تفجيرات نووية فرنسية في الجزائر في الستينات تخلف اثارا مشعة
(الجزائر) (رويترز) - تتسرب مواد مشعة من هذا الجبل في الصحراء الجزائرية حيث أجرى علماء فرنسيون تفجيرات نووية في الستينات لوثت التربة وسممت العلاقات بين فرنسا والجزائر.
واختارت فرنسا التي كانت تسابق لانتاج قنبلة نووية تعزز مكانتها كقوة عظمى ابان الحرب الباردة هذه المنطقة القاحلة في الجزائر التي كانت انذاك مستعمرة فرنسية لاجراء تفجيرات نووية قبل أن تطلب الجزائر التي نالت استقلالها حديثا وقف التفجيرات.
وبعد مرور نصف قرن تقريبا يقول سكان محليون ان التفجيرات النووية خلفت تركة من الدمار للبيئة ومشكلات صحية ويطالبون باريس باصدار اعتذار ودفع تعويض. وتؤيدهم الحكومة الجزائرية في هذا.
وأصبحت القضية رمزا للتوتر بين الجزائر وفرنسا. والجزائر غاضبة لان باريس لم تصدر اعتذارا أكبر لما تعتبره جرائم استعمارية ارتكبتها فرنسا. وبلغت العلاقات مستوى جديد من التدني هذا الاسبوع عندما اتهمت الجزائر فرنسا بالتقاعس عن دعمها في محاربة متشددي القاعدة.
ويبلغ حسين دخال الذي يعيش في قرية بالقرب من جبل عين اكر الان 83 عاما. ويتذكر عندما أجرت فرنسا تفجيرا نوويا في أول مايو أيار عام 1962 أطلق عليه انذاك اسم "بريل". ولم تنجح التجربة مما سمح بتسرب المواد المشعة من داخل الجبل.
قال دخال وهو يقف بالقرب من سفح الجبل الذي يبعد حوالي ألفي كيلومتر جنوبي العاصمة الجزائر "سمعت الانفجار. ومنذئذ تغيرت الحياة من حولنا... بدأت أمراض غير معروفة ومشكلات صحية في الظهور."
ونالت الجزائر استقلالها في عام 1962 بعد حرب قتل فيها مئات الالاف. ولكن سمحت معاهدة وقعها الرئيس الفرنسي شارل ديجول لانهاء الحكم الفرنسي للجزائر بالاستمرار في اجراء التجارب حتى عام 1966 .
وأجرت فرنسا 17 تفجيرا نوويا في عين اكر اعتبارا من عام 1961 حيث أجرت تفجيرات نووية تحت الارض داخل الجبل وفي منطقة رقان الصحراوية حيث أجريت تفجيرات فوق الارض.
وقال الحامل عمر الذي يرأس منظمة محلية تسعى لتنبيه الناس الى مخاطر التلوث الاشعاعي "قتل السرطان الكثير من الناس في المنطقة ولكن في الغالبية العظمى من الحالات لم يعرف الضحايا ولا اباؤهم أنهم كانوا مرضى.
"ومن بين المشكلات الاخرى التي عانى منها ضحايا التفجيرات النووية في المنطقة العقم والمياه البيضاء. لنتذكر أنها منطقة نائية والحصول على علاج طبي ترف لا يقوى كثيرون على تحمله."
وأضاف "ما نفعله هو تسليط الضوء على أسباب وفيات الناس في المنطقة. نريد مساعدة من الجماعتين الطبية والعلمية والحكومة تدعمنا."
ودخال لا يساوره الشك فيما يعتبره مسؤولية فرنسية. وقال لرويترز "أريد اعتذارا وتعويضا."
وتقول وزارة الدفاع الفرنسية ان الدراسات التي أجريت في ذلك الوقت بينت أن مستويات الاشعاع التي تعرض لها السكان المحليون كانت دون المستويات المقبولة وأن تلوث البيئة لم يصل الى درجة من السوء يشكل معها تهديدا للصحة.
واليوم توجد في أرجاء الجبل لافتات متاكلة مكتوب عليها كلمة "خطر" بالفرنسية والعربية كما تتناثر في أرجاء المكان قطع متروكة من المعدات وجزء من خط حديدي وبراميل من المعدن وعلب من الصفيح بل وحذاء جندي.
