ايران تعتزم ارسال رجل الى الفضاء والامارات تنحاز للغرب في خلافه النووي مع ايران

السبت، يوليو 24، 2010

تتجه الامارات العربية المتحدة نحو تبني موقفا أكثر تشددا ازاء ايران لتقديرها أن خطر ايران نووية على أبوابها قد يفوق تكلفة نشوب حرب بين ايران والغرب. وتحرص الامارات المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تستضيف كغيرها من دول الخليج العربية منشآت عسكرية أمريكية على تجنب حرب بسبب برنامج ايران النووي من المؤكد تقريبا أنها ستمتد الى الدول العربية التي لا يفصلها عن الجمهورية الاسلامية سوى مياه الخليج. ولكن أبوظبي المصدرة للنفط تشعر بقلق متزايد على ما يبدو من أن السلاح النووي قد يعطي ايران الشيعية وغير العربية ذخيرة لان تروع كيفما شاءت جيرانها العرب الاصغر منها بكثير حيث أغلبية السكان من السنة. قال شادي حميد مدير الابحاث في مركز بروكينجز الدوحة "الامارات تشعر بأنها مهددة" مضيفا أن نهج الامارات الاستراتيجي يتغير الى حد ما فيما يبدو.
وأضاف "ايران قد تصبح بدرجة كبيرة في طريقها لامتلاك قدرة نووية اذا لم يحدث شيئا عاجلا." ومضى يقول "لن يتضرر أحد من هذا مثل دول الخليج. وعليه لا أريد أن أقول انها تشعر بالذعر ولكن هناك قطعا قدرا متناميا من القلق والتوتر." وتزايدت الضغوط على أبوظبي مع ارتفاع حدة التوتر بين ايران والغرب لتبين أين تقف لانها تسعى لتجنب الحرب بينما تأمل كذلك ألا تسمح واشنطن بأن تصبح ايران قوة نووية وتحاول بالتالي احتواء التهديد الناجم عن ذلك.
وتسير الامارات على خيط رفيع. وأشارت الامارات الى أنها لم تعد مستعدة كما كانت من قبل لان تعمل كشريان حياة مالي لايران بعدما فرضت الامم المتحدة عقوبات جديدة على طهران الشهر الماضي بحثها البنك المركزي على اصدار تعليمات بتجميد أي حسابات لعشرات الشركات التي تستهدفها العقوبات. وظهرت مشاحنات أخرى كلما انحازت أبوظبي أكثر الى جانب الولايات المتحدة لتبلغ ذروتها بتصريحات أدلى بها هذا الشهر سفير الامارات لدى واشنطن مشيرا الى أن بلاده قد تؤيد تحركا عسكريا أمريكيا ضد ايران. وقال السفير يوسف العتيبة عند سؤاله في منتدى في كولورادو بالولايات المتحدة اذا كان يرغب في أن توقف الولايات المتحدة البرنامج النووي الايراني بالقوة "ان هجوما عسكريا على ايران بغض النظر عمن سيشنه سيكون كارثة.. ولكن ايران المزودة بسلاح نووي ستكون كارثة أكبر."
ودفعت تصريحاته التي سارعت أبوظبي للتهوين من شأنها بعض المشرعين الايرانيين الى اقتراح وقف السياحة الى الامارات التي يبلغ حجم التبادل التجاري معها عدة مليارات من الدولارات على الرغم من نزاع اقليمي يجيش. ولم يفرض أي حظر. ونقلت وسائل اعلام اماراتية عن طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية قوله ان "الامارات تعارض تماما أي استخدام للقوة لحل أزمة الملف النووي الايراني.. وتدعو الى حلها عبر الوسائل السياسية." وأضاف أن بلاده "تؤمن في الوقت ذاته بضرورة ابقاء منطقة الخليج خالية من السلاح النووي."
ويقول محللون ان تصريحات العتيبة في كولورادو وان تكن صادمة لفظاظتها تعكس ببساطة ما كان يقوله كثيرون من المسؤولين في الخليج سرا منذ شهور ويضيفون أن الامارات من بين الدول الاكثر تشددا. وقد يعكس الموقف الاكثر تشددا الدور الاكبر الذي أصبحت أبوظبي تضطلع به في توجيه السياسة الخارجية منذ أزمة ديون دبي وخطة الانقاذ الناجمة عنها. وأضعفت الازمة على ما يبدو الثقل السياسي الداخلي لامارة دبي التي تعد محورا تجاريا وهي الاكثر ارتباطا بايران من خلال التجارة. وقال المؤرخ كريستوفر ديفيدسون "انه حقا مسار محفوف بمخاطر كبيرة" مضيفا أنه من غير المرجح أن تتبع دول الخليج نهجا جريئا هكذا." وقال ديفيدسون "اذا نشبت حرب في المنطقة.. لا قدر الله.. فان الامارات العربية المتحدة الآن في المواجهة." ولم يمض الخطاب الاكثر تشددا دون أن تلحظه طهران.
