الطفلة اليمنية نجود..عمري عشرة أعوام ومطلقة

السبت، مارس 20، 2010

الطفلة اليمنية نجود..عمري عشرة أعوام ومطلقة

توثق قصة طلاقها في كتاب يصدر قريبا بتسعة عشر لغة.

ميدل ايست اونلاين نيويورك - تحكي الطفلة اليمنية نجود علي في كتاب يحوي سيرتها الذاتية المروعة والذي لم تقرأه بنفسها حتى الآن كيف أُرغمت وهي في التاسعة من عمرها على الزواج من رجل عمره ثلاثة أمثال عمرها وتعرضها للاغتصاب والضرب قبل أن تصنع تاريخا في اليمن بالحصول على الطلاق.
ونشر الكتاب هذا الشهر باللغة الانجليزية في الولايات المتحدة تحت عنوان "أنا نجود..عمري عشرة أعوام ومطلقة".
ومن المقرر نشره قريبا بالعربية حتى يتسنى للطفلة البالغة من العمر 12 عاما الآن أن تقرأ أخيرا قصتها التي جذبت اهتماما عالميا.
وكانت نجود تسلمت في عام 2008 جائزة امرأة العام التي ترعاها شركة لوريال وتكرم نساء قدمن مساهمات ملموسة في مجالات الترفيه والأعمال والرياضة والأزياء والعلوم والسياسة.
وقالت نجود في رسالة بالبريد الالكتروني أرسلتها بواسطة مترجمتها اليمنية والمخرجة السينمائية خديجة السلامي "لا أعرف ما فيه (الكتاب) سوى ما تم إبلاغي بشأنه. ما زلت انتظر قراءته بلغتي..لكنني أعتقد أن من المهم نشر قصتي لبقية العالم".
ولدى الناشرون خطط لنشر الكتاب الذي كتبته الصحفية الفرنسية ديلفين مينوي كما روي لها بتسعة عشر لغة بعد أن ظهر الكتاب لأول مرة في فرنسا العام الماضي.
وسلطت الأضواء قبل عامين على نجود بعد أن نشرت صحيفة يمن تايمز للمرة الأولى محنتها كطفلة عروس.
وسافرت نجود إلى نيويورك بعد أن حصلت على لقب امرأة العام من مجلة "جلامور" لتصبح رمزا دوليا لحقوق المرأة.
ويكشف الكتاب كيف وافق والدها الفقير الذي لديه أكثر من 12 طفلا على تزويجها وهي في التاسعة من العمر لرجل أكبر منها سنا.
وتقول نجود إن زوجها أخرجها من المدرسة واقتادها مع عائلته إلى قرية حيث مارس الجماع معها بالإكراه في الليلة الأولى لزواجهما.
وتستعيد نجود تلك الذكريات قائلة "مهما كنت أصرخ لم يأت أحد لمساعدتي. كان الأمر مؤلما بدرجة كبيرة وكنت وحيدة في مواجهة الألم".
وعندما سمح لها زوجها في نهاية المطاف بزيارة عائلتها في مدينة صنعاء انطلقت مسرعة وأوقفت سيارة أجرة وطلبت من سائقها التوجه بها إلى المحكمة.
وحصلت بمساعدة المحامية شذا ناصر المتخصصة في مجال حقوق الإنسان على قرار من المحكمة بتطليقها لتصبح أول طفلة عروس مطلقة في البلاد. لكن نهاية الكتاب ليست هي نهاية قصتها.
وتقول المخرجة خديجة السلامي التي تتابع عملية تعليم نجود إن الطفلة اليمنية فصلت من المدرسة العام الماضي بسبب تخلفها الدائم عن الحضور حيث كانت مشغولة للغاية في التحدث إلى وسائل الإعلام.
وبعد سماع قصتها ساعد الناشر الفرنسي ميشيل لافون عائلتها في شراء منزل.
وتحاول نجود الآن التركيز على دراستها التي تدفع تكاليف نفقاتها من الأموال التي حصلت عليها نظير نشر قصتها.
وقالت نجود عبر البريد الالكتروني "حياتي الآن في اليمن هادئة وأعيش مثل طفلة سعيدة من الطبقة المتوسطة. عشت العام الماضي حياه فقيرة بائسة".
ودفعت قضيتها وقضايا فتيات مطلقات أُخريات بعدها المواطنين اليمنيين للمطالبة بحظر زواج الفتيات قبل سن الثامنة عشرة.
لكن صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" يقول إن ربع الفتيات في اليمن مازلن يتزوجن في سن الخامسة عشرة.
وكما أشارت في مذكراتها فان زواج البنات الأطفال في اليمن تغذيه مجموعة عوامل تشمل انعدام حقوق المرأة والمصاعب الاقتصادية وثقافة تأسف على إلحاق العار بالعائلات مما يجعل من الصعب الإفصاح عنه.
وسوف يتبين رد فعل المواطنين اليمنيين إذا نشرت القصة في نهاية الأمر هناك.
وقالت السلامي إن الكتاب ساعد نجود ماديا رغم أن بعض اليمنيين يعتقدون أن الغرب يستغل قصتها لجني أرباح وتقديم صور سيئة عن اليمن.
==========================================