وحمل مسؤولون عدادات لقياس مستوى الاشعاع وهم يعرضون على الصحفيين والنشطاء في أرجاء الموقع أثناء زيارة نظمتها في الاسبوع الماضي وزارة المجاهدين الجزائرية.
وطبقا للمعلومات الجزائرية فان مستوى الاشعاع في بعض المناطق القريبة من موقع التفجيرات أعلى 20 مرة من الحالة العادية. وقال عالم للزوار في عين اكر "لا تمكثوا لاكثر من 10 دقائق. قد يكون ذلك خطيرا."
ويقول مسؤولون جزائريون ان فرنسا ترفض اطلاعهم على السجلات الخاصة بالتفجيرات مما يحجب عنهم مدى الخطر الناتج عن الاشعاع ويمنعهم من أخذ اجراءات فعالة لاحتوائه.
قال رولان دسبورديه الذي يرأس منظمة فرنسية مستقلة للمراقبة النووية " المنطقة تعرضت لتلوث اشعاعي. نحتاج الى معلومات عن المكان الذي دفنت فيه المواد الملوثة بالاشعاع ولذلك فمن الضروري الحصول على السجلات من فرنسا."
وقال لرويترز "لا أفهم لماذا تعارض فرنسا مبدأ تسليم السجلات للجزائر."
وقالت صحيفة فرنسية "ليس كل من يقولون انهم ضحايا للتجارب النووية جزائريون." وأشارت الصحيفة الى وثائق سرية هذا الشهر أفادت بأن فرنسا عرضت جنودها عن عمد للتفجيرات لدراسة تأثيرها على البشر.
وقال ميشيل دسوبريه الذي كان جنديا في الجيش الفرنسي في ذلك الوقت انه كان واحدا من حيوانات التجارب هذه دون أن يدري.
وقال في الاسبوع الماضي عندما عاد لزيارة جبل عين اكر "كنت هناك. وشاهدت سحابة هائلة على شكل عيش الغراب في أول مايو 1962 في الساعة الحادية عشر صباحا. رؤساؤنا تركونا في الموقع... ما حدث في عين اكر غير مقبول."من الامين شيخى
واختارت فرنسا التي كانت تسابق لانتاج قنبلة نووية تعزز مكانتها كقوة عظمى ابان الحرب الباردة هذه المنطقة القاحلة في الجزائر التي كانت انذاك مستعمرة فرنسية لاجراء تفجيرات نووية قبل أن تطلب الجزائر التي نالت استقلالها حديثا وقف التفجيرات.
وبعد مرور نصف قرن تقريبا يقول سكان محليون ان التفجيرات النووية خلفت تركة من الدمار للبيئة ومشكلات صحية ويطالبون باريس باصدار اعتذار ودفع تعويض. وتؤيدهم الحكومة الجزائرية في هذا.
وأصبحت القضية رمزا للتوتر بين الجزائر وفرنسا. والجزائر غاضبة لان باريس لم تصدر اعتذارا أكبر لما تعتبره جرائم استعمارية ارتكبتها فرنسا. وبلغت العلاقات مستوى جديد من التدني هذا الاسبوع عندما اتهمت الجزائر فرنسا بالتقاعس عن دعمها في محاربة متشددي القاعدة.
ويبلغ حسين دخال الذي يعيش في قرية بالقرب من جبل عين اكر الان 83 عاما. ويتذكر عندما أجرت فرنسا تفجيرا نوويا في أول مايو أيار عام 1962 أطلق عليه انذاك اسم "بريل". ولم تنجح التجربة مما سمح بتسرب المواد المشعة من داخل الجبل.
قال دخال وهو يقف بالقرب من سفح الجبل الذي يبعد حوالي ألفي كيلومتر جنوبي العاصمة الجزائر "سمعت الانفجار. ومنذئذ تغيرت الحياة من حولنا... بدأت أمراض غير معروفة ومشكلات صحية في الظهور."
