حوادث مريبة
وفيما قررت السلطات المصرية تعليق ضخ إمدادات الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن وسوريا بعد الانفجار الضخم ، فإن الإذاعة الإسرائيلية أكدت أن الانفجار لم يستهدف إمدادات الغاز المصري إلى إسرائيل إلا أنه تم وقفها كإجراء احترازي.
وبالنظر إلى أن إسرائيل تحصل على 40% من استهلاكها من الغاز الطبيعي من مصر وبأسعار رخيصة جدا بموجب صفقة أبرمت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، فإنه يعتقد على نطاق واسع أن تستغل تل أبيب هذا الأمر للزعم أن مصالحها باتت مهددة بسبب عدم الاستقرار الأوضاع في مصر وهو الأمر الذي قد تتخذه ذريعة لإرسال مزيد من الحشود العسكرية على الحدود بينهما بل وقد تدفع أيضا باتجاه ضرورة تدخل المجتمع الدولي لاستعادة الهدوء في مصر .ولعل التطورات المتلاحقة قد ترجح صحة ما سبق ، فقد سارعت وسائل إعلام أجنبية بعد دقائق من الحادث السابق للزعم أن تفجيرا وقع في كنيسة "العائلة المقدسة" وهي أكبر كنيسة في مدينة رفح المصرية وهو الأمر الذي نفاه على الفور محافظ شمال سيناء عبد الوهاب مبروك ، متهما التقارير الإخبارية التي تواردت في هذا الصدد بأنها عارية عن الصحة.بل وزعم موقع " فوكس نيوز" الأمريكي نقلا عن مسئول بارز في إدارة أوباما أيضا أن نائب الرئيس المصري عمر سليمان تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عبر هجوم منظم تعرض له موكبه في أعقاب توليه مهام منصبه الجديد وتحديدا في 29 يناير الماضي مما أسفر عن مقتل اثنين من حراسه .وفيما سارع مصدر أمني مصري رفيع لنفي صحة ما سبق ، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن التقارير التي تحدثت عن محاولة اغتيال عمر سليمان تظهر مدى التحدي الذي يواجه مصر في المرحلة الانتقالية .وجاءت تصريحات المبعوث الأمريكي إلى مصر فرانك ويسنر حول أن الرئيس حسني مبارك يجب أن يبقى في الوقت الحالي حتى يدير التغييرات المطلوبة للانتقال
السياسي لتكشف مدى تضارب التصريحات الصادرة من واشنطن وتضاعف المخاوف حول حقيقة المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية التي تحاك حاليا ضد مصر خاصة وأن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي سارع لنفي صحة ما ذكره ويسنر ، مؤكدا أنه يعبر عن رأيه الشخصي فقط ولم ينسق مع الإدارة الأمريكية في هذا الصدد .وإلى حين تتضح أبعاد المؤامرة أكثر وأكثر ، فإن مجرد الكشف عن إرسال سفن حربية أمريكية قبالة السواحل المصرية هو أمر يتطلب الحذر واليقظة من قبل الجميع خاصة وأن تبرير الخطوة السابقة بأنها فقط لأغراض الطواريء في حال استدعت الضرورة إجراء عمليات إجلاء للأمريكيين بدا وكأنه خدعة كبرى بالنظر إلى أن واشنطن أخلت بالفعل أغلب رعاياها منذ تفجر ثورة الشباب في 25 يناير .
==================