تغيير شعار "الإسلام هو الحل" يثير جدلا داخل "إخوان" مصر

الجمعة، مارس 05، 2010


تغيير شعار "الإسلام هو الحل" يثير جدلا داخل "إخوان" مصر

آثارت فكرة تغيير شعار "الاسلام هو الحل" بوادر خلاف داخل جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، استعدادا لخوض الانتخابات المقبلة وفي محاولة لتفادي الملاحقة الأمنية من قبل سلطات البلاد.
وقال الدكتور محمد جمال حشمت عضو مكتب شورى الجماعة إن هناك اتجاه إلى تغيير شعار "الإسلام هو الحل" الذي ترفعه الجماعة في الانتخابات المقبلة .
وأشار حشمت في اتصال هاتفي لشبكة الاعلام العربية "محيط" :" الضغوط الأمنية والرغبة في الموائمة هي أسباب قد تدفعنا لتغيير الشعار" ، مشددا على أن هذه الخطوة لازالت مجرد احتمال أو فكرة مطروحة للمناقشة بين أعضاء الجماعة.
وأوضح : "شعار الجماعة الإسلام هو الحل ما زال قائما وهو شعار شرعي و رسمي ودستوري مؤيد بحكمين سابقين من القضاء المصري".
وردا على سؤال حول الشعارات البديلة المقترحة قال إنها ستكون شعارات تمس احتياجات المواطن مثل "الإصلاح هو الحل".
لا لتغيير الشعارمن جهته رفض محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد بالجماعة هذا الاتجاه ، قائلا" لا يوجد مثل هذا التفكير فشعار الإسلام هو الحل باق في كل فعاليات الإخوان وسيتم استخدامه في الانتخابات بجميع مستوياتها سواء محلية أو الانتخابات البرلمانية".
وأكد مرسي لـ"محيط" أن "تغيير الشعار لم ولن يتم طرحه فالإسلام هو الحل الثابت المستمر وله معنى ومدلول هو أن المنهج الإسلامي معروف في الحكم في كل المجالات في المبادئ العامة والتفصيلية وهو صالح في كل شئون الحياة لتحقيق المصلحة وهو يحقق العدل للمسلم وغير المسلم".
واستطرد: "لا مجال للحديث عن تغيير هذا الشعار فالضغوطات الأمنية على الجماعة مستمرة منذ عشرات السنين ولا يجب أن نغير الشعار من اجل إرضاء من يظلم الناس ويخالف الدستور ونبحث له عن مبرر".
أزمات الاخوانومن جانبه ، أكد ضياء رشوان الخبير والمحلل السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن الاخوان المسلمين لديهم من الأزمات الداخلية سواء أزمة المحبوسين من أعضاء مكتب الارشاد وتصعيد النظام السياسي ما يجعلهم غير متفرغين لتغيير الشعارات.
وقال رشوان لـ"محيط" :" استاذ جمال حشمت ليس عضو بمكتب الارشاد وربما ترجع رغبته في تغيير الشعار إلى قناعته الشخصية أو في محاولة لمواجهة الانتقادات التي وجهت لهذا الشعار من أطراف محايدة ومقربة من الجامعة وأخرى بداخل الجماعة".
وأشار رشوان" ليس هذا شعار تاريخي ولكنه ظهر على الساحة مع انتخابات عام 1987 ، الا أن عمر الجماعة أكثر من 80 عاما لذا فهو لا يمثل جزء من تراث الجماعة".
وشكك رشوان في مدى جدوى تغيير الشعار ، قائلا" مصر مقبلة على انتخابات التشريعية بمجلسي الشعب والشورى ، ونتائج هذه الانتخابات معروفة سلفا لذا فأن تغيير هذا الشعار لن يجدي".
وقال ضياء رشوان إن الشعارات في الانتخابات والبرامج السياسية وثقل المرشحين هو الذي يصنع الفارق ، الا أن الشعار وحده ليس له كل الدور".يشار إلى أن قوات الأمن المصرية شنت قبل أيام حملات اعتقال لقادات وعناصر الجماعة بالقاهرة وعدد من المحافظات.
ومن بين المعتقلين نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود عزت و3 من أعضاء مكتب الإرشاد (عصام العريان وعبدالرحمن البر ومحيى حامد )، بالإضافة إلى 11 من قيادات الجماعة بالمحافظات.