وقال أحمد وحيدي وزير الدفاع الايراني لوسائل اعلام ايرانية بعد فترة قصيرة من تصريحات العتيبة "على الدول الاقليمية أن تكون حذرة وألا تدلي بتصريحات أو تتبنى مواقف أكثر حماقة من التصريحات التي يدلي بها مسؤولون اسرائيليون." وحتى قبل الخلاف الذي نشب مؤخرا استدعت طهران في مايو أيار الماضي دبلوماسيا اماراتيا في غمرة الحرب الكلامية حول الجزر المتنازع عليها في الخليج بعد أن شبه وزير خارجية الامارات سيطرة ايران على الجزر بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. واشتكت ايران في وقت سابق من هذا الشهر من أن ألمانيا وبريطانيا والامارات رفضت تزويد طائرات ايرانية بالوقود ولكن مصدرا اماراتيا قال ان ذلك قرار شركة متعددة الجنسيات وليس سياسة حكومة الامارات. ثم في الاسبوع الماضي طرحت ايران فكرة أن تطلب دفع ثمن صادراتها من النفط لاوروبا بالدرهم الاماراتي للالتفاف حول العقوبات التي قد تمنع التعاملات الايرانية باليورو. وكان الرد الرسمي لمحافظ بنك الامارات المركزي على الخبر "هل هذه مزحة.. ليس لدينا وقت للمزاح." ولكن من غير المرجح أن تتخذ الامارات التي قد يساعدها النهج الاكثر تشددا على كسب تأييد واشنطن أي خطوات تتجاوز نطاق العقوبات واستمرت التجارة رغم أن القيود قد تعقد نشاط اعادة التصدير. قالت جالا رياني من مؤسسة (اي اتش اس جلوبال انسايت) في تقرير أعدته مؤخرا "من المهم تأكيد أن الدولة ستستمر في المضي بحذر في التعامل مع ايران." وقد تشارك دول عربية أخرى في الخليج خصوصا تلك الدول التي لديها نسبة كبير من السكان الشيعة الامارات في قلقها من ايران. وبينما مصالح السعودية الدولة الاقليمية التي تتمتع بثقل وصاحبة القوة العسكرية الاكبر بين دول الخليج العربية منحازة مع الامارات تقريبا على ما يبدو بقيت معظم الدول الاخرى خارج النزاع الدبلوماسي. وبينما ترى السعودية ايران كمنافس سياسي ودبلوماسي وتنزعج من نفوذها المتزايد في المنطقة الا أنها امتنعت مؤخرا عن الادلاء بأي تصريحات استفزازية. وقالت رياني "هناك ادراك واضح بأنه في حالة اندلاع أي صراع عسكري في المنطقة فإن دول الخليج بما في ذلك الامارات ستعتمد على المظلة الامنية الامريكية." والتزمت دول الخليج العربية الحذر حتى بعد أن أثارت اتهامات بأن ايران تدير شبكة للتجسس في الكويت المخاوف من أن طهران ريما تستطلع أهدافا للانتقام في حالة تعرضها لهجوم. وتنفي ايران الاتهام. قال تيودور كارسيك من مركز التحليل العسكري للشرق الادنى والخليج ومقره دبي "قطر تعتقد أنها سويسرا ولكنها تلعب دورا دبلوماسيا وكذلك ستكون الكويت محايدة على الارجح ولكنها ستكون أكثر قربا للسعودية." وأضاف أن البحرين ستحذو أيضا في نهاية المطاف حذو السعودية. من سينثيا جونستون . من ناحية اخرى اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الجمعة ان ايران تعتزم ارسال رجل الى الفضاء في 2019 ردا على القوى العظمى التي تضغط عليها لتعليق برنامجها النووي المثير للجدل، على ما اوردت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وقال الرئيس الايراني المحافظ ان "ايران كانت تعتزم ارسال رجل الى الفضاء بحلول العام 2024 لكن ردا على التهديدات وقرارات مجلس الامن الدولي ضد ايران، قدم موعد المشروع خمس سنوات وسيبدأ في 2019". وقد اطلقت ايران التي فرض عليها مجلس الامن الدولي حزمة رابعة من العقوبات بسبب انشطتها لتخصيب اليورانيوم، برنامجها فضائيا طموحا عبر ارسال صواريخ الى الفضاء وبناء اقمار صناعية. وفي شباط/فبراير صنعت الجمهورية الاسلامية ثم اطلقت قمرا صناعيا يحمل فأرا وسلاحف وديدان بالرغم من قلق العديد من الدول الغربية الكبرى من ان تتمكن من استخدام صناعاتها النووية والفضائية لصنع اسلحة ذرية وبالستية. وقد اعلن وزير الاتصالات الايراني رضا تقي بور هذا الشهر ان ايران تعتزم اطلاق قمر صناعي جديد "راصد1" خلال الاسبوع الاخير من اب/اغسطس. وكان الوزير الايراني اعلن في وقت سابق ان اقمارا صناعية جديدة قادرة على نقل معلومات وصور ستطلق خلال السنة الايرانية الجارية التي تنتهي في اذار/مارس 2011.
==========================