيناريوهات لأفلام سينمائية لا تقل أهمية عن كتاباته الأدبية.وأضاف أن محفوظ كان يحترم الوظيفة لأقصى حد لدرجة أنه رفض عرضا من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للكتابة في "الأهرام "مقابل تفرغه من الوظيفة وقال إنه عندما تولى مؤسسة دعم السينما والرقابة لم يقم بإنتاج أي عمل سينمائي من تأليفه ولم يحرك أي نص أوقفته له الرقابةمن جانبه، أشارالكاتب جمال الغيطاني إلى عالم المقاهي بالنسبة لأديب نوبل نجيب محفوظ وقال إنه فى إحدى الندوات التي كان يديرها في الخمسينيات إرتاب الأمن منها وقتها مما منعه من استكمالها.وأضاف أن ندوة "مقهى ريش" التي كان يتصدرها نجيب محفوظ أصبحت معلما ثقافيا في السبعينيات من القرن الماضى لكنها أيضا توقفت بسبب المضايقات الأمنية وكشف عن أن محفوظ كان له مقاه سرية مثل مقهى "عرابي" وكان آخر فتوة في العباسية موضحا أن أبطال روايات نجيب محفوظ خرجوا من وحي هذا المقهى.وأضاف أن رواية "بداية ونهاية" تمثل عائلة حقيقية كانت تعيش في الحي وكذلك رواية "السراب" لدرجة أن أحد أصدقاء محفوظ ذهب إلى البطل الحقيقي لرواية السراب ليخبره أن محفوظ كتب عنه مما دعا هذه الشخصية لتهديد حياة محفوظ.كما كشف الغيطاني عن أن رجل الأعمال المصري إبراهيم كامل خصص لجلسة تجمع محفوظ وأصدقائه صالونا في مركبه على النيل لكن بعد بيعه لرجل الأعمال محمد أبو العينين اختلف المكان وأشار إلى ان وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط عرض استضافة صالون محفوظ بالنادي الدبلوماسي وأصدر أمرا باستثنائه وأصدقائه من ارتداء رابطة العنق إلا أن محفوظ لم يدخله لظروف مرضه ووفاته بعدها.وعن موقفه من قضية التطبيع مع إسرائيل، قال الغيطاني إن لمحفوظ موقفا مسبقا من السلام مع إسرائيل مشيرا إلى أن محفوظ قال في عام 1967: "إذا لم نستطع هزيمة إسرائيل فعلينا بالصلح معها" وظل على هذا الموقف الثابت.وأضاف أن محفوظ كتب خطاب شكر لمستشرق في لندن ردا على خطاب أرسله له يقول له فيه إن رشحه لجائزة نوبل ولم يكن يعلم أنه إسرائيلي كما كشف عن أن المستشار الصحفي بالسفارة الإسرائيلية طلب زيارته أثناء مرضه لكن محفوظ رفض ذلك.وقال الغيطاني إن نجيب محفوظ كاتب شغله فكرة الجدل مع الأصل وعلى هذا الأساس كتب "ولاد حارتنا" و"الثلاثية" و"الحرافيش" و"قلب الليل" وهي تبحث عن الأصول التي تنتمي لها الفروع من شخوص أحمد عبد الجواد والجبلاوي وعاشور الناجي وهم الأصول.بدوره، قال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب إنه قد أخذ على وزارة الثقافة عدم احتفائها هذا العام بذكرى نجيب محفوظ وأقر بأن مئوية الاحتفال به العام الماضي لم تكن على ما يرام بسبب الظروف والأحداث السياسية إلا أنه أكد أن اللجنة العليا المشكلة من قيادات الوزارة للاحتفال بنجيب محفوظ قررت استمرار هذه المئوية حتى نهاية العام الجاري.وأضاف أن محفوظ من الكتاب القلائل الذين دفعوا ثمن ما كتبوه من أدب وهم على قيد الحياة وقال إن الأجانب أهدوا إليه نوبل بينما أهدينا نحن له المطواة موضحا أن الكاتب العملاق يمثل قيمة كبيرة في الأدب المصري.وذهب مجاهد إلى أن محفوظ هو من أضاف إلى جائزة نوبل وليس العكس وقال : إذا لم يحصل عميد الرواية العربية على هذه الجائزة لكان وسيظل مؤسس هذه الرواية لكن مؤسسة الجائزة العالمية هي من غسلت سمعتها وتحيزها بإهداء الجائزة لكاتب عربي.