نائب رئيس جمهورية العراق : فوجئت "بتوقيت" إعدامي والمالكي يغطي على فشله السياسي

الثلاثاء، سبتمبر 11، 2012

وصف طارق الهاشمي نائب رئيس جمهورية العراق قرار الحكم عليه بالإعدام غيابيا الذي صدر عن المحكمة الجنائية العليا في بغداد الاحد بـ"المفاجئ"، مؤكدا انه مفاجئ في توقيته وليس في مضمونه، واوضح انه منذ البداية كان يتوقع صدور مثل هذا القرار.وكشف الهاشمي في أول حديث لصحيفة عربية بعد صدور حكم الإعدام عليه، قائلا لـ"الشرق الأوسط" عبر الهاتف من أنقرة الاثنين "أقول مفاجئ في توقيته كوني تلقيت معلومات موثقة ومن جهات سياسية عراقية رفيعة المستوى تفيد بأن نوري المالكي، رئيس مجلس وزراء العراق، قد قرر تهدئة الموضوع وأن يتم تأجيل إصدار أي قرار، وذلك ضمن ما يطلق عليه عملية إجرائه للإصلاحات السياسية والتصالح مع بقية الكتل السياسية»، مشيرا إلى أن «هذه الرسائل تلقاها من شخصية كانت قد التقت بالمالكي نفسه مؤخرا".وأضاف الهاشمي أن "المالكي يتجه نحو المزيد من تصعيد الأوضاع وتعقيدها، وهذا ما دفعه للاستعجال بالضغط على المحكمة لإصدار قرار إعدامه لتفجير الأوضاع الطائفية ضمن أجندة تهدف إلى إغلاق الأبواب أمام جميع فرص الإصلاح السياسي التي لا يستطيع ولن يستطيع تنفيذها ، ووضع الجميع في طريق مغلق".ونبه إلى أن "صدور مثل هذا القرار الخطير بحق نائب رئيس جمهورية العراق وشخصية سياسية في هذا الوقت بالذات، يهدف إلى تشتيت الرأي العام وحرفه باتجاه بعيد عن مراقبة العراقيين واستيائهم من فشله (المالكي) السياسي وتراجعه عن تنفيذ كل وعوده سواء السياسية أو ما يتعلق بملفات الخدمات والاقتصاد والتراجع الأمني الخطير الذي يستهدف كل يوم أرواح العراقيين الأبرياء».وأشار إلى أن "توجيه دفة الأمور نحو الصراع الطائفي والتلويح بأن الهاشمي وحماياته هم من السنة الذين يقتلون الشيعة، أمر في غاية الخطورة ومغاير لكل الحقائق ولغرض التغطية على فشل المالكي الذي لا تسجل له أية إنجازات يعلنها في الانتخابات المقبلة سوى الأجندة الطائفية، فهو لم يقدم أي شيء للشعب العراقي ولا لعلاقات العراق بعالميه العربي والإسلامي".وحول الاتهامات التي وجهها مسؤول أمني عراقي الاثنين للهاشمي بأن مجاميع تابعة له كانت وراء تفجيرات بغداد ومناطق أخرى من العراق الاحد ، وأنها جاءت رد فعل على قرار الإعدام ، قال نائب الرئيس العراقي "من المعروف أن مثل هذه الهجمات الإرهابية تحتاج إلى تخطيط دقيق وتهيئة مسبقة وتنسيق مع نقاط التفتيش التي تأتمر بأمر المالكي لأنه القائد العام للقوات المسلحة، وأن صدور حكم الإعدام كان مفاجئا مثلما نوهت، فكيف لي وأنا في إسطنبول أن أهيئ لكل هذه التفجيرات وأخطط لها وأحركها من هنا ، وما هي المجاميع التي يتحدثون عنها.. لقد اتهموا حماياتي وموظفي مكتبي وأغلبهم رهن الاعتقال، ومن تبقى منهم تهجر أو اختفى، ومثل هذه التفجيرات لا تتم بين ليلة وضحاها ، متهما "بعض الأجهزة الأمنية التابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة بالوقوف وراء هذه التفجيرات لأنها كانت مهيأة مسبقا وجاءت لتتزامن مع قرار الحكم بالإعدام الذي كان المالكي يعرف بتوقيته بالضبط ومن ثم ليتم اتهامي وليقولوا إن مجاميع تابعة للهاشمي تقف وراء هذه التفجيرات".وحول مداخلات قرار الحكم، كشف الهاشمي عن أن "رئيس المحكمة الذي كان ينظر في القضية انسحب من المحاكمة لأنه لم يقتنع بإصدار مثل هذا القرار وغيابيا.. لكن هذه المحكمة والقضاء صار بيد المالكي الذي يريد للعراق أن يتحول إلى دولة فوضى ، ولهذا أدعو السيد رئيس الجمهورية باعتباره الحامي للدستور ومجلس النواب بصفتهم ممثلين عن الشعب إلى الوقوف ضد مثل هذه الإجراءات".وأكد الهاشمي أنه لا يزال في منصبه نائبا لرئيس الجمهورية، وقال "أنا حصلت على مئات الآلاف من أصوات العراقيين في الانتخابات، مما رشحني في البرلمان لمنصب نائب رئيس الجمهورية، ولم يتم تعييني من قبل شخص، والبرلمان وحده هو الذي يستطيع عزلي عن منصبي».وأشاد الهاشمي بموقف "مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق وقادة ائتلاف العراقية وجميع العراقيين الشرفاء الذين وقفوا ويقفون إلى جانبي».