وتتهم النيابة معظم المعتقلين بالانضمام لجماعة محظورة الغرض منها منع مؤسسات الدولة العليا من ممارسة أعمالها، والإضرار بالأمن والسلم الاجتماعى، إضافة إلى حيازة أوراق ومطبوعات تروج لأفكار الجماعة المحظورة، وهى جماعة الإخوان المسلمين. كما وجهت النيابة لبعض المعتقلين تهمة محاولة تنظيم معسكرات مسلحة للقيام بأعمال عدائية داخل البلاد.
الهجوم على الشعاركان تمسك الإخوان المسلمين بشعارهم قد أثار انتقادات عديدة لاسيما من الأقباط أو منتقدي ما يسمى بـ"الإسلام السياسي". ورفض الخبير بمركز "الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية" عمرو الشبكي في تصريح سابق إصرار جماعة الإخوان على طرح شعار "الإسلام هو الحل"، مضيفًا أنّ عصر الشعارات والمرجعيات الكلية التي تطبق بمعزل عن الواقع السياسي المعاش قد انتهى.
واعتبر أن السر في إصرار الجماعة على التمسك بشعار "الإسلام هو الحل"، مردّه في الأساس "ضبابية الشعار الذي يعطي انطباعًا عامًا لدى أي مستمع أنه أمام روشتة جاهزة من شأنها حل قضايا المجتمع، وذلك بصرف النظر عن المضمون الذي يحتويه هذا الشعار".
وتابع: " جماعة الإخوان قد أخطأت في طرح هذا الشعار الذي يمكن تلمس الأعذار في طرحه خلال حقبة الثمانيات عندما كانت الجماعة تبحث عن موطئ قدم في الحياة السياسية، أما الآن وبعد كل هذه التجربة البرلمانية والحزبية فإنه كان جديرًا بالجماعة طرح شعارات مدنية تحمل في ثناياها رؤية سياسية واجتماعية وثقافية حديثة منبثقة من مشروعها السياسي الذي طالما أعلنته للناس".
كما انتقد رجل الأعمال القبطي المعروف نجيب ساويرس شعار "الإسلام هو الحل"، الذي ترفعه جماعة الإخوان المسلمين، وقال في حديث سابق مع أحد الفضائيات المصرية : " هذا الشعار يصنع تمييزا بين المواطنين المصريين، فنحن في الأساس مصريون، ولو خيرت بين مصلحة بلدي ومصلحة طائفتي سأختار بلدي " .
تاريخ الشعار
وشعار "الإسلام هو الحل" تتبناه العديد من الحركات الإسلامية في العالم وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين . ويهدف متبنوا هذا الشعار إلي تطبيق الشريعة الإسلامية والعمل بالمبادئ الإسلامية في المجتمع.
وقد حصل الإخوان المسلمين في مصر علي حكم من محكمة القضاء الإداري في عام 2005م بجواز استخدام هذا الشعار في الحملات الانتخابية لعدم تعارضه مع الدستور وهو يتبني مادة رئيسية في الدستور وهي المادة الثانية "أن الإسلام دين الدولة الرسمي والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع".
وقد أصدرت محكمة القضاء الإداري أكثر من حكم قضائي نهائي يؤكد أن هذا الشعار يتفق مع أحكام المادة الثانية من الدستور الحالي، فضلاً عن أنه يُعبِّر عن هوية الدولة والأمة، ولا يتعارض مع مبدأ المواطنة التي تعني التساوي في الحقوق والواجبات وعدم التفرقة بين المواطنين على أساس الاعتقاد أو اللون أو الجنس".
كما أن أحكام القضاء الإداري استقرت على أن الإسلام هو الحل شعار انتخابي لا يتضمن سوى الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وهذا الهدف هو أحد مقاصد الدستور المصري، الذي نص في مادته الثانية على أن الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.\محيط ـ أميرة ذكي وأحمد عبدالعظيم\
=========================================================