الخارجية الأمريكية: الضربة الصهيونيّة لإيران.. وشيكة!

السبت، مارس 06، 2010


الخارجية الأمريكية: الضربة الصهيونيّة لإيران.. وشيكة!


باتت قضية توجيه ضربة عسكرية صهيونية لإيرانية على طاولة اصحاب القرار سواء في الإدارة الأمريكية أو الحكومة الصهيونية، وفق عدد من المراقبين ومتابعي الشؤون الشرق الأوسطية. ويرى المراقبون أن ثمة مؤشرات تدعو إلى القلق تجاه اقتراب موعد ما يسمى «الضربة الاستباقية» لإيران، أهمها القمة السورية الإيرانية الأخيرة في دمشق بمشاركة المقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
والحديث عن تضامن اقليمي بين المشاركين في مواجهة اي عدوان محتمل، اضافة إلى الحديث عن شرق اوسط مقاوم، عبّرت عنه القمة. يضاف إلى ذلك البروز الاعلامي الكبير للحديث الأمريكي - الإسرائيلي عن «الخطر الإيراني»، تزامناً مع تراجع الحديث عن كوريا الشمالية والصين وروسيا وأمريكا اللاتينية، ومحاولة ابراز الملف النووي الإيراني كأنه مشكلة العالم، اضافة إلى الصدام القوي بين المفهومين، مفهوم الشرق الاوسط المقاوم الذي كرّسته قمة دمشق الأخيرة، ومفهوم الشرق الاوسط الجديد الذي حاولت تكريسه الدوائر الإسرائيلية والأمريكية.
وفي هذا السياق يمكن رصد التزايد الكبير في تعاطي مركز الابحاث الأمريكية مع احتمالات الضربة الإسرائيلية القريبة لإيران، ومنها الدراسة التي نشرها اخيراً مركز الاجراءات الوقائية التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية بعنوان «ضربة إسرائيلية محتملة لإيران»، وبحسب الدراسة فان احتمال توجيه هذه الضربة يزداد استناداً إلى عدة عناصر، من أهمها تصريحات الرئيس الإيراني احمدي نجاد شديدة اللهجة التي ينكر فيها المحرقة اليهودية التي دأبت إسرائيل على ابرازها، وضرورة محو إسرائيل عن الخريطة، اضافة إلى حديثه عن ضرب العمق الإسرائيلي في حال اي هجوم أمريكي على مفاعلات إيران النووية.
ووفق الدراسة فإن هذه التصريحات تقوي الاتجاه «الإسرائيلي» المناصر للحرب، وتؤكد الدراسة أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتن ياهو كان يشير إلى تصريحات احمدي نجاد في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة حين أكد الطابع اليهودي للدولة الإسرائيلية، وأن المحرقة هي علامة فارقة في التاريخ اليهودي.
وتضيف الدراسة مؤشرات أخرى لاقتراب الضربة العسكرية منها اعتماد «إسرائيل» على الضربات الجوية مما يقلل خسائرها، والمعلومات الاستخباراتية عن الأهداف المراد تدميرها، كما عبر المسؤولون «الإسرائيليون» في أكثر من مناسبة عن خوفهم من دعم إيران للجماعات المسلحة المعادية «لإسرائيل» وعن انتقال التقنية النووية إلى هذه الجماعات في حال نجاح إيران في امتلاك السلاح النووي.
وحسب الدراسة سيكون هذا أهم أسباب توجيه ضربة «إسرائيلية» لإيران، لكن يتخوف «الإسرائيليون» حسب الدراسة من أن تكون ضربتهم لإيران اشبه بسياسة «جز العشب» بحيث تقوم إيران بعد الضربة باعادة بناء برنامجها النووي مرة ثانية مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة. وتتحدث الدراسة عن عدة مؤشرات على قرب الضربة «الإسرائيلية» لإيران ومن اهمها التعزيزات العسكرية الإسرائيلية في الفترة الاخيرة، ففي تموز 2008 قامت إسرائيل بتدريبات جوية عسكرية طويلة المدى تضم سرباً مكوناً من مائة طائرة، اضافة إلى تدريبات على عمليات الانقاذ باستخدام طائرات الهليوكوبتر، مع تدريبات على عمليات اعادة التزوّد بالوقود نظراً لطول المسافة التي تفصلها عن إيران، لضمان سرعة تنفيذ العملية. وتورد الدراسة مؤشراً آخر تصفه بالمفاجئ وهو إبراز «إسرائيل» أمام العالم أن لديها خيار الهجوم البحري وذلك من خلال مرور غواصات بحرية «إسرائيلية» من قناة السويس في تموز 2009 وبداية عام 2010، وتؤكد الدراسة أن عنصر المفاجأة سيكون حيوياً اذا ما قررت إسرائيل توجيه ضربة عسكرية لإيران، كما ستكون الضربة قوية جداً.
كما اشارت الدراسة إلى عدد من المؤشرات القادمة من داخل «إسرائيل» أبرزها المداولات الحكومية الداخلية وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين انفسهم.
والاستنفار الاستخباراتي وتجميع معلومات الشديدة الدقة عن إيران ومنشآتها، اضافة إلى عدد من الاحتياطات التي تتخذها إسرائيل بصورة لا سابق لها، مثل توزيع اقنعة واقية من الغازات الجرثومية، وتوفير الملاجئ وتجهيزها، واجراءات أخرى شبيهة لتقليل اضرار أي هجمة انتقامية، والعمل على تعزيز الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان خوفاً من دخول لبنان عبر «حزب الله» في حرب ضد «إسرائيل».
وتشير الدراسة إلى أن استلام إيران لصواريخ أرض - جو الروسية المتقدمة S-300 المتعددة المخاطر شجع «إسرائيل» على اتخاذ قرار بالاستباق بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
وتتحدث الدراسة عن الموقف الأمريكي، وأن «إسرائيل» تعتقد ان البيت الابيض لا بدّ وأن يعطي الضوء الاصفر في كل الحالات، سواء توصل الى اتفاق مع إيران يحقق اهداف الولايات المتحدة، أو في حال استنفاد كل الوسائل الدبلوماسية وعدم التوصل لحل، كما تؤكد ان الخيارات متاحة أمام الأمريكان لاستيعاب الأزمة الناتجة عن الضربة «الإسرائيلية» وإدارتها، ومن هذه الخيارات العمل مع دول أساسية في المنطقة مثل الإمارات المتحدة وقطر والبحرين، والتنسيق الاستخباراتي معها لادارة نتائج الازمة، وتكثيف الدفاعات الجوية وقوات الحماية في الخليج والعراق، ومناقشة احتمالية الضربة الانتقامية الإيرانية وتكاليفها مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولي مجلس الأمن القومي العراقي، ومناقشة احتمالية قيام إيران بغلق مضيق هرمز واستخدام القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية لزيادة استعدادات «الدول الصديقة»، التي يوجد فيها عناصر للحرس الثوري الإيراني، اضافة إلى تحسين الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية بامدادها بصواريخ باليستية لاستخدامها ضد اي هجمة انتقامية إيرانية.--- الامان
===========================================================