المغرب يسقط أوهام إقفال ملف احتلال سبتة ومليلية بالتقادم

الثلاثاء، مايو 18، 2010

ميلود آيت ميموني: ردت مدريد بتعنّت على دعوة وجهّها لها المغرب لإنهاء ملف احتلالها لأراض مغربية مدعية أن "السيادة" الاسبانية على مدينتي سبتة ومليلية في شمال المغرب غير قابلة للنقاش.واكدت نائبة رئيس الحكومة الاسبانية ماريا تيريزا فرنانديز دو لا فيغا في تصريح إذاعي أن "السيادة والطابع الاسباني لسبتة ومليلية ليسا مطروحين للنقاش في اي شكل من الاشكال"، وان المغرب الذي "نقيم معه علاقة جيدة، يعرف هذا الموقف".وكانت دعوة وجهها رئيس الوزراء المغربي الى إسبانيا للحوار من أجل إنهاء احتلال مدينتي سبتة ومليلية في شمال المغرب أعادت إلى الواجهة قضية المدينتين المحتلتين في خطوة أثنى عليها نشطاء سياسيون سبق وانتقدوا ما اعتبروه "صمتا حكوميا" إزاء إصرار اسباني على احتلال جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية.غير أن الخطوة لم تخل من تشكيك منتقدين لحكومة الفاسي اعتبروا تلك الدعوة مجرد مناورة تكتيكية ردا على سلسلة من المواقف الإسبانية تتعلق بمشكل الصحراء محل النزاع بين الرباط وجبهة البوليزاريو.وكان الدعم السياسي والإعلامي الذي أسدته مدريد منذ أشهر للناشطة الصحراوية أميناتو حيدر أثار حفيظة الرباط.غير أن الدعوة المغربية الجديدة تؤكد عدم إقفال الرباط لملف المدينتين، وأن إثارة الملف مسألة وقت وتحين للظروف المواتية كما سبق وأكد ساسة مغاربة مرارا قاطعين الطريق على أمل اسبانيا في اقفاله بالتقادم، حيث يعود احتلال المدينتين إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر ميلاديا.وقال رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي خلال تقديمه حصيلة سنتين ونصف من عمل الحكومة التي يترأسها أمام مجلس النواب: "ندعو الصديقة إسبانيا إلى الحوار مع المغرب من أجل إنهاء احتلال هاتين المدينتين المغربيتين والجزر السليبة المجاورة لهما، وفق منظور مستقبلي".وتشمل الجزر التي تحدث عنها الفاسي جزيرة ليلى التي كادت تتحول إلى مسرح لمواجهة عسكرية سنة 2002 حين قام المغرب بإنزال أفراد من قواته في الجزيرة لإقامة مركز مراقبة لمنع تسلل المهاجرين وتهريب المخدرات، فردّت اسبانيا بإرسال أفراد من بحريتها لاستعادة السيطرة على الجزيرة..واضاف الفاسي "يتعين أن يأخذ هذا المنظور بعين الاعتبار المصالح المشتركة للبلدين والحقائق الاستراتيجية والجيو -سياسية الجديدة، التي تجعل تجاهل حق المغرب في استرجاع "المدينتين" لا يساير روح العصر، وعلاقات حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية بين المملكتين المغربية والإسبانية".ولا يخلو السلوك الاسباني من استفزاز لمشاعر المغاربة حيث سبق وأثارت زيارة العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس للمدينتين في الخامس والسادس من تشرين الثاني-نوفمبر 2007، توترا شديدا مع الرباط ادى الى سحب الاخيرة سفيرها من اسبانيا لأسابيع عدة.وفي ما يتعلق بملف الصحراء، اعتبر رئيس الوزراء المغربي ان "افاقا واعدة تقدمها مبادرة الحكم الذاتي في محافظات الجنوب". ويعتبر مشكل الصحراء الذي تتمترس الأطراف الثلاثة المتدخلة فيه: المغرب والبوليزاريو والجزائر خلف مواقفها عقبة كؤودا أمام إرساء علاقات طبيعية بين المغرب والجزائر، ومن ثم أمام استكمال بناء اتحاد دول المغرب العربي الذي لم يتمكن من عقد قمة لرؤسا ء بلدانه منذ أمد بعيد.وينتقد نشطاء سياسيون مغاربيون التعويل على الأمم المتحدة لحل النزاع، ولا يستبعدون وجود إرادة من قوى عالمية لإطالة أمده للحؤول دون قيام تكتل فاعل في منطقة المغرب العربي يرون أن له مقدرات بشرية واقتصادية ضخمة.(العرب اونلاين )
===================================