باحث بشؤون الإسلام السياسي: الإخوان لن يسيطروا على الحكم في دول الخليج

الأحد، أبريل 01، 2012

أكد الباحث الكويتي خليل علي حيدر المتخصص في التيارات الاسلامية ان المرأة والمثقفين والأقليات المذهبية والليبراليين سيكونون اكثر المتضررين في كل دول الخليج لو سيطر الإخوان على الحكم.لكن حيدر قلل من قدرة تنظيم الإخوان المسلمين في الكويت على السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد تعليقاً على تصرح لقائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان.واشار حيدر الى ان العائق الأكبر أمام الإخوان هو الدستور والتراث الديمقراطي وتعدد الجماعات الاسلامية والتنوع المذهبي في الكويت.واضاف ان الإخوان يستطيعون اخضاع التعليم والاعلام والاوقاف لكن يصعب عليهم السيطرة على السلطة والحكم والأسرة الحاكمة.واشار الى ان الإخوان والسلفيين وتيارات اسلامية اخرى مسيطرة على الحياة الدينية والاجتماعية في الكويت وان زحف الاسلام السياسي على مختلف مجالات الحياة بدأ منذ اربعين عاماً، وانه رغم نكسة تيار الإخوان نتيجة موقفهم المتردد بل المؤيد أحياناً كما في احداث الثاني من اغسطس/آب عام 1990 الا ان التيار الديني سرعان ما استرد قوته.وحذر الباحث الكويتي من الاجندات الخفية لدى الإخوان المسلمين لأنهم حركة عقائدية فلديهم اجندة غير علنية، وتمنى ألا تتجاوز حدود التوقع من حركة دينية حزبية.وتساءل: كيف سيخطط الإخوان للسياسة الخارجية والعلاقات الدولية؟ وماذا سيفعلون بالتعليم ومناهجه، والمساجد والاعلام والثقافة؟واستحضر اقرب النماذج للمنطقة وهو النموذج الايراني حيث يعرف الجميع ما حصل للتعليم والثقافة في ايران وحتى حريات رجال الدين هناك.وتساءل: ماذا سيفعل الإخوان حين تكون بين يديهم ثروات الخليج الخيالية يشترون بها الاشياء والاشخاص والمؤسسات؟ واذا جرى تنسيق بين الإخوان وايران وتركيا وربما باكستان، فلا أحد يعرف النهاية.وحول مشاركة اخوان المسلمين في عدم استقرار بعض دول الخليجية قال "ان الإخوان لا يلعبون الدور نفسه في كل دول الخليج الست، فهم في عُمان نوع من المعارضة السرية، وفي الكويت قوة توازن بين الحضر وقبائل ومعارضة غير صدامية، وفي البحرين الجماعة العازلة بين السلف والشيعة، وفي السعودية خليط من المعارضة السياسية والتوجه الإخواني، وفي دولة الامارات التيار الذي يحاول ان يحقق بعض المكاسب التي حققها الإخوان في أماكن أخرى".واستبعد حيدر ان يستطيع الإخوان كجماعة او حزب "إحكام السيطرة" على الكويت او البحرين او السعودية وربما حتى غيرها، بسبب الطبيعة المحافظة والدينية لهذه الدول وأنظمتها، ولوجود قوى منافسة لهم كالسلفيين وبسبب مستوى الدخل والتعليم والانفتاح الاجتماعي.وتساءل الباحث المتخصص في التيارات الاسلامية: هل ستدخل حركة الإخوان بلدان المنطقة في مغامرات عسكرية او دعم تيار محارب لاسرائيل من خلال تمويل حركة "حماس"، او تشكيل "جبهة مقاومة" مع مصر وربما ايران او سوريا او تركيا؟ وعلق قائلاً "لا أحد يدري، ولكننا نتمنى أن يسود العقل".وحول مستقبل عمل الإخوان المسلمين في الخليج العربي قال ان مستقبل عمل الإخوان غير متماثل بسبب اختلاف الأطر السياسية وهامش الحريات وخبرة هذه الحركات.واستطرد بالقول ان أهم فروع الإخوان في الخليج هو الذي في الكويت، وهو اكثر الفروع ثراء ماديا وخبرة سياسية وعلاقات.وقال انه لا يعرف كيف ستغدو الحال لو هيمن الاسلاميين على الخيط والمخيط في دول المنطقة.