أبو تريكة: فكرت السفر للجزائر لتلطيف الأجواء وأرفض السفر إلى القدس وهي محتلة

الأربعاء، مايو 19، 2010

أكد اللاعب الدولي المصري محمد أبو تريكة أن فكرة سفره للجزائر كانت لتلطيف الأجواء مع مصر بسبب الأحداث الأخيرة بين البلدين، مشيرًا إلى أنه تراجع عن الفكرة حاليًا، وفضل تأجيلها إلى ما بعد عودة المياه لمجاريها، خاصةً أن ذهاب الأهلي والإسماعيلي لمواجهة شبيبة القبائل في الجزائر سيخفف من الأجواء.
وقال أبو تريكة -في حوارٍ خاص لصحيفة "اليوم السابع" المصرية يوم الأربعاء-: "لم أكن أفكر في السفر للجزائر، وكل ما حدث في هذا الأمر أن بعض الإعلاميين سألوني عن موقفي في حالة توجيه دعوة لي من قبل الجزائر بهدف إعادة العلاقات بين الشعبين الشقيقين إلى مسارها الصحيح بعد الأحداث المتوترة بينهما طوال الأشهر الأخيرة، وأبديت موافقةً على هذا الاقتراح في حالة توجيه دعوة رسمية لي، لكنى تراجعت عن هذه الفكرة حاليًا".
وأضاف "أعتبر هذا التراجع تأجيلاً لجين عودة المياه لمجاريها، كما أني وجدت أن هناك حدثًا عمليًا من الممكن أن يساهم في تلطيف الأجواء بين البلدين؛ وهذا الحدث أفضل بكثير من زيارتي، وهو بطولة دوري أبطال إفريقيا".
وأوضح النجم المصري أن قرعة دور الثمانية لأبطال إفريقيا أوقعت أندية الأهلي والإسماعيلي المصريين مع فريق شبيبة القبائل الجزائري، وهذا يعنى أن أربع مباريات ستجمع الأندية المصرية بالجزائرية، وهذه فرصة كبيرة وحقيقية لإزالة الاحتقان الموجود بين البلدين".
ونفى أبو تريكة أن يكون تراجع عن زيارة الجزائر بعد حالة الغضب التي انتابت الجهاز الفني للمنتخب، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه تلقى مكالمة هاتفية من الكابتن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب، وأنه أوضح له خلالها الصورة تمامًا.
سأساند الخضر بالمونديال
كما نفى وجود مشكلة بينه وبين أعضاء الجهاز الفني للمنتخب، خاصةً أنه تجمعهم بهم علاقة حب واحترام، مشددًا على أنه لا يمكن أن يقدم على أية تصرف يغضبهم.
وشدد النجم المصري على أنه عندما وافق على السفر الجزائر كان ذلك من أجل تلطيف الأجواء، وليس للمشاركة في احتفالات الجزائر أواخر مايو/أيار الجاري بمناسبة وصولها لكأس العالم على حساب مصر، مضيفًا "أولاً أود التأكيد على أنني لم أتلق دعوة رسمية في هذا الشأن، ثانيًا كنت أفكر في السفر لتلطيف الأجواء وليس للمشاركة في الاحتفالية لأنني مصري ذاق مرارة الفشل في التأهل للمونديال بعد أن كنّا على بعد خطوةٍ واحدة منه، وليس من المنطقي أن أشرك في احتفالية الجزائريين متجاهلاً مشاعر المصريين الذين أنتمي إليهم".
ولكن أبو تريكة أكد مجددًا أنه سوف يشجع الجزائر في نهائيات كأس العالم، وقال "العروبة تحتم عليَّ أن أفعل ذلك.. فمهما حدث بيننا، يربطنا وطن عربي مشترك".
أحداث أم درمان سبب تأهل الخضر
وردًّا على سؤالٍ بشأن تأهل الخضر من الملعب وليس بسبب الأحداث التي صاحبت مباراة أم درمان، قال أبو تريكة: "أختلف مع أصحاب هذا الرأي، وأعتقد أن فشل مصر في التأهل للمونديال كان لسببين مرتبطين ببعضهما؛ أولهما عدم نجاحنا في الفوز على الجزائر بالسودان داخل الملعب، بجانب الأحداث التي حدثت قبل وأثناء اللقاء، ويعلمها الجميع".
