فى ذكرى انتصار اكتوير العظيم

السبت، أكتوبر 03، 2009

الإعلام الإسرائيلي يفتح ملف هزيمة "الجيش الذي قُهر"


محيط - بعد مرور 36 عاما على انتصارات أكتوبر/تشرين أول المجيدة والتي تتزامن مع احتفالات إسرائيل بما يسمى "عيد الغفران" الذي يبدأ يوم الثلاثاء القادم ، أعادت وسائل إعلام دولة الاحتلال فتح ملف إخفاقات مؤسساتها العسكرية والأمنية والذكريات المؤلمة التي ما زالت تعصف في كافة كيانات المجتمع الإسرائيلي اثر هزيمة جيش الإحتلال في حربه ضد مصر وسوريا في اكتوبر/تشرين أول عام 1973.
و كتب عاموس جلبوع رئيس قسم الأبحاث الأسبق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مقالا في صحيفة " معاريف " العبرية عن الدروس المستفادة من الفشل في حرب 1973 ، حيث أشار إلى أن الاحتفال بيوم "عيد الغفران " الذي يعتبر يوما مقدسا فى الشعيرة اليهودية يرتبط في ذاكرة الإسرائيليين بـ "حرب أكتوبر \ تشرين 1973" و"تذكرهم دائما بفشل الاستخبارات الإسرائيلية".
وأوضح جلبوع أن "الفشل في حرب يوم الغفران أوسع وأعمق من فشل مؤسسة الأستخبارات فقط ، بل كان فشلا مطلقا لكل الأجهزة الحكومية في إسرائيل ولغالبية النخب في المجتمع الإسرائيلي".
وتابع جلبوع أنه "من أهم عوامل الإخفاق اعتقاد المؤسسة الأمنية والسياسية لدولة الإحتلا بأن الرئيس المصري الراحل أنور السادات لن يجرؤ على شن الحرب لأنه يخشى من قوة جيش الاحتلال، ولذلك سيرتدع عن خوض الحرب".
واختتم جلبوع مقاله عن إخفاقات اسرائيل بالقول : "إن قيادتنا لم تؤمن بأنها تستطيع أن تخطيء ولم يخطر في بال الجمهور الإسرائيلي أن قيادتنا قد تخطيء يوما".
الإسرائيليون يبكون الهزيمة
وعن الأهمية الخاصة التي يوليها الإسرائيليون لحرب أكتوبر/تشرين أول ، قال الكاتب الإسرائيلي عاموس ريغيف في صحيفة "يسرائيل اليوم" العبرية إن هذه الحرب أدت الى مقتل أكثر من 2600 إسرائيلي ، وأضاف : "أن كل فرد من الإسرائيليين كاد أن يفقد صديقا أو أخا أو قريبا أو معرفة ، بعد أن ضرب الموت كل شارع و حي و مدينة في إسرائيل" .
وأوضح الكاتب أن الحرب "غيرت تصور الإسرائيليين عن أنفسهم ودولتهم ومستقبلهم، لأنها بينت أن الطرف الثاني يستطيع أن يسمح لنفسه بأن يخسر مرة بعد أخرى وأن يحاول مرة أخرى ، أما نحن فلا نستطيع أن نسمح لأنفسنا ولو بهزيمة واحدة ، لأن أول هزيمة لنا ستكون الأخيرة أيضا".
وعن صدمة الإسرائيليين من هزيمة 1973، اعتبر عوفر شيلح كبير المعلقين الاستراتيجيين بـصحيفة " معاريف " أن "حرب يوم الغفران هي بمثابة الحرب العالمية الثانية لليهود".
وأضاف: "إنه منذ انتهت الحروب تحول جيش الاحتلال إلى انعكاس دقيق للمجتمع الإسرائيلي المتصارع والمميت".
وأشار المعلق الاستراتيجي أن "كل بيت في إسرائيل كان أثناء الحرب بمثابة أرض في المعركة حيث ذاقت الآلاف من الأسر الإسرائيلية مرارة الخسارة".
وختم المعلق الإسرائيلي بالقول : " بعد أن انتهت الحروب الجسورة التي كانت تجمع المجتمع على هدف واحد ، تولد داخله خلافات سياسية وصراعات بين طوائفه المختلفة ، فتحول المجتمع نفسه لساحة معركة " .
يوميات شهيد مصري
وعن بسالة الجندي المصري، أوردت صحيفة " معاريف " الإسرائيلية يوميات مكتوبة بخط مرصوص جميل سقطت من أحد الشهداء البواسل ويدعى محمد ناده أثناء الحرب وجاء فيها : "أكتب هذه الأوراق على أرض سيناء وإزائي دبابة للعدو. وصلنا سيناء من طريق القناة. عبرنا في الساعة الثانية والنصف. جلسنا على الأرض ونحن ننتظر التقدم والهجوم . توجد خسائر، الدبابة الأولى التي انفجرت كانت لي. لينصرنا الله".
وفي اليوم التالي للحرب كتب الشهيد يقول : "بدأت أفكر في البيت .. في أمي .. في العائلة كلها وأتخيل ماذا يحدث إذا مت. ماذا تساوي الحياة هنا في جحيم سيناء؟ أنا أكره الحرب، لكنني في الوقت نفسه مستعد للتضحية بحياتي من أجل بلادي ".
بعض الاسرى الإسرائيليين في حرب اكتوبر
وعن صدمة الجنود الإسرائيليين في الحرب، نقل موقع "والاه " العبري عن أحد الجنود الإسرائيليين ذكرياته المؤلمة مع الحرب قائلاً: " لقد اشتركت في معركة المزرعة الصينية التي تعتبر احدي أهم المعارك التي كان لها تأثير كبير من الناحية التكتيكية علي أرض المعركة ، وأصيبت بصدمة نفسية من هول ما رأيته في الحرب مع المصريين أثرت على حياتي الشخصية والعائلية تماما".
وأضاف الجندي الإسرائيلي: " لازلت حتى يومنا هذا وبعد مرور 36 عاما أتذكر ذكرياتي المؤلمة مع الحرب ، فقد سقط منا الكثيرون منا مابين قتيل وجريح ".
وتابع قائلاً : "هذا ما دفعني للتوجه إلى وزارة الحرب بالتماس لاحتسابي من مصابي حرب أكتوبر، ولكنها رفضت مما اضطرني للجوء للمحكمة التي أوصت وزارة الحرب بقبول التماسي".
-----------------------------------------------------------------------------------------------