من محمد الحمامصي - حمل الملف الذي أعدته مجلة الإنساني ـ تصدر كل ثلاثة أشهر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ـ عن حياة الأطفال والنساء في مناطق النزاع في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصاً، الكثير من آلام النساء واطفال في المجتمعات العربية. ولا تزال هناك العديد من القوانين التي تميز ضدهن، وفي مقدمتها قوانين الأحوال الشخصية التي تضعف من وضعيتهن في الأسرة ومنها اشتراط موافقة الزوج على حصول زوجته على جواز سفر خاص بها، بل تعطيه الحق في منعها من السفر، وقوانين العقوبات حيث يمكن للزوج الذي يقتل زوجته في حال تلبسها بالزنى الحصول على حكم مخفف ـ دفاعاً عن الشرف ـ بينما تنال المرأة في نفس الظروف عقوبة القتل دون تخفيف. أيضا ينال الأقارب في نفس الظروف أحكاماً مخففة أو لا يعاقبون أصلاً فيما يسمى بجرائم الشرف، وهكذا الأمر فيما يتعلق بالتمثيل اللائق في كافة مستويات صناعة واتخاذ القرار. ويشير الملف إلى أن العوائق والتحديات الأساسية التي تواجهها النساء العربيات تتمثل في تصاعد التيارات المحافظة التي تؤيد الأدوار التقليدية للنساء وتسعى إلى منعهن من العمل والمشاركة في الحياة العامة، ومن جانب آخر غياب المناخ السياسي الديمقراطي في غالبية البلدان العربية، وخاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والتنظيم.
لكن أهم ما في الملف تلك الشهادة التي كتبتها كارولين دويلييه ـ سابوبا مسئول مشروع النساء والحرب في بعثة اللجنة الدولية في العراق، حيث تشير إلى وجود أكثر من مليون امرأة يترأسن أسراً ليس لديهن دخل ويعشن ظروفاً مروعة "هن يكافحن من أجل تأمين ثمن الغذاء والكساء والدواء وتعليم الأطفال، وتعاني الكثيرات منهن من الحرمان الشديد، ويتعرض للاستغلال الذي قد يأخذ شكل البغاء أو الاتجار بهن، فمنذ 2003 وقعن ضحايا النزوح والقتل والخطف أو العنف الجنسي وواجهن الحرمان والجوع".
وتضيف "من المؤسف والمحزن أن تواجه النساء في العراق الآن وضعاً ميئوساً منه لتوفير الطعام لأطفالهن بعد كل ما تعرضن له من صدمات شديدة بسبب الظروف المروعة أحياناً أو لفقدان الزوج، إنه لمن المؤسف أن يؤدي الفقدان والفقر في كثير من الأحيان إلى ضياع جميع الفرص أمام بناء مستقبل أفضل للجيل القادم، فالفتيان يجري ارسالهم إلى العمل في سن مبكرة، وتحرم الفتيات من الذهاب للمدرسة، إما بسبب تكلفة التعليم أو بسبب التقاليد المحافظة بشأن تعليم البنات". وتساءلت كيف يمكن لأحد البقاء على قيد الحياة مع كل تلك المصاعب؟ "خلال عملي مع النساء اللاتي يقمن بدور رب الأسرة في العراق، رأيت وجوهاً شاخت قبل الأوان بسبب تجرع الذكريات البشعة وفقدان الأحبة والنزوح والظروف المعيشية القاسية، رأيت عيوناً زائغة لأن المسئوليات أصعب من أن تحتمل، رأيت أطفالاً يحملون أعباء ثقيلة ينوء بها كاهلهم الضعيف في محاولة للتخفيف عن أمهاتهم". ومن العراق إلى غزة حيث كشف الدنماركي جيروم جريمر أنه في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة في العام 2009 انتشرت أعراض تدل على وجود أمراض نفسية بين السكان منها الأرق والكوابيس واضطرابات في الشهية أو نشاط مفرط وحساسية مفرطة والتبول اللاإرادي أثناء النوم والعدوانية، وأن هناك حالياً نحو مائة ألف طفل وخمسين ألف شخص "آباء وأشقاء وجيراناً ومعلمين وأفراداً من المجتمع" يتلقون دعماً نفسياً في الضفة الغربية وغزة من خلال خمسة مراكز للصحة النفسية و134 مدرسة تنفذ برنامجاً صحياً. ورأت فاطمة العاقل إحدى رائدات العمل الإنساني باليمن أن النساء الكفيفات في اليمن والنساء اللاتي يعانين من إعاقات جسدية أخرى، يواجهن تحديات أكبر من النساء اللواتي لا يعانين من هذه الإعاقات، فهن بحسب العاقل "يعانين آلام الإعاقة الجسدية، فضلا عن كونهن لا يخظين بأي اهتمام في مجتمع يتجاهلهن وأهم ما يواجهه أولئك النساء تهميش المجتمع لهن وضعف قدرتهن على مواجهة الحياة وتركهن بدون سلاح العلم وكذلك شعورهن المستمر بحاجتهن للآخرين".
