كيف تخلت وتتنازلت مصر عن مكانتها للسعودية

الثلاثاء، مارس 20، 2012


قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن السعودية بدأت تحل محل مصر في قيادة المعسكر المعتدل بالعالم العربي مع انشغال مصر بعد الثورة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، فالرياض تعتبر حاليا أبرز حلفاء أمريكا في المنطقة، فضلا عن المساعدات التي تقدمها لكبح النفوذ الإيراني، وتدخلها لحل المشكلات التي تعانيها شعوب المنطقة فدورها من الأزمة السورية واضح، وقبله حلها للأزمة اليمنية.وأضافت الصحيفة في مقال نشرته للكاتبة سيمدار بيري محللة الشئون العربية: "ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﰲ ﻇﻞ التحولات اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻣﻨﺬ اﻧﺪﻻع ﺛﻮرات اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺑﺪأت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ روﻳﺪا روﻳﺪا ﲢﻞ ﳏﻞ ﻣﺼﺮ ﰲ زﻋﺎﻣﺔ العالم اﻟﻌﺮﺑﻲ، وذﻟﻚ ﺟﺮاء اﻧﺸﻐﺎل مصر ﻛﻠﻴﺎً ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ وأوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ".وتابعت: "إن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﻨﻌﻜﺲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﻲء آﺧﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺑﺮاز اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ تحالفها اﻟﻮﺛﻴﻖ ﻣﻊ اﻹدارة الأمريكية ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، وﻣﻦ الأﺧﺮى ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ المساعدات المتعددة إﱃ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ تحاول أن ﺗﻜﺒﺢ ﺗﻐﻠﻐﻞ اﻟﻨﻔﻮذ الإيراني ﰲ المنطقة، وأن اﻹﺷﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻛﺜﻴﺮة، وﻣﻨﻬﺎ، قيامها ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﻠﺠﺄ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ المخلوع زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، وﺗﻤﻬﻴﺪ الأجواء ﻟﺘﺴﻠﻢ ﺣﺮﻛﺔ "اﻟﻨﻬﻀﺔ" الإسلامية ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﳊﻜﻢ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ؛ وإﻧﻘﺎذ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻴﻤﻨﻲ المخلوع ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ والحرص على أن ﻳﺴﻠﻢ "ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ" اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﰲ بلده لزﻋﻴﻢ ﺣﺮﻛﺔ "اﻹﺻﻼح" اﻟﺘﻲ اﺷﺘﺪ ﻋﻮدﻫﺎ ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ؛ وإرﺳﺎل ﻗﻮة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺳﻌﻮدﻳﺔ للبحرين ﳌﻨﻊ ﺳﻘﻮط اﻟﻨﻈﺎم اﳌﻠﻜﻲ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﻧﻈﺎم آﻳﺎت اﻟﻠﻪ ﰲ ﻃﻬﺮان.وأوضحت أن السعودية اﻗﺘﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻫﻞ اﻷردﱐ اﳌﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ الثاني ﻣﺴﺎﻋﺪات ﺑﻤﻼﻳﻴﻦ الدولارات ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار ﻋﺮﺷﻪ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ أﺛﺎر ﻏﻀﺒﻬﺎ وﱂ ﻳﺨﺮج الاقتراح إﱃ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﱂ ﻳﻌﺪ ﰲ اﻹﻣﻜﺎن إﺧﻔﺎء أن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﻨﺎﻫﻀﺎ لإيران، فالاستخبارات اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺸﻔﺖ ﻣﺴﺎر ﺗﻬﺮﻳﺐ الأسلحة واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ إﻳﺮان إﱃ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﰲ ﺳﻮريا ﻋﺒﺮ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، وﻧﻘﻠﺖ هذه المعلومات إﱃ أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ أول دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻐﻠﻖ ﺳﻔﺎرﺗﻬﺎ ﰲ دﻣﺸﻖ، ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﲡﺮي ﻓﻴﻪ ﰲ الرياض عملية ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ورﻳﺚ ﳏﺘﻤﻞ ﻟﻸﺳﺪ.