وحول تلقيه أكثر من دعوة لزيارة فلسطين، قال النجم المصري: "أرفض السفر إلى القدس وهي محتلة؛ لأن ذلك يعنى في رأيي الشخصي أنني معترف بالاحتلال الصهيوني للقدس وأوافق على الوضع الحالي.. فأنا إنسان عربي ومسلم أرفض تمامًا الوضع، ولا يمكن أن أُقدم على تصرفٍ يظهر من خلاله أنني معترف بالواقع المؤلم الذي يعيشه إخواننا في فلسطين".
وأضاف "من المستحيل أن أدخل فلسطين بجوار سفر مختوم بختم إسرائيل.. فلا يمكن أن أوافق على ذلك مهما كانت الظروف".
ونفى أبو تريكة تلقيه أي دعوة رسمية لزيارة فلسطين إلا دعوة "شفهية" من زميله في النادي الأهلي رمزي صالح الحارس الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يبتّ فيها لأنها ليست رسمية، فضلاً عن أنه يتمنى زيارة القدس في أقرب وقت لكن بعد تحريرها.
وأعرب عن أنه متفائل بمستقبله في الأهلي المصري ويراه مشرقًا، مرجعًا ذلك التفاؤل إلى النتائج بعد فوزه بالدوري قبل نهاية المسابقة بثلاثة أسابيع، والصعود لدور الثمانية الإفريقي، فضلاً عن تقديم لاعبين متميزين للكرة المصرية أمثال أحمد شكري وشهاب أحمد وعفروتو وعبد الله فاروق ومصطفى شبيطة وأيمن أشرف.
ورأى أبو تريكة أن تجربة حسام البدري في قيادة الأهلي رائعة، خاصة أنه حقق من 70 إلى 80% من المطلوب منه؛ حيث فاز بالدوري، وصعد لدور الثمانية، وها هو يستعد لخوض بطولة كأس مصر بتحدياتها الجديدة.
أحلم بلقب أفضل لاعب إفريقي
وعن صحوة الزمالك مع حسام حسن، أوضح النجم المصري أنه "يحترم الزمالك كثيرًا حتى لو كان بعيدا عن مستواه، لكن لي وجهة نظر ثابتة في هذه القضية وهي أن أهتم بنفسي أولاً.. بمعنى أن الأهلي عليه أن يفكر في نفسه ويقدم كرة جميلة ويحقق الانتصارات.. وقتها سيتفوق على الجميع مهما كان المنافس".
وشدد أبو تريكة أنه أغلق ملف الاحتراف الخارجي تمامًا، وقرر إنهاء مشواره الكروي مع الأهلي، مشيرًا إلى أنه لا يفكر في الاحتراف في الخليج، خاصةً أنه رفض عقودًا بملايين الدولارات من أندية خليجية وأوربية لرغبته ورغبة مسؤولي الأهلي في بقائه بالنادي، خاصةً بعد شعوره بحاجة الفريق والجمهور له.
وأوضح أنه ما زال يحلم بقلب أفضل لاعب إفريقي، خاصةً أنه ما زال قادرًا على العطاء، مشيرًا إلى أنه لم يحزن عام 2008 عندما تخلى عنه العرب ولم يرشحوه للقب، خاصةً أن هذه الأمور لا يمكن أن تقاس بالعواطف ولا بمثل هذه الشعارات، فالأمانة تُحتم على أي مدرب أن يختار من يراه أفضل دون مجاملة.
وأشار النجم المصري إلى أنه عندما اختير أفضل لاعبي العالم شعبيةً متفوقا على نجوم العالم الكبار أمثال رونالدو وميسى وكاكا، واجه هذا الاستفتاء بابتسامة عريضة لأن أفضل ما فيها هو حب الناس، مشيرًا إلى أنه على أرض الواقع لا يصدق هذه الاستفتاءات لأنه لا يريد أن يخدع نفسه بأنه أفضل من رونالدو وكاكا وميسى.
ورفض أبو تريكة أن تكون صلاحية هذا الجيل الكروي في المنتخب قد انتهت، معتبرًا أنه الجيل الذهبي للكرة المصرية، وما زال قادرًا على تحقيق البطولات وإسعاد الجماهير المصرية.
===================================