
ركزت أعمال الندوة الحوارية التي أقيمت في دار الجولان للثقافة والفنون على دور الحوار الإسلامي ـ المسيحي في تعميق الوعي الشعبي بالمواطنة وعمق العلاقات والتآخي بين الأديان والوحدة الوطنية والصورة الناصعة لسورية في هذا المجال.ودعا المشاركون في الندوة إلى تعزيز الوحدة الوطنية التي تنعم بها سورية في إطار المواطنة واحترام دور العبادة والحوار المتواصل بين المواطنين ونبذ كل الدعوات الهدامة على اختلاف أشكالها وشعاراتها ومحاربة الأفكار والآراء التي تفرق السوريين ولا توحدهم, مؤكدين أن سورية كانت ولا تزال بلد الإخاء والمحبة والحضارة ومثالاً يحتذى به بالوحدة الوطنية لكل دول المنطقة والعالم. ونقلت (سانا) عن الخوري الياس حبيب مدير مدارس الآسية بدمشق تأكيده أن سورية مهد الحضارات والديانات كانت ومازالت تدعو إلى ترسيخ المعاني الإنسانية السامية بين البشر وبين أتباع جميع الديانات وإلى الحوار الصادق والبناء والقيام بالعمل الصالح الذي يعود على البشرية بالخير والسعادة وخدمة المجتمع والوطن من خلال تعزيز روابط المحبة بين أبناء سورية الوطن الواحد. وأوضح حبيب أن المسيحيين العرب تفاعلوا عبر التاريخ مع المسلمين في مواجهة المؤامرات والتحديات التي واجهت الوطن والتاريخ ويسجل لهم وقوفهم في وجه الاستعمار في المشرق العربي, لافتاً إلى ضرورة التفريق بين حقيقة الدين وسلوكيات إتباعه, فالدين يؤخذ من أصوله ومرجعياته وليس من أخطاء البعض, داعياً إلى البحث عن النقاط المشتركة بين الأديان. بدوره تحدث الشيخ حسام عبد الرزاق إمام وخطيب مسجد علي بن أبي طالب عن المعاني السامية التي يدعو إليها الإسلام مبيناً أن أصول وأهداف الرسالات السماوية واحدة وترمي لتحقيق سعادة الإنسان وكرامته وأن سورية التي استقبلت أوائل الحواريين كانت مولد المسيحية وشهدت تكاملاً تاريخياً بين الإسلام والمسيحية ما جعل المجتمع يحافظ على دعائم الوحدة الوطنية. وبيّن عبد الرزاق أن سورية هي الأرض التي ينعم فيها الإنسان بإنسانيته على اختلاف دينه وهي الأرض التي تعود حضارتها لآلاف السنين, مشيراً إلى أن مهمة رجال الدين تكمن في التعامل مع المجتمع بتفاعل وانفتاح وتعميق النقاش في القيم الأساسية. من ناحية اخرى أكد القس البريطانى الشهير ستيفن سيزر المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية أن ثورات الربيع العربى فى مصر والمنطقة العربية وما أفرزته من صعود لتيار الإسلام السياسى ستؤدى دون شك إلى زيادة عزلة إسرائيل وضعف نفوذ أمريكا فى المنطقة، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تحتاج إلى صناع سلام حقيقيين بشرط أن يكون سلام مبنيا على العدل ورد الحقوق والمظالم.جاء ذلك فى الندوة التى نظمتها الكنيسة الاسقفية فى مصر الخميس وأدارها الدكتور منير حنا أنيس مطران الكنيسة فى مصر وشمال أفريقيا بحضور الدكتور على السلمى رئيس لجنة الحوار بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعدد من الشخصيات الاعلامية والدينية .وقال القس الذى يرأس جمعية لرفض هدم منازل الفلسطينيين إن الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية يمكن أن ينتهى مثلما انتهت سياسة التفرقة العنصرية فى جنوب أفريقيا ولن يتحقق ذلك إلا بضغط دولى كبير من الدول المحبة للسلام والمؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية .وأضاف أن ما يسمى بتيار المسيحيين الصهيونيين هم تيار لايمثل المسيحيين فى العالم بل هم تيار ذو قناعات خاصة مرتبطة باعتقادات وتفسيرات دينية لاتمثل كل المسيحيين ولكنه تيار قوى فى الولايات المتحدة ويمثل 25% من المسيحيين فى أمريكا ولايمثل أكثر من 5% من مسيحي العالم .وأردف قائلا "إنه للاسف كثير من المؤسسات الأمريكية المتصهينة تدعم بناء المستوطنات اليهودية وتسعى إلى تهويد القدس والقضاء على الوجود العربى كما أن هذا التيار يتوقع مواجهة قريبة بين أمريكا وإسرائيل من جانب وبين إيران من جانب آخر وهو يعجل بهذا الصدام اعتقادا منه بأنه التمهيد للمجىء الثانى للسيد المسيح وحدوث القيامة .