الكاتب الأمريكى دايفيد إجناتيوس النموذج التركى فى مصر التى تحتاج إلى دور متوازن للجيش خلال المرحلة المقبلة

الاثنين، يونيو 25، 2012


أكد الكاتب الأمريكى دايفيد إجناتيوس فى مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن صعود مرسى إلى مقعد الرئاسة فى مصر يعنى أننا سوف نكون أمام اختبار جديد للديمقراطية الإسلامية على غرار النموذج التركى فى مصر، والذى تمكن من تحقيق قدر من التوازن بين الدولة والجيش.وأضاف أن هناك عوامل كثيرة أدت إلى تصاعد الدور التركى، لتصبح تركيا أحد أهم القوى الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، ولعل أهمها الدور الذى لعبته المؤسسة العسكرية فى تركيا كضامن لهوية الدولة المدنية الديمقراطية، والتى نص عليها الدستور التركى، وهو ما قد يثير التساؤل حول الدور الذى قد يلعبه الجنرالات فى المشهد السياسى المصرى خلال المرحلة المقبلة.وأضاف الكاتب أنه بالرغم من أن جنرالات المجلس العسكرى الحاكم فى مصر قد تعثروا كثيرا خلال المرحلة الانتقالية، والتى تولوا خلالها مقاليد الحكم فى البلاد، والتى بدأت منذ تنحى الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، موضحا أن جهودهم قد انصبت خلال تلك المرحلة لحماية أنفسهم ومصالحهم، إلا أنهم الآن قد أعلنوا رئيسا جديدا للبلاد تمهيدا لإجراء انتخابات برلمانية جديدة.وأكد إجناتيوس أن موقف مرسى وجماعة الإخوان المسلمين سوف يكون مفاجئا بالنسبة له، فى حالة رفضهم لدور قوى وبارز للمؤسسة العسكرية فى مصر خلال المرحلة الحاسمة المقبلة، خاصة وأن الجيش المصرى سوف يلعب دورا محوريا فى إنقاذ الوضع الاقتصادى المتردى من خلال طمأنة المستثمرين وجذب السائحين، موضحا أن تلك الأمور لا يمكن أن تتحقق دون دور بارز للمؤسسة العسكرية فى المشهد السياسى المصرى.وقال الكاتب الأمريكى إن القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر يدرك أن أهمية تحقيق ما أسماه شراكة أمنية، وهو ما أعرب عنه الشاطر خلال لقائهما بالقاهرة قبيل انطلاق جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية فى يومى 16 و17 يونيه الجارى، موضحا أن مرسى سوف يحتفظ بمعظم القيادات العسكرية والاستخباراتية، حتى تكون إشارة لكافة الحكومات الأجنبية تعكس حالة الاستقرار فى مصر.وأضاف الكاتب أن المؤسسة العسكرية فى مصر ينبغى أن تستعيد دورها الرئيسى وهو حماية الدولة وحماية الدستور، فى حين أنه يترك قيادة المشهد من الخارج للمدنيين، وهو ما يشبه إلى حد كبير ما شهدته تركيا حيث لعب الجيش التركى دورا رئيسيا فى حماية السلوك العلمانى للدولة التركية والذى أرساه مصطفى كمال أتاتورك سنة 1919.واختتم إجناتيوس مقاله بأن مصر فى حاجة إلى حكومة مدنية قوية يمكنها تحقيق أهداف الثورة المصرية، إلا أنها تحتاج كذلك إلى تحقيق الاستقرار من خلال تحقيق شراكة ديمقراطية بين المؤسسة العسكرية والدولة، على غرار النظرية التى سبق وأن أرساها السياسى الشهير صموئيل هنتنجتون فى أحد كتبه