مصريات يبحثن عن الرزق وتحقيق الذات عبر الفيسبوك

السبت، سبتمبر 18، 2010

من سها جادو - رويترز- تتصفح رانيا أبو بكر صورا لمجموعة من الملابس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ثم تنتقل الى صفحة أخرى لتستعرض تصميمات حلي فضية قبل أن تطلب شراء قرط فضي مطعم باللؤلؤ مقابل 130 جنيها شاملة رسم التوصيل الى المنزل.
أصبح الفيسبوك جزءا من الحياة اليومية لالاف المصريين وقال تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء صدر في مارس اذار ان مصر تحتل المرتبة الاولى عربيا في الدخول على الموقع بعدد مستخدمين تخطى 2.4 مليون شخص في حين قفز عدد مستخدمي الانترنت الى 14.5 مليون بنهاية 2009 .
ومع الوقت تحول موقع التواصل الاجتماعي الشهير الذي أطلق عام 2004 الى منبر للاراء السياسية وساحة لدعوات التغير الاجتماعي ونافذة لممارسة أنشطة تجارية لزيادة الدخل وتحقيق الذات.
تقول علا عصام (27 عاما) خريجة كلية الالسن قسم اللغة الانجليزية " بعد أن وضعت طفلي الاول اضطررت لترك العمل وخسرت مصدر دخلي الوحيد.. فكرت أن أبدأ عملا تجاريا صغيرا يكون مصدرا للدخل بميزانية صغيرة.
"ولاني كنت أرسم بطاقات المعايدة والتهاني والافراح لصديقاتي فكرت في ان أحول الهواية الى عمل ووجدت في الفيسبوك ضالتي للعمل والكسب... أكسب ما يكفيني."
والبطالة بين الشباب من بين أكبر التحديات التي تواجهه الحكومة المصرية حاليا. ووفقا لموقع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء فان معدل البطالة بين السكان البالغ عددهم 78 مليون نسمة وصل الى 8.96 في المئة خلال الربع الثاني من 2010 .
ويضيف الموقع أن معدل البطالة بين النساء يزيد عن ثلاثة أضعاف المعدل بين الرجال اذ بلغ في 2009 أكثر من 19 في المئة مقارنة مع 5.6 في المئة بين الرجال.
ونظرا لان بعض أصحاب العمل يفضلون تشغيل الرجال على النساء لان القانون يمنح المرأة عطلات خاصة لرعاية الطفل والاسرة تبحث المصريات عن أي فرصة لكسب الرزق وتأكيد الذات.
لكن جودة عبد الخالق أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة لا يعتبر هذه الانشطة وسيلة فعالة حقا في مكافحة البطالة. ويقول "نسبة العاطلين بين الشباب مرتفعة للغاية... كم من هؤلاء الشباب لديه جهاز كمبيوتر أو صفحة على الفيسبوك.
"عدد قليل جدا منهم يمكنه الاستمرار وتطوير الفكرة الى مشروع تجاري بالمعني الحقيقي وهذا يتوقف على مهارات الشخص نفسه."
وتقول رانيا أبو بكر (29 عاما) "الفيسبوك وسيلة رائعة للشراء. هناك كثير من السلع الشخصية المتوفرة عليه فلا أحتاج للنزول لاعاني الزحام في شوارع القاهرة أو مراكزها التجارية لاحصل على ما أريد... نصف ساعة على الفيسبوك وأشتري احتياجاتي وغالبا ما تصلني الى المنزل."
ومن بين السلع المطروحة للبيع على الفيسبوك الملابس والحقائب وأدوات التجميل والحلي وكعك أعياد الميلاد والمناشف والاغطية والمفروشات ومعظمها منتجات يدوية الصنع.
غير أن سناء الحسيني الموظفة الحكومية البالغة من العمر 42 عاما تستبعد فكرة أن تشتري شيئا لم تعاينه وتجربه بنفسها.
وتقول "أختى كانت لها تجربة سيئة مع الشراء على الفيسبوك... رغم أن المعروضات بدت جيدة جدا في الصور الا أنها لم تكن كذلك في الحقيقة... ثم أين متعة التسوق الحقيقية وما الذي يضمن لي أن هذا الشخص المجهول ليس نصابا."
وترى رشا عبد الله رئيسة قسم الصحافة والاعلام بالجامعة الامريكية بالقاهرة أن فكرة مزاولة أنشطة تجارية على الفيسبوك أو الانترنت عموما عملية ومفيدة لكنها تحتاج الكثير لتتبلور الى تسوق الكتروني بالمعني الدقيق.
وتقول "المصريون غير معتادين على التسوق الالكتروني لغياب الثقة في هذا النوع من التسوق فضلا عن أن استخدام البطاقات الائتمانية محدود تقريبا بين اثنين بالمئة من عدد السكان... غير اننا لا ننكر أهمية هذا النشاط خاصة لاصحاب الملكات الابداعية الذين يبحثون عن وسيلة لعرض مواهبهم أو ربات البيوت اللاتي يرغبن في زيادة دخولهن لاسيما مع ارتفاع البطالة بين النساء."
وتقول علا عصام ان زوجها هو من يقوم بتوصيل البطاقات للزبائن كاجراء احتياطي لحمايتها من أي مشكلات. وتضيف "هو يجدها وسيلة للربح دون أن أترك المنزل والاطفال. كما أن التجارة على الانترنت غير مكلفة وتحتاج ميزانية صغيرة."
لكن سلمى صفوت (29 سنة) الصحفية ومصممة الحلي التي انشأت صفحة باسمها لعرض منتجاتها على الفيسبوك تختلف مع هذا الرأي.
وتقول "الفيسبوك منبر رائع للتسويق والاعلان ليس أكثر... هو نقطة انطلاق يعرفك من خلالها الناس لكنه لا يغني عن نشاط تجاري بالمعني الحقيقي."
وتضيف "أنوي أن أفتتح متجرا خاصا بي في المستقبل... هامش الربح الذي أحققه بسيط جدا وجاء أقل من توقعاتي كثيرا."

=========================