عباس يحسم موقفه من المقترحات الاميركية بعد اجتماع وزاري عربي في القاهرة

الأربعاء، مارس 03، 2010



عباس يحسم موقفه من المقترحات الاميركية بعد اجتماع وزاري عربي في القاهرة


(ا ف ب) - اجتمع وزراء خارجية الدول العربية ال 15 الاعضاء في لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في القاهرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيحسم موقفه من المقترحات الاميركية لاستئناف مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل في ضوء الموقف العربي الذي سيتفق عليه الوزراء.
وقال عباس، في تصريحات ادلى بها عقب لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك صباح الثلاثاء، "سيتم خلال اجتماع اليوم طرح كل التفصيلات المتعلقة" بالمقترحات الاميركية لاجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل.
واضاف "نحن كجانب فلسطينى سنلتزم بما يتمخض عنه هذا الاجتماع" موضحا ان المقترحات الاميركية "كانت محل مباحثات مطولة بيننا وبين الجانب الاميركي، وبخاصة حول أسس ومرجعيات ومدة مثل تلك المفاوضات".
وتابع في تصريحاته، التي نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، ان "هذا الموضوع سيكون محل مناقشة فى اجتماع لجنة المتابعة العربية الوزارية، الذى سيعقد فى وقت لاحق اليوم، اذ اننا أكدنا منذ اللحظة الاولى أن مثل هذه المفاوضات هي مسألة لا بد أن تكون محل تشاور، بحيث يتم أخد الموقف العربي بعين الاعتبار تماما". وغاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن الاجتماع.
وقبيل بدء الاجتماع، دعا الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة الى الموافقة على المقترح الاميركي باستئناف المفاوضات غير المباشرة لابطال "ذرائع اسرائيل" مؤكدا ان الاخيرة تريد التهرب من مسؤولياتها ومن المفاوضات.
وقال ابو ردينة للصحافيين ان "إسرائيل لا تريد العودة للمفاوضات، بل تريد أن تلوم الجانب الفلسطيني بالقول إن الفلسطينيين لا يريدون الدخول في مفاوضات لذلك لابد من نزع هذه الذريعة بكشف حقيقة الموقف الإسرائيلي لدى المجتمع الدولى والإدارة الأميركية".
واضاف ابو ردينة ان "مفاوضات التقريب (غير المباشرة المقترحة حاليا تقوم على أساس أن يستمر (الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج) ميتشيل بالتنقل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وميز بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مؤكدا انه "ليس هناك أية أفكار حاليا تتعلق باستئناف المفاوضات المباشرة والموقف الفلسطيني والعربي بخصوص هذا الموضوع واضح فلا بد من وجود مرجعية واضحة للمفاوضات، والوقف التام للاستيطان".
ومن جهة اخرى، افاد ديبلوماسي عربي يشارك في الاجتماع ان مشروع القرار الفلسطيني المعروض على الوزراء يتضمن "الترحيب باستمرار ميتشيل في مهمته من اجل محادثات تقريبية بين الفلسطينيين والاسرائيليين (مفاوضات غير مباشرة)".
كما يؤكد المشروع الفلسطيني على "عدم انطلاق المفاوضات المباشرة الا بتوفر مرجعية واضحة لعملية السلام ووقف الاستيطان ووضوح الموقف الاميركي في ما يخص حدود الدولة الفلسطينية".
وينص مشروع القرار على "الطلب من الولايات المتحدة التعهد بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) اذا ذهب الجانب العربي الى مجلس الامن لاستصدار قرار بحدود الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي كخطوة نحو الاعتراف بالدولة حال الاستقلال". وكان عباس اكد بعد لقائه مبارك ان "الفلسطينيين لا يمكن ان يسكتوا على الانتهاكات الاسرائيلية وخاصة فيما يتعلق بالحرم القدسي".
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين ان مشروع بناء 600 وحدة سكنية في احد احياء الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية "غير بناء" ويزعزع الثقة بين الاطراف.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كرولي "لقد ابلغنا حكومة اسرائيل بقلقنا الشديد امام هذا النشاط غير البناء والذي يزعزع الثقة بين الاطراف".
وكشفت صحيفة هآرتس في 26 شباط/فبراير ان السلطات الاسرائيلية اعطت الضوء الاخضر لبناء 600 وحدة سكنية في احد احياء الاستيطان في القدس الشرقية وهو قرار اعتبر الفلسطينيون انه يسعى الى "افشال جهود السلام".
واضاف كرولي ان واشنطن تدرك ان "العدد الاجمالي للوحدات السكنية خفض مقارنة مع المشروع الاساسي" (الذي يعود الى العام 2008) وان اعطاء الضوء الاخضر "لا يعني الموافقة النهائية على المشروع".
وحول المطلوب بالنسبة الى القدس من القمة العربية التي ستعقد في ليبيا نهاية الشهر الجاري، قال الرئيس الفلسطيني ان "المطلوب من العرب اتخاذ موقف محدد وواضح بالنسبة للقدس بشكل خاص وان ينظروا اليها على انها عاصمة الامة العربية والاسلامية والمسيحية وان يهتموا بها ويرعوها وان يضعوا كل الامكانيات الضرورية للحفاظ على الارض والسكان الذين يتعرضون للطرد وسحب هوياتهم".
وحذر عباس من انه "اذا لم تبادر وتسارع الامة العربية من اجل حماية القدس فسوف يكون الوقت متأخرا كثيرا، وهو ما نرجو الا يحدث". وكانت صدامات عنيفة وقعت الاحد في القدس في محيط الحرم القدسي بين الشرطة الاسرائيلية وعشرات الفلسطينيين. واندلعت هذه المواجهات اثر شائعات بدخول يهود متطرفين الى باحة الحرم القدسي وهو ما نفته الشرطة الاسرائيلية.
==========================================================