محمد فوزى طه يكتب: الأبلاتين لدع فى دهاليز الحياة

الاثنين، يوليو 12، 2010

الكلمات هى أشد على الإنسان من وقع الحسام المهند.. فهى سلاح فتاك.. وهى وردة وسنبلة.. فمن كلمة من الممكن أن تبلغ عنان السماء سعادة ونشوة وبهجة.. ومن كلمة من الممكن أن تموت وقد حدث ذلك واقعا من بضع سنيين وهى واقعة مشهورة فمن كلمة سباب واحدة من شاب متهور لا يعى تأثير الكلمة توقف قلب مستشار لم يتخيل أن يسمع ذلك.. لكن المفزع أن كلماتنا أصبحت صعبة مؤلمة.. شديدة القسوة.. ليس فيها ذوق أو أى معنى إنسانية.. من كبيرنا لصغيرنا حتى من أصحاب المناصب والمراكز (راجع أى انتخابات وراجع مضبطة جلسات مجلس الشعب وراجع برامج التوك شو!) .. ومع ذلك لا نبالى ولا نفعل شيئا بالعكس أصبحت سمة فى التعامل والسلام! فأصبح تعليم الأولاد كيفية التعامل بالكلمات صعبا للغاية فكيف تقنع ابنك أو ابنتك بأن تتكلم بصوت خفيض أو بذوق مع الكبار، وهم يرون المشاهد فى المسلسلات والأفلام تتوالى تباعا عليهم، وفيها العنف والتهكم والسخرية من كل شىء حتى من الأجيال السابقة وبأنهم (دقة قديمة)؟ كيف نعلمهم ونربيهم ومعهم قاموس طويل عريض بألفاظ لا يعرفها الأهم مثل أتشبح وهو الضرب المبرح.. ازبهل وهو لفظ يدل على الذهول.. أنش وهو الشخصية الساذجة.. املى التنك وهو ملئ المعدة.. امبلايز لفظ يقال على فشل السعى.. أوكشه وهى الفتاة الباهرة الجمال .. أنتخ لفظ يدل على الجلوس لحين ميسرة.. أوجو وهو لفظ يقال للفتاة السهلة.. و.. و.. قاموس كبير صعب أن ندركه ونتداركه ونحن الكبار أصبحنا نضيق بكل شىء حتى بأنفسنا فسرعان ما نتشاجر على أتفه الأسباب فنهاجم الآخر بلا رحمة فننكل به وبأسرته ببشاعة منقطعة النظير وصوتنا عال، وضجيجنا لا ينتهى وشتائمنا نتفنن فى صنعها لتؤلم أكثر؟! ومن أين الوقت أصلا والكل يلهث وراء لقمة العيش والتى أصبحت صعبة بفضل حكومة لا ترحم ولا تراعى حق الحياة للناس؟ وأين الأساتذة التربويون ليضعوا نظرياتهم ومناهجهم فالتطبيق الفعلى لها؟ أين الإعلاميين الكبار لجعل الأعلام ذا رسالة بحق.كما كنا نأمل فلا نرى حوارا هابطا ولا أغنية كلماتها سخيفة، ويكون هناك مراجعة بضمير فيما ما نتلقاه مشاهدة وسماعا، فلا نردد بتسليم أن تلك هى اللغة السائدة ولا بد من مواكبتها باسم الحرية والاختيار.. فالحرية بريئة من ألف باء تعامل فظ.. والاختيار فى الثوابت ترف ليس له أى معنى.. تألقنا قديما بين الشعوب بما عندنا من أدب وفن وثقافة وتحضر.. الآن صرنا بدون هؤلاء فأصبحنا عرايا!...المصدر اليوم السابع

=======================