أحمد علي طالب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بإعادة فتح ملف البرنامج النووي الإسرائيلي، عقب الاتفاق الذي أبرمته إيران مع تركيا والبرازيل لتبادل الوقود النووي.وانتقد عمرو موسى في تصريحات صحافية أمس الغياب العربي عن الحوارات الدائرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، فيما تشارك فيه دول من آسيا وأميركا الجنوبية.ووصف الأمين العام للجامعة العربية اتفاق تبادل الوقود النووي بأنه "اختراق دبلوماسي هام، وأنه سيفتح الباب لحركة سياسية عالمية"، معربا عن تهنئته للدبلوماسية التركية والإيرانية على "هذا الاختراق"، وكذلك للحركة الدبلوماسية التي أقدمت عليها إيران.وقال عمرو موسى إن الاتفاق منطلق لحركة إيجابية في الطريق لتسوية هذا الموضوع بما يحفظ حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية باعتبارها موقعة على معاهدة منع الانتشار النووي، في الإطار الذي قررته المعاهدة.وأضاف أن هذا الاتفاق يثير علامة استفهام عن أي برنامج عسكري آخر موجود -في إشارة للبرنامج الإسرائيلي- وعن الإمكانات التي تطرح اليوم لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط وأن تشمل كل الدول بلا استثناء.وفيما يتعلق بمؤتمر المراجعة الذي يعقد في نيويورك، وهل يكفي البيان الذي أصدرته الدول الكبرى بشأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، قال موسى إن مما لا شك فيه أن التعبير عن النوايا بدعم إقامة منطقة خالية من السلاح النووي مهم، ولكن هذا لا يكفي لأن هناك نشاطا نوويا في المنطقة، وهذا النشاط النووي فيه برنامج قائم وموجود وهو البرنامج الإسرائيلي، وهناك برنامج محتمل الآن يتم التبادل معه إيجابيا بعد المبادرة التركية-البرازيلية، ومن ثم فإن البيان والكلام والفقرات الطيبة لا تكفي.وبخصوص إصرار المسؤولين الإسرائيليين على ما يسمى سياسة الغموض النووي، قال الأمين العام للجامعة العربية إن "سياسة الغموض النووي" أصبحت اسما على غير مسمى، وهو غموض في العنوان ووضوح تام فيما يتعلق بالسلاح النووي.على صعيد آخر، أوضح عمرو موسى أن سياسة الجوار العربي قد تبلورت، مشيرا إلى أنه أرسل بشأنها مذكرة لكل الدول العربية.وكشف أن عددا من دول الجوار غير العربية اتصلت به مرحبة بمد اليد العربية لهم لتشكيل منتدى أو محفل أو رابطة تضم كل الدول، خصوصا أن هناك مصالح مشتركة بين الدول العربية ودول الجوار، وضرب مثالا على ذلك بالعلاقة بين مصر وإثيوبيا، وبين إيران ودول الخليج، وبين دول جنوب الصحراء وبين دول المغرب العربي، وبين تركيا والدول العربية، قائلا: "إن كل هذه مسائل تستدعي أن نجلس سويا". وتساءل عمرو موسى: "أيعقل أن شأنا نوويا كبيرا كالبرنامج الإيراني لا يوجد حوار عربي-إيراني حوله، بينما يوجد حوار في كل الدنيا من آسيا وأميركا الجنوبية وأوروبا".وأضاف أن هذا يظهر أهمية المنتدى العربي-التركي المقرر عقده الشهر القادم، وهو من المنتديات العربية المبكرة، مشيرا إلى أن تركيا من أوائل الدول المذكورة في مقترح رابطة الجوار العربي، وأن هذه المنتديات المشتركة بين الدول العربية وعدد من الدول والمناطق المهمة مثل الصين واليابان والهند وروسيا وأميركا الجنوبية، تخدم المصالح العربية.وفي السياق نفسه يتوجه موسى اليوم إلى بيروت للقاء كبار المسؤولين هناك على رأسهم الرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان، ورئيس الوزراء سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال إن الهدف من زيارته إلى لبنان هو المشاركة في المنتدى الاقتصادي في بيروت، إضافة إلى ندوة خاصة بالاقتراح الذي قدمه للقمة العربية بسرت بشأن سياسة الجوار العربية.يذكر أن الأمين العام لجامعة الدول العربية قدم خلال القمة العربية الأخيرة بسرت اقتراحا بإنشاء رابطة لدول الجوار العربي، واقترح البدء بضم كل من تركيا وتشاد إليها، ورحبت عدد من الدول بهذا المقترح وطلبت منه تقديم مقترح تفصيلي حول الموضوع. (العرب)=====================================