محمد حسنين هيكل يعترف بحيرته في الرئيس السابق بكتاب مبارك وزمانه

الخميس، مارس 29، 2012


رغم العلاقات الواسعة للكاتب المصري محمد حسنين هيكل في ساحة السياسة العربية وكتبه السياسية العديدة الا انه يعترف في احدث كتبه بحيرته في فهم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية العام الماضي بعد ثلاثة عقود في السلطة.ويقول هيكل 89 عاما في كتاب "مبارك وزمانه" الصادر في جزءين من القطع الكبيركان ظاهرا لي ان الحيرة ليست حيرتي فقط ولكنها حيرة كثيرين وربما حيرة التاريخ ذاته في شأن رجل يتصور بعض الناس انهم يعرفونه جيدا ثم يتبين انهم لا يعرفون شيئا.ويستشهد هيكل بجملة في مقال بصحيفة واشنطن بوست يوم السابع من اكتوبر تشرين الاول 1981 غداة اغتيال اسلاميين الرئيس انور السادات سلف مبارك تقول حتى هؤلاء الذين يقال انهم يعرفون مبارك هم في الحقيقة لا يعرفون عنه شيئا.ويقول هيكل الذي عمل وزيرا للاعلام عام 1970 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر انه حين بدأت اجراءات ترشيح مبارك لمدة رئاسية ثالثة اوائل التسعينات بدا له ان الرئيس السابق لا يزال كما كان اول يوم- سؤالا بلا جواب.ويضيف ان مبارك سواء للاحسن او للاسوأ - لم ينس اثرا حيث ذهب ولم يترك بصمة حيث تصرف ولم يوقع على ورقة الا اذا كانت مرسوما بقانون سوف يعلن للناس ولم يسمح بتسجيل محضر لاهم اجتماعاته بل اجراها جميعا على انفراد وفي الغالب الاعم فان تصرفاته الرئاسية كانت شفوية يصعب الحصول عليها وتجميعها ومضاهاتها ودراستها.ويرى هيكل ان قضية التوريث هي الدليل والاثبات الاظهر لمقولة ان الذين يعرفون كل شيء عن مبارك هم في الواقع لا يعرفون شيئا عنه.ويقول عن جهود توريث السلطة لجمال مبارك نجل الرئيس السابق كان احساسي دون دليل يسنده ان الرجل في حسه الداخلي الدفين لا يريد ذلك لا بتفكيره ولا بشعوره بل لعله ينفر من الحديث فيه لانه يذكره بما يتمنى لو ينساه.ويتابع هيكل استخدم ما بدا له من معارضة المؤسسة العسكرية وكرره وضغط عليه لانه وجد فيه ما يوافق شعورا غامضا في اعماقه ينفر من حديث التوريث.ويضيف هيكل في كتابه الصادر عن دار الشروق المصرية ان تحفظ المؤسسة العسكرية على التوريث ورد ضمنا اثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى في 2006 وابدى المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع رأيا مؤداه انه وكل القادة يرجون الرئيس مراعاة قاعدة مستقرة في السياسة المصرية تنأى بالقوات المسلحة عن اي دور يفرض عليها احتكاكا بالداخل السياسي.ويقول لكن الغريب ان الرئيس مبارك لم يظهر منه ضيق بهذا التحذير وكانت كثرة اشاراته له دليل على ان لاقى شيئا بالقبول عنده وتلك قضية تحتاج الى بحث نفسي يصل الى العمق البعيد عما هو كامن ومكبوت.ويدعو هيكل لمحاكمة مبارك سياسيا قبل محاكمته بالتهم الجنائية الموجهة له امام القضاء المصري حاليا.وعن محاكمة اي رئيس يقول هيكل المنطق في محاكمة أي رئيس دولة ان تكون محاكمته عن التصرفات التي اخل فيها بالتزامه الوطني والسياسي والاخلاقي واساء بها الى شعبه فتلك هي التهم التي ادت للثورة عليه.ومن المقرر ان تصدر محكمة مصرية في الثاني من يونيو حزيران حكمها في الاتهامات الموجهة لمبارك بالفساد المالي وقتل متظاهرين.