وقد التقت المجلة في ملفها الخاص عن النساء العربيات بنماذج نسائية تعمل في العمل الإنساني منهن رنا الفارس من الكويت، ومريم البلوشي من الإمارات، وأسمى خضر من الأردن، وناديا دبسي من فلسطين، وليندا مطر من لبنان، كما التقت بعدد من الشباب العامل في المجال التطوعي منهم محمد الناصر، ونوح صالح الحمادي، ويوسف النقي ومحمد منصور وغيرهم باعتبارهم جنوداً مجهولين في خدمة الإنسانية. ميدل ايست اونلاين
======================================
لكن أهم ما في الملف تلك الشهادة التي كتبتها كارولين دويلييه ـ سابوبا مسئول مشروع النساء والحرب في بعثة اللجنة الدولية في العراق، حيث تشير إلى وجود أكثر من مليون امرأة يترأسن أسراً ليس لديهن دخل ويعشن ظروفاً مروعة "هن يكافحن من أجل تأمين ثمن الغذاء والكساء والدواء وتعليم الأطفال، وتعاني الكثيرات منهن من الحرمان الشديد، ويتعرض للاستغلال الذي قد يأخذ شكل البغاء أو الاتجار بهن، فمنذ 2003 وقعن ضحايا النزوح والقتل والخطف أو العنف الجنسي وواجهن الحرمان والجوع".
وتضيف "من المؤسف والمحزن أن تواجه النساء في العراق الآن وضعاً ميئوساً منه لتوفير الطعام لأطفالهن بعد كل ما تعرضن له من صدمات شديدة بسبب الظروف المروعة أحياناً أو لفقدان الزوج، إنه لمن المؤسف أن يؤدي الفقدان والفقر في كثير من الأحيان إلى ضياع جميع الفرص أمام بناء مستقبل أفضل للجيل القادم، فالفتيان يجري ارسالهم إلى العمل في سن مبكرة، وتحرم الفتيات من الذهاب للمدرسة، إما بسبب تكلفة التعليم أو بسبب التقاليد المحافظة بشأن تعليم البنات". وتساءلت كيف يمكن لأحد البقاء على قيد الحياة مع كل تلك المصاعب؟ "خلال عملي مع النساء اللاتي يقمن بدور رب الأسرة في العراق، رأيت وجوهاً شاخت قبل الأوان بسبب تجرع الذكريات البشعة وفقدان الأحبة والنزوح والظروف المعيشية القاسية، رأيت عيوناً زائغة لأن المسئوليات أصعب من أن تحتمل، رأيت أطفالاً يحملون أعباء ثقيلة ينوء بها كاهلهم الضعيف في محاولة للتخفيف عن أمهاتهم". ومن العراق إلى غزة حيث كشف الدنماركي جيروم جريمر أنه في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة في العام 2009 انتشرت أعراض تدل على وجود أمراض نفسية بين السكان منها الأرق والكوابيس واضطرابات في الشهية أو نشاط مفرط وحساسية مفرطة والتبول اللاإرادي أثناء النوم والعدوانية، وأن هناك حالياً نحو مائة ألف طفل وخمسين ألف شخص "آباء وأشقاء وجيراناً ومعلمين وأفراداً من المجتمع" يتلقون دعماً نفسياً في الضفة الغربية وغزة من خلال خمسة مراكز للصحة النفسية و134 مدرسة تنفذ برنامجاً صحياً. ورأت فاطمة العاقل إحدى رائدات العمل الإنساني باليمن أن النساء الكفيفات في اليمن والنساء اللاتي يعانين من إعاقات جسدية أخرى، يواجهن تحديات أكبر من النساء اللواتي لا يعانين من هذه الإعاقات، فهن بحسب العاقل "يعانين آلام الإعاقة الجسدية، فضلا عن كونهن لا يخظين بأي اهتمام في مجتمع يتجاهلهن وأهم ما يواجهه أولئك النساء تهميش المجتمع لهن وضعف قدرتهن على مواجهة الحياة وتركهن بدون سلاح العلم وكذلك شعورهن المستمر بحاجتهن للآخرين".
وقد التقت المجلة في ملفها الخاص عن النساء العربيات بنماذج نسائية تعمل في العمل الإنساني منهن رنا الفارس من الكويت، ومريم البلوشي من الإمارات، وأسمى خضر من الأردن، وناديا دبسي من فلسطين، وليندا مطر من لبنان، كما التقت بعدد من الشباب العامل في المجال التطوعي منهم محمد الناصر، ونوح صالح الحمادي، ويوسف النقي ومحمد منصور وغيرهم باعتبارهم جنوداً مجهولين في خدمة الإنسانية. ميدل ايست اونلاين
======================================