ناصر الدين الشاعر:هناك انقسام متجذر داخل كل بيت فلسطيني ونحن نقف الان على فوهة بركان مثل بركان آيسلاندا

السبت، مايو 29، 2010

روسيا اليوم - شهدت الضفة الغربية مؤخراً لقاءات جمعت شخصيات وطنية مثلت بعض الفصائل كفتح وحماس بهدف تقريب وجهات النظر بين الفصيلين الرئيسيين . وللحديث عن هذا الموضوع استضاف برنامج"حديث اليوم" الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء الاسبق في الحكومة الفلسطينية العاشرة.
قال الشاعر: ان اللقاءات الفلسطينية لم تتوقف من اجل جسر الهوة ومحاولة التقريب بين وجهات النظر وفحص نقاط الخلاف حتى يتسنى للجميع الشروع بمصالحة وطنية حقيقية وتطبيقها على ارض الواقع. ويلاحظ في الاونة الاخيرة نشاط في هذا الاتجاه نأمل له النجاح. ان المصالحة حاجة حقيقية للشعب الفلسطيني وللدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس ، وهي اصبحت حاجة حقيقية بالنسبة لفتح وحماس ، وهذا عامل ضغط لانجاحها.
واشار الشاعرالى : ان القضية لم تعد قضية محاور ، وهي اكبر من ذلك ، فنحن بحاجة الى ان يرفع المجتمع الدولي يده عن اي فيتو ضد المصالحة الفلسطينية . وبالطبع نحن لا نستطيع ان نخدع انفسنا ، فبالتأكيد ليس هناك فيتو واضح وصريح يقول ان المصالحة ممنوعة، ولكن هناك اشتراطات ، ولذا ينبغي التخفيف من هذه الاشتراطات. ونحن نريد ان يتوقف ما يجري على الارض من اجراءات سواء بالنسبة للعلاقات البينية الفلسطينية - الفلسطينية او الاجراءات التي تمس بحقوق المواطن الفلسطيني. ان النظام السياسي الفلسطيني ينتهك الحقوق المدنية للفلسطينيين ، وهذا يجب ان يتوقف.
وأكد المسؤول الفلسطيني السابق: ان الاجراءات الاسرائيلية باتت تمس المشروع الوطني الفلسطيني بكل معانيه ، وبقناعتي الشخصية يوجد تغيير دولي ملحوظ بدأ يتفهم ان من حق الشعب الفلسطيني ان ينعم بالاستقلال . ولذا هناك فرصة معينة يمكن استغلالها وتحويلها الى عناصر ضغط والاستفادة منها.
وبالنسبة الى تحديد الجهة المسؤولة عن بقاء الخلاف الفلسطيني دون حل طيلة هذه السنوات ، اعرب ناصر الدين الشاعر عن اعتقاده بأنه من السهل القول ان المسؤول هو غير الفلسطيني نفسه او " الفيتو"، ومن السهل القاء المسؤولية على الغير ، ولكن هذا الجواب لا يرضي احداً ، لا يرضي المواطن الفلسطيني، لانه بالتأكيد توجد اسباب بينية ، اسباب داخلية، اسباب ذاتية فلسطينية، وبالطبع هذا بالاضافة الى الاسباب الاقليمية والدولية. اقول علينا الا نعلق الامور على شماعة الاخرين . فما الذي يمنعنا نحن الفلسطينيين ان نتفق فيما بيننا ، وبعدئذ دع العالم يتعامل معنا كلسان واحد وفي قارب واحد. المهم ان نتفق نحن وبعدها سيجد العالم صيغة للتعامل بها معنا ، فهل نحن مستعدون لذلك؟ هذا هو السؤال الذي نفحصه الان .
وشدد الشاعر القول :يعتقد البعض ان المسألة تتمثل فقط في الخلاف بين فتح وحماس ، ولكن هذه واحدة من المشاكل. والمشكلة غدت ان هناك انقساماً متجذراً في كل بيت فلسطيني ، هناك انقسام متجذر جغرافياً وسياسياً بين كل منطقة فلسطينية واخرى. وهذا الانقسام يمتد للخارج الفلسطيني، أي ان الانقسام موجود اليوم داخل كل مؤسسة وكل وزارة وجامعة وجمعية . فهذا انقسام خطير جداً يجب ان يتوقف. وبقناعتي ان الكل يقف اليوم على فوهة بركان مثل بركان آيسلاندا، ولا ندري ما الذي سيحدث. ان السيطرة على الاوضاع من غير توافقات ومن غير ان يكون هناك نسيج اجتماعي يحمي هذا النظام السياسي الفلسطيني ، ومن غير ان يكون هناك عقد اجتماعي بين المواطن والسلطة الحاكمة، لا يمكن لمثل هذا النظام ان يكتب له الاستمرار ويبقى يشعر بالخوف، ولذا يقوم بممارسات معينة لحماية نفسه ، وبالتالي يجري المساس بأمن المواطن الفلسطيني وحقوقه.

=====================================