ونالت الجزائر استقلالها في عام 1962 بعد حرب قتل فيها مئات الالاف. ولكن سمحت معاهدة وقعها الرئيس الفرنسي شارل ديجول لانهاء الحكم الفرنسي للجزائر بالاستمرار في اجراء التجارب حتى عام 1966 .
وأجرت فرنسا 17 تفجيرا نوويا في عين اكر اعتبارا من عام 1961 حيث أجرت تفجيرات نووية تحت الارض داخل الجبل وفي منطقة رقان الصحراوية حيث أجريت تفجيرات فوق الارض.
وقال الحامل عمر الذي يرأس منظمة محلية تسعى لتنبيه الناس الى مخاطر التلوث الاشعاعي "قتل السرطان الكثير من الناس في المنطقة ولكن في الغالبية العظمى من الحالات لم يعرف الضحايا ولا اباؤهم أنهم كانوا مرضى.
"ومن بين المشكلات الاخرى التي عانى منها ضحايا التفجيرات النووية في المنطقة العقم والمياه البيضاء. لنتذكر أنها منطقة نائية والحصول على علاج طبي ترف لا يقوى كثيرون على تحمله."
وأضاف "ما نفعله هو تسليط الضوء على أسباب وفيات الناس في المنطقة. نريد مساعدة من الجماعتين الطبية والعلمية والحكومة تدعمنا."
ودخال لا يساوره الشك فيما يعتبره مسؤولية فرنسية. وقال لرويترز "أريد اعتذارا وتعويضا."
وتقول وزارة الدفاع الفرنسية ان الدراسات التي أجريت في ذلك الوقت بينت أن مستويات الاشعاع التي تعرض لها السكان المحليون كانت دون المستويات المقبولة وأن تلوث البيئة لم يصل الى درجة من السوء يشكل معها تهديدا للصحة.
واليوم توجد في أرجاء الجبل لافتات متاكلة مكتوب عليها كلمة "خطر" بالفرنسية والعربية كما تتناثر في أرجاء المكان قطع متروكة من المعدات وجزء من خط حديدي وبراميل من المعدن وعلب من الصفيح بل وحذاء جندي.
وحمل مسؤولون عدادات لقياس مستوى الاشعاع وهم يعرضون على الصحفيين والنشطاء في أرجاء الموقع أثناء زيارة نظمتها في الاسبوع الماضي وزارة المجاهدين الجزائرية.
وطبقا للمعلومات الجزائرية فان مستوى الاشعاع في بعض المناطق القريبة من موقع التفجيرات أعلى 20 مرة من الحالة العادية. وقال عالم للزوار في عين اكر "لا تمكثوا لاكثر من 10 دقائق. قد يكون ذلك خطيرا."
ويقول مسؤولون جزائريون ان فرنسا ترفض اطلاعهم على السجلات الخاصة بالتفجيرات مما يحجب عنهم مدى الخطر الناتج عن الاشعاع ويمنعهم من أخذ اجراءات فعالة لاحتوائه.
قال رولان دسبورديه الذي يرأس منظمة فرنسية مستقلة للمراقبة النووية " المنطقة تعرضت لتلوث اشعاعي. نحتاج الى معلومات عن المكان الذي دفنت فيه المواد الملوثة بالاشعاع ولذلك فمن الضروري الحصول على السجلات من فرنسا."
وقال لرويترز "لا أفهم لماذا تعارض فرنسا مبدأ تسليم السجلات للجزائر."
وقالت صحيفة فرنسية "ليس كل من يقولون انهم ضحايا للتجارب النووية جزائريون." وأشارت الصحيفة الى وثائق سرية هذا الشهر أفادت بأن فرنسا عرضت جنودها عن عمد للتفجيرات لدراسة تأثيرها على البشر.
وقال ميشيل دسوبريه الذي كان جنديا في الجيش الفرنسي في ذلك الوقت انه كان واحدا من حيوانات التجارب هذه دون أن يدري.
وقال في الاسبوع الماضي عندما عاد لزيارة جبل عين اكر "كنت هناك. وشاهدت سحابة هائلة على شكل عيش الغراب في أول مايو 1962 في الساعة الحادية عشر صباحا. رؤساؤنا تركونا في الموقع... ما حدث في عين اكر غير مقبول."من الامين شيخى
=========================================================