واشار إلى ان الإخوان المسلمين في الخليج عاصروا ظروفا أقسى من التي تمر بهم في الوقت الراهن وخاصة قبل عام 1967 حيث كانت تحاصرهم الحركة القومية، وان ايديولوجيات الإخوان منتشرة بين الطبقة المتوسطة المتعلمة في دول الخليج العربي وفي النشاطات الجامعية والحياة السياسية والتشريعية.واضاف ان الإخوان المسلمين سيتعايشون مع التحديات وسيدفعون بعض الاثمان هنا وهناك وقد تسحب منهم بعض المؤسسات او يتم التضييق عليهم لكن نفوذهم سيبقى موجودا.لكنه تخوف بشدة من أثر الإخوان المسلمين على الحريات الاجتماعية، واضاف ان المجتمعات الخليجية محافظة متدينة بطبعها وطبيعتها ولا تزال القيم القبلية والذكورية و"التسلطية الاجتماعية" قوية الجذور فيها.واشار الى ان جماعة الإخوان المسلمين في الكويت حققت نجاحات مذهلة منذ عام 1975 حتى اليوم وهيمنت على النساء والحركة الطلابية ووزارة التربية وشتى مظاهر الحياة العامة بل أوجدت مؤسسات وشركات وهيئات مصرفية موازية، كل هذا والإخوان مجرد حليف كما يقال فكيف لو صار الأمر كله بيدهم؟وفي السعودية قال حيدر ان الجمهور السعودي محاصر بين القيم المحافظة والإخوان السروريين والقوى السلفية وان الحكومة السعودية تبذل جهداً كبيراً لحلحلة وضع لكن التقدم الاجتماعي هناك لا يزال بطيئاً.وحول مستقبل الحريات السياسية في ظل الإخوان، قال انه اذا كنا نحاكم الإخوان في هذا المجال ومن خلال العقائد والكتب والتصريحات والمقابلات فالواضح ان هذه الحريات ستكون في وضع صعب.واشار الى انه ألا ننسى ان الإخوان حتى في البلد الواحد تيارات وأجنحة وقيادات وثقافات مختلفة، موضحاً انه لا تماثل بين الإخوان السوريين ولا الاردنيين والمصريين وكذلك التونسيين.وأكد انه ليس أمام الشعوب الا "وعود شرف" باحترام الحريات وتداول السلطة ولا يمكن مطالبة بأكثر من هذا مهما كتنت درجة الارتياب.وحول تمثيل الإخوان المسلمين للفهم الحقيقي المتطور للإسلام، قال ان اسلام كما يفهم الكل قائم على الأركان الخمسة، أما "الفهم الحقيقي المتطور للإسلام" فبحاجة الى تعريف وتحديد.واضاف ان هناك جدلاً واسعاً في الثقافة الدينية والأحزاب الاسلامية من اخوان وسلف وحزب تحرير وحزب الله وجماعات اخرى، حول ماهية "الفهم الحقيقي" للإسلام.واشار حيدر الى ان الإخوان المسلمين كحركة ظهرت في عام 1928 قبل الحرب العالمية الثانية وفي زمن سيادة الانظمة الدكتاتورية في اوروبا وروسيا ورغبة العالم الاسلامي التخلص من الهيمنة الاستعمارية، ومن هنا فإن مكونات ثقافة الإخوان قديمة جداً ورؤيتهم بحاجة لمراجعة على كل صعيد.واوضح الباحث الكويتي ان مشكلة جماعة الإخوان المسلمين انها حركة سرية على الصعيد السياسي والثقافي وهم يدخلون مرحلة ويخرجون من مرحلة دون أثر من تفسير او نقد ذاتي او تعليل، وقد أيد الإخوان المسلمين في سوريا "اشتراكية الاسلام" بينما وقف اخوان مصر ضدها.واشار حيدر الى ان الإخوان المسلمين في سوريا والاردن ووقفوا مع صدام حسين بينما وقف اخوان مصر مع ايران، وحدثت انقسامات لا مجال للخوض في تفاصيلها في السودان وربما يكون الوضع في دول أخرى أعقد.وسلط الباحث الكويتي الضوء على مفارقة زعم الإخوان منذ ثمانين عاماً انهم يعرفون ماهية الاسلام بينما لا تزال الكتب تصدر بعناوين مثل "كيف نفهم الاسلام".واضاف انه ما من تاريخ رسمي لجماعة الإخوان وهم نادراً ما يعترفون بأي كتاب عنهم حتى لو قام بتأليفه أحدهم.واختتم حيدر لقاءه مع صحيفة ميدل ايست اونلاين قائلاً "الإخوان المسلمون حركة تستفيد كثيراً من الهلامية الفكرية والغموض السياسي، لكن ملايين العرب من المحيط الى الخليج من اتباعها"."ميدل ايست